في إحدى زوايا قرية “المحارزة” الهادئة، التابعة لمركز أبو تشت بمحافظة قنا، لم يكن أحد يتوقع أن تتحول دار أحد الأسر إلى مسرحٍ لجريمة تهزّ وجدان القرية بأكملها، كانت “نجية.م.ح”، السيدة السبعينية، معروفة بين أهل القرية بأنها أم طيبة، عطوفة، صبورة، تحمل هم أولادها في صمت، كما تفعل كثيرات من نساء الصعيد.
لكن هذه المرة، الصبر لم يشفع لها.. والحنان لم يحميها، وفي لحظة غضب، تحوّلت الأم إلى ضحية، وقاتلها كان من لحمها ودمها.
طلب المال.. فرفضت
في صباح امس الجمعة، تلقى مركز شرطة أبوتشت بلاغًا يفيد بمصرع سيدة داخل منزلها بقرية المحارزة، فانتقل ضباط المباحث على الفور، ليكتشفوا جريمة مروّعة، ربة منزل في الخامسة والسبعين من عمرها، تلقت ضربة قاتلة على رأسها بأداة حادة، لفظت على إثرها أنفاسها الأخيرة داخل منزلها.
التحريات الأولية أشارت إلى عدم وجود كسر أو اقتحام، مما رجّح فرضية أن الجاني من داخل المنزل، وبالفعل لم يدم الغموض طويلًا، ففي التحقيقات الأولية، انهار ابنها واعترف بالجريمة، وقالها ببساطة لا تخلو من الصدمة “كنت عايز فلوس، ولما رفضت، ضربتها.. وماتت في إيدي”.
تحقيقات مستمرة.. وعدالة مطلوبة
النيابة العامة أمرت بتشريح الجثة، والتصريح بالدفن، وحبس المتهم على ذمة التحقيقات، لكن ما لن يُدفن بسهولة هو هذا الجرح الإنساني العميق: أن تقتل أم على يد ابنها لمجرد أنها لم تلبِّ له طلبًا.