يبدو أن ملف تجديد عقد فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد يسير في اتجاه بالغ الحساسية، بعدما اختار النجم البرازيلي الدخول في شدٍ وجذب مع رئيس النادي فلورنتينو بيريز، في خطوة يعتبرها كثيرون مغامرة غير محسوبة العواقب.
التاريخ داخل أسوار سانتياجو برنابيو لا يقف عادة في صف اللاعبين الذين يحاولون فرض شروطهم على إدارة النادي، وهو ما يجعل موقف فينيسيوس ومحيطه مثار جدل، خاصة في ظل تجاهل دروس الماضي التي دفعت نجومًا كبارًا ثمنًا باهظًا لمواقف مشابهة.
ورغم أن عقد فينيسيوس لا يزال ساريًا، إلا أن اللاعب يواصل الضغط معتقدًا أن دخول عام 2026 واقتراب عقده من مراحله الأخيرة سيدفع ريال مدريد للرضوخ لمطالبه المالية، وهي مطالب لا تراها الإدارة متناسبة حاليًا مع مستواه وتأثيره الحقيقي داخل الملعب.

بيريز يمسك بزمام الأمور
فلورنتينو بيريز صاحب الخبرة الطويلة في إدارة هذا النوع من الملفات المعقدة، يدرك أنه الطرف الأقوى في المفاوضات، لا سيما في ظل تراجع الدعم الجماهيري لفينيسيوس، الذي تلقى صافرات استهجان واضحة من جماهير ريال مدريد خلال مواجهة إشبيلية الأخيرة، حسب ما قالته صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية.
كما أن ذاكرة النادي الإسباني لا تزال تحتفظ بسوابق واضحة، حين لم يتمكن أسطورتان بحجم كريستيانو رونالدو وسيرخيو راموس من فرض شروطهما. الأول اصطدم بسقف مالي لم يسمح له بمجاراة ليونيل ميسي، والثاني قوبل بالرفض حين طلب عقدًا يمتد لعامين بعد تجاوزه الثلاثين، في سياسة صارمة رسخها النادي منذ عهد سانتياغو برنابيو.
هل يتحول 2026 إلى عام قضية فينيسيوس؟
وأكدت الصحيفة أن المؤشرات الحالية توحي بأن المفاوضات ستكون طويلة ومعقدة، خاصة في ظل وضع فني غير مستقر للفريق، وتراجع بريق فينيسيوس مقارنة بالحضور الطاغي لكيليان مبابي، إلى جانب اقتراب كأس العالم مع منتخب البرازيل، حيث يُنتظر من اللاعب قيادة “السيليساو” الباحث عن لقب غائب منذ 23 عامًا.
في المقابل، لا يشعر ريال مدريد بأي استعجال لحسم الملف، إذ لا يحق لفينيسيوس التفاوض مع أندية أخرى قبل يناير 2027، كما أن أي اهتمام خارجي سيظل مرهونًا بموافقة النادي. ومع اعتبار مبابي النجم الأول للمشروع الحالي، لا يستبعد النادي إعادة تقييم استراتيجيته في حال وصول عرض مالي ضخم لفينيسيوس، خاصة إذا استمر غياب الألقاب الكبرى، ما ينذر بولادة “مسلسل فينيسيوس” الساخن خلال عام 2026.


تعليقات