رضوخ موتسيبي عرض مستمر.. إنفانتينو يحكم قبضته على الاتحاد الإفريقي

رضوخ موتسيبي عرض مستمر.. إنفانتينو يحكم قبضته على الاتحاد الإفريقي


واصل السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، هيمنته على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعدما أظهرت قيادات الكاف ولاءً واضحًا للرجل السويسري.

وفي خطوة تعكس تهميش الكرة الإفريقية، أعلن باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، إقامة بطولة كأس الأمم الإفريقية كل أربع سنوات، مستسلمًا لضغوط الاتحاد الأوروبي والدولي.

ويُنظر إلى خطوة موتسيبي باعتبارها رضوخًا مباشرًا لتلك الضغوط، مع انتقادات مستمرة خلال السنوات الماضية من المسؤولين في أوروبا لإقامة الكان كل عامين.

ذلك القرار التاريخي لم يكن هو الأول الذي يوضح رضوخ موتسيبي، وتحكم الفيفا من خلال الرجل الأول “جياني إنفانتينو” في الكاف، أكثر من أي اتحاد قاري آخر.

كاف تحت حكم إنفانتينو

في 2021، قرر إنفانتينو تعيين كولينا رئيسًا للجنة الحكام في الاتحاد الإفريقي خلفًا لإيدي مايي، وهو قرار أثار جدلًا واسعًا، خاصة وأن الحكم الإيطالي ينتمي لقارة أوروبا وليس إفريقيا.

خالف هذا القرار العرف المتبع داخل الاتحاد الإفريقي، بأن يتولى أبناء القارة السمراء وخبراؤها إدارة اللجان المختلفة بالكاف، سواء المسابقات أو التسويق، وكذلك التحكيم.

مع مرور الوقت، عُيّن العديد من المسؤولين، قبل أن يصبح أوليفييه سافاري الكونغولي هو رئيس لجنة الحكام مؤخرًا، ونائبه الجنوب إفريقي فيكتور جوميز، ولكنهم جميعًا تحت إشراف كولينا الذي أصبح دوره استشاريًا.

بيرلويجي كولينا - المصدر (Getty images)
بيرلويجي كولينا – المصدر (Getty images)

بعد ذلك القرار، وفي اجتماع المجلس التنفيذي بالقاهرة، تم اتخاذ قرار بإقامة “دوري السوبر” في إفريقيا بعدما رفضته العديد من القارات الأخرى، مثل أوروبا وآسيا.

شملت القرارات في ذلك الوقت، تعيين لوكا بيازا النيجيري، الذي كان مراقب مالي في الاتحاد الدولي، مسؤولًا عن الشؤون المالية في الكاف، بالإضافة إلى الإسباني خافيير أوليه، مدير التسويق السابق في الاتحاد الإفريقي، مديرًا للشؤون التجارية في الكاف.

لم يكن لموتسيبي أي قرار يعكس ما يريده إنفانتينو، الذي بات هو من يحكم الاتحاد الإفريقي مع مرور الوقت، في ظل تراجع الكرة الإفريقية وليس تقدمها.

أين دوري السوبر الإفريقي؟

النسخة التي أقيمت في 2023 لم تُقم مجددًا، وأصبحت في طي النسيان، مع استمرار دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية، بالإضافة للسوبر الإفريقي، كبطولات تابعة للكاف.

وسط كل هذا، تُقام بطولات دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية بدون تقنية الفيديو حتى الأدوار الإقصائية، وهو ما يظهر جدلًا كبيرًا وظلمًا لعدد كبير من الفرق بسبب قرارات التحكيم.

ومن باب أولى لتطوير كرة القدم الإفريقية، أن يتم تطبيق تقنية الفيديو المساعد، التي باتت جزءًا لا يتجزأ من كل البطولات الكبرى حول العالم.

موتسيبي تمكن من زيادة قيمة الجوائز المالية لمسابقات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والمنح السنوية لجميع الفرق والمنتخبات، ولكن على أرض الواقع لم يكن هناك أي تطور حقيقي للقارة السمراء.

كأس أمم إفريقيا - المصدر: gettyimages
كأس أمم إفريقيا – المصدر: gettyimages

إنفانتينو يتوحش في إفريقيا

في 2020، قلل إنفانتينو من بطولة كأس أمم إفريقيا، وهو ما نشرته صحيفة “جارديان” البريطانية مؤخرًا، وربما كانت إشارة من السويسري لتطبيق ما يريده.

وبالفعل، كان لإنفانتينو ما أراد، عندما أعلن موتسيبي منذ أيام قليلة تغيير نظام أمم إفريقيا، وإقامتها كل 4 سنوات بداية من النسخة التي تلي 2028.

بالإضافة إلى إقامة بطولة دوري الأمم الإفريقية، مثلما يحدث في أوروبا وأمريكا الشمالية، وهو قرار ليس فقط من جانب إنفانتينو، ولكن بضغط من الاتحاد الأوروبي.

في أوروبا، يرفضون إقامة أمم إفريقيا كل عامين في شهر يناير، والذي يتزامن مع ضغط المباريات ومرحلة الحسم في البطولات الأوروبية الكبرى.

العديد من المدربين والمسؤولين في كرة القدم الأوروبية هاجموا بطولة إفريقيا، بل كانت تصريحات جاتوزو الأخيرة تشير إلى أن إفريقيا لا تستحق 9 مقاعد في كأس العالم، رغم أن إيطاليا تلعب ملحقًا الآن للتأهل إلى المونديال.

كذلك قرار سيسك فابريجاس، الذي أشرك أساني دياو، ومنعه من المشاركة في أمم إفريقيا مع السنغال بعدما أصيب في مباراة روما، وبرر ذلك عندما قال: “نحن من ندفع راتبه، وعلينا الاستفادة منه”.

تصريحات استفزّت جماهير السنغال والمنتخب بقيادة بابي ثياو، ليُحرم أسود التيرانجا من أحد أبرز لاعبيه الموهوبين، بعدما تألق في الموسم الماضي.

يُعيد القرار الأخير لموتسيبي مدى سيطرة الفيفا على قرارات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم منذ تولي جياني إنفانتينو رئاسة الاتحاد الدولي، وانتخاب باتريس موتسيبي رئيسًا للكاف.

في البداية، جاء موتسيبي إلى منصبه بدعم مباشر من إنفانتينو، الذي لعب دورًا بارزًا في انتخابه بعد انسحاب المرشحين الآخرين من المنافسة، حيث وعد السويسري هؤلاء المرشحين بمناصب بديلة.

جياني إنفانتينو - رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم
جياني إنفانتينو – رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” (المصدر:Gettyimages)

بعد ذلك، فاز موتسيبي مؤخرًا بالتزكية، واستمر في منصبه، وفي كل مناسبة نجد الجنوب إفريقي يصطحب إنفانتينو معه، ويصمم على أن يصعد على المنصات مثلما حدث في حفل الكاف الأخير لجوائز الأفضل، بعدما ذهب إلى السويسري وجذبه من يده، للصعود معه والإعلان عن الفائز بجائزة الأفضل.

أصبح إنفانتينو ينثر خيوط سيطرته وهيمنته كل يوم في الاتحاد الإفريقي، ولم يرفض موتسيبي طلبًا لصديقه السويسري، وكلما رفضت أوروبا أي اقتراح لجياني، وافق عليه الجنوب إفريقي.

وكلما ضغطت أوروبا على إنفانتينو، كانت الضحية قارة إفريقيا، التي أصبحت مع مرور الوقت حقل تجارب لكل ما يريده الفيفا.