أبدت الإدارة الرياضية لنادي برشلونة عن رضاها التام وتفاؤلها الكبير بالنمو المتسارع الذي يظهره الظهير الشاب هيكتور فورت خلال فترة إعارته الحالية لنادي إلتشي في “الليجا”. ووفقًا لمصادر النادي، فإن التجربة بعيدًا عن أضواء “كامب نو” بدأت تؤتي ثمارها في صقل شخصية اللاعب الفنية والذهنية، مما يجعله مرشحًا بقوة للعودة كقطعة أساسية في خطط هانز فليك المستقبلية.
ويعيش فورت حالة من التألق تحت قيادة المدرب إيدير سارابيا، حيث تحول من لاعب بديل في بداية الموسم إلى عنصر لا غنى عنه في تشكيل الفريق الأليكانتي. ويعتمد سارابيا على اللاعب الشاب في مركز “الظهير الجناح” ضمن خطة دفاع خماسية، وهو دور يتطلب مجهودًا دفاعيًا مضاعفًا مع منحه حرية هجومية كبيرة، وهو ما ساعد فورت على إظهار قدراته في صناعة اللعب والتسجيل.
ولم تتوقف مكاسب الإعارة عند الجانب الفني فقط، بل يرى مسؤولو البارسا أن خروج هيكتور فورت من “فقاعة” برشلونة ساعده على النضج الشخصي وتحمل المسؤولية بعيداً عن الضغط الإعلامي الكتالوني. النادي يتابع كل دقيقة يشارك فيها اللاعب، ويرى فيه حلًا مثاليًا لمركز الظهير الأيمن الذي يسعى النادي لتدعيمه على المدى المتوسط، خاصة وأن فليك يحظى بعلاقة ممتازة مع اللاعب وقام بتشجيعه شخصيًا في لقاءات سابقة.
برشلونة يراقب تألق فورت مع إلتشي
رغم أن هيكتور فورت لم يتجاوز الـ 500 دقيقة لعب حتى الآن بين الدوري والكأس، إلا أن تأثيره كان حاسمًا بتسجيله هدفين وصناعته لمثلهما. وكان آخر بريق له في المباراة الماضية أمام رايو فايكانو، حيث سجل هدفه الأول في الدرجة الأولى بعد 6 دقائق فقط من انطلاق اللقاء بمجهود فردي رائع ينم عن سرعة ودقة كبيرة في الإنهاء، مما منحه لقب “رجل المباراة” رغم تعرضه لإصابة طفيفة في الكتف أثناء الاحتفال.
وتؤكد الصحيفة أن استراتيجية الإعارات التي يتبعها برشلونة بدأت تؤتي أكلها، مستشهدة بنجاح تجربة فيرمين لوبيز سابقًا. فورت لا يثبت فقط كفاءته كظهير أيمن، بل أظهر مرونة تكتيكية تسمح له باللعب كظهير أيسر أيضا، وهي الميزة التي يقدرها هانز فليك كثيرًا في بناء تشكيلته المتوازنة.
هل يحل فورت أزمة الظهير الأيمن في برشلونة؟
تشير كل المعطيات إلى أن هانز فليك يضع هيكتور فورت ضمن حساباته الجادة للموسم المقبل. المدرب الألماني، الذي شوهد وهو يعانق اللاعب بحرارة ويتبادل معه حديثًا وديًا عقب مواجهة الفريقين السابقة، يرى في فورت العنصر الذي يفتقده الفريق؛ لاعب شاب، متأسس في “لاماسيا”، ويمتلك الخبرة التنافسية في الدوري الإسباني.
إن نجاح فورت مع إلتشي يعزز من توجه الإدارة لعدم صرف مبالغ طائلة في سوق الانتقالات لمركز الظهير، والرهان بدلًا من ذلك على استعادة المواهب المعارة التي أثبتت قدرتها على تحمل ضغوط الليجا. فورت الآن ليس مجرد لاعب واعد، بل هو لاعب ناضج ينتظر إشارة العودة للبيت الكتالوني من الباب الكبير.


تعليقات