بوبي لا يسقط.. لماذا تبخر طموح إندريك مع ريال مدريد؟

بوبي لا يسقط.. لماذا تبخر طموح إندريك مع ريال مدريد؟


مرّ البرازيلي الشاب إندريك بأشهر معقّدة منذ انضمامه إلى ريال مدريد، في رحلة لم تخلُ من العثرات، رغم أنها جاءت في إطار طبيعي لمسار لاعب لم يُكمل عامه الثامن عشر بعد، ويخوض أولى خطواته في نادٍ بحجم النادي الملكي.

منذ وصوله إلى مدريد، تحوّلت تجربة إندريك إلى عملية تعلّم متواصلة، لم تكن جميع فصولها إيجابية. أولى الضربات جاءت مع الإصابة التي تعرّض لها في نهاية الموسم الماضي، قبل أن تتفاقم خلال فترة الإعداد في الولايات المتحدة.

رحل اللاعب عن ريال مدريد بشكل رسمي على سبيل الإعارة إلى فريق ليون الفرنسي، وسينضم في الشتاء المقبل، في انتظار ما سيكشف عنه المستقبل.

إندريك سقط في ريال مدريد

تحديدًا في اليوم قبل الأخير من كأس العالم للأندية، حُرم اللاعب من بداية متكافئة للموسم مقارنة بزملائه، وأغلق الباب أمام أي تحرّكات محتملة في سوق الانتقالات، من بينها خيار الانتقال إلى ليون في الساعات الأخيرة.

لكن الأصعب لم يكن الجانب البدني، بل المعنوي. فمباراة بعد أخرى، وجد إندريك نفسه خارج حسابات المدرب تشابي ألونسو، ليس فقط على مستوى المشاركة، بل حتى دون القيام بتمارين الإحماء على خط التماس، مكتفيًا بدور المتفرّج من مقاعد البدلاء، من دون تفسير واضح لما يحدث.

داخل غرفة الملابس، حاول زملاؤه دعمه معنويًا، مردّدين عبارة: «بوبي لا يسقط»، وهو اللقب الذي يُعرف به المهاجم البرازيلي بينهم.

إندريك - ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)
إندريك – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

وقبل مغادرة الفريق، أكّد لهم إندريك عزمه على العودة والنجاح، في رسالة تعكس شخصية اللاعب الذي يتخذ “بوبي تشارلتون” مثل أعلى، والذي لا يستسلم بسهولة.

وشكّل الأسبوع الأول من ديسمبر نقطة تحوّل في مساره. فطموح اللاعب لم يكن يقتصر على إثبات نفسه مع ريال مدريد، بل كان يحلم أيضًا بحجز مكان في منتخب بلاده والمنافسة على بطاقة المشاركة في كأس العالم 2026 مع البرازيل. إلا أن غياب الفرص جعله يشعر بأن هذا الهدف يبتعد تدريجيًا.

هذا الإحباط، إلى جانب العزلة على مقاعد البدلاء، دفع إندريك إلى قبول العرض الفرنسي، بحثًا عن ما افتقده في مدريد: الثقة المترجمة إلى دقائق لعب.

إندريك فيليبي - ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)
إندريك فيليبي – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

 ومع ذلك، فوجئ الكثيرون داخل ريال مدريد، بمن فيهم اللاعب نفسه، بأن تشابي ألونسو أعاد النظر في موقفه بعد إتمام الإجراءات، ليمنح البرازيلي بعض المشاركات، أثبت خلالها أنه لم يفقد حسّه التهديفي ولا موهبته.

قصة إندريك مع ريال مدريد لم تُغلق فصولها بعد، لكنها حتى الآن تُجسّد واحدة من أصعب محطات النمو في مسيرة لاعب شاب، لا يزال يؤمن بأن السقوط ليس خيارًا.