نجاح نسبي أم إخفاق متكرر؟.. خبراء الكرة يقيمون مشوار الإمارات تحت قيادة كوزمين

يعيش منتخب الإمارات فترة ليست مستقرة على مستوى النتائج، فبعد أن كان الأبيض قريبا من بلوغ نهائيات كأس العالم 2026 ابتعد الحلم بعد خسارة من العراق في البصرة.

فشل منتخب الإمارات بقيادة الروماني كوزمين أولاريو، في بلوغ الملحق العالمي، بعد السقوط أمام العراق بنتيجة 3-2 في مجموع مباراتي الملحق الآسيوي الختامي.

بعد هذا الإخفاق، انتقل منتخب الإمارات في محاولة لنسيان ما حدث في البصرة، إلى العاصمة القطرية الدوحة لخوض منافسات بطولة كأس العرب 2025.

وتباينت آراء النقاد والمحللين بالنسبة لمستويات منتخب الإمارات في كأس العرب، فالبعض يرى أن الأبيض قدم مستويات كبيرة، وفي النهاية خطف المركز الثالث مناصفة مع السعودية.

البعض الآخر يرى أن منتخب الإمارات ذهب إلى قطر بالصف الأول، وهدفه كان واضحا بالتتويج باللقب، وهو ما يعني أن المركز الثالث لم يكن إنجازا كبيرا.

آراء النقاد وخبراء الكرة في أسباب تعثر منتخب الإمارات

حاول 365scores أن ينتقل بين آراء نجوم كرة القدم السابقين والمحللين والنقاد الرياضيين، من أجل الوقوف على الأسباب الحقيقية التي قادت الإمارات للتعثر، وماذا ينتظر الأبيض تحت قيادة كوزمين أولاريو في الفترة المقبلة.

خالد بيومي يتحدث عن منتخب الإمارات ومستقبل كوزمين

وأدلى الناقد الرياضي خالد بيومي بتصريحات خاصة لـ365scores، حلل خلالها مسيرة المنتخب الإماراتي في الفترة الأخيرة تحت قيادة المدرب الروماني أولاريو كوزمين، موضحا رؤيته الفنية لمستقبل الأبيض في ظل التحديات الراهنة.

دعم كوزمين ورفض التغيير

وأكد بيومي على ثبات رأيه في قدرات المدرب أولاريو كوزمين، واصفا إياه بالمدرب القدير والمحترم رغم وجود بعض الأخطاء الطبيعية في عالم التدريب.

وأشار إلى أن كوزمين، الذي اعتاد على العمل اليومي مع الأندية، بدأ يتأقلم مع طبيعة عمل المنتخبات، ونجح في وضع يده على العناصر الأنسب والأصلح لتمثيل المنتخب الإماراتي.

وشدد بيومي على رفضه التام لفكرة تغيير المدرب في الوقت الحالي، معتبرا أن الاستقرار هو المفتاح الحقيقي لبناء منتخب قوي، وأن سنة التغيير المستمر تؤثر سلبا على النتائج.

ودعا خالد بيومي إلى منح كوزمين الفرصة كاملة للاستمرار، مؤكدا أن الوقت كفيل بإظهار نسخة قوية من المنتخب الإماراتي تحت قيادته.

نجاح نسبي في ظروف صعبة

ووصف خالد بيومي مشاركة المنتخب الإماراتي الأخيرة في كأس العرب بأنها إيجابية، خاصة بالنظر إلى الحالة النفسية التي عانى منها الفريق عقب الخروج السابق أمام العراق وقبلها أمام قطر.

وأوضح أن الوصول إلى الأدوار المتقدمة (نصف النهائي) يعد نجاحا نسبيا بالنظر إلى قوة المجموعة التي ضمت منتخبات مصر، والأردن (وصيف البطولة)، والكويت الذي يعد من أقوى المنتخبات الخليجية في البطولات المجمعة.

أزمة البديل واللمسة الأخيرة

ورغم الرضا عن الأداء العام، أشار بيومي إلى وجود عوائق فنية أثرت على تركيبة الفريق، ومن أبرزها، الغيابات والإصابات التي أثرت بشكل مباشر على أداء المنتخب، خاصة في ظل عدم توفر البديل الجاهز بنفس جودة العناصر الأساسية.

وأكد على ضرورة أن يتواجد لاعب في الخط الأمامي يمتلك القدرة على ترجمة العمل التكتيكي الذي يقوم به كوزمين إلى أهداف.

واختتم بيومي حديثه مؤكدا أن الجمهور الإماراتي الذي كان قد فقد الثقة، بدأ يستعيدها تدريجيا، لكن المنتخب لا يزال بحاجة إلى تدعيمات محددة ليتحول من الأداء الجيد إلى الأداء الممتاز.

أروابارينا: منتخب الإمارات يمتلك الشخصية ولديه مدرب كبير

رأى الأرجنتيني رودولفو أروابارينا، المدير الفني السابق لمنتخب الإمارات، أن الأبيض يلعب بشكل جيد في بعض الأوقات، وتراه لا يفعل ذلك في أوقات أخرى، وأخطاء لاعبيه مكلفة للغاية”.

وقال أروابارينا في تصريحات خاصة لـ 365scores: “الإمارات تمتلك لاعبين لديهم الشخصية ومدرب يعرف بالضبط ما يريده من المنتخب، المشكلة تكمن في أن الفريق قادم من إخفاق في بلوغ نهائيات كأس العالم”.

وتابع: “أعتقد أن منتخب الإمارات سيتحسن كثيرا تحت قيادة كوزمين، فهو مدرب خبير ويعرف كيف يتعامل مع تلك المواقف بكل تأكيد”.

نور الدين العبيدي يقيّم مشوار الإمارات في كأس العرب

قدّم نور الدين العبيدي، المدرب السابق لمنتخب الإمارات ومحلل قناة دبي الرياضية، تقييمه لمشوار الأبيض في كأس العرب، بعد الوصول إلى الدور نصف النهائي.

العبيدي أكد في تصريحاته لـ 365scores، أن الإمارات تأهلت من دور المجموعات بعدما أنهت مجموعة صعبة في المركز الثاني، ضمت الأردن ومصر والكويت، قبل أن تواصل تقدمها في الأدوار الإقصائية.

وبحسب حديث العبيدي، جاء التأهل إلى نصف النهائي بعد الفوز على الجزائر في ربع النهائي بركلات الترجيح، عقب مباراة اتسمت بالروح القتالية وأداء فني وتكتيكي جيد.

أسباب الخسارة الثقيلة أمام المغرب

أوضح العبيدي أن الإمارات خسرت في نصف النهائي أمام المغرب، أحد أقوى منتخبات البطولة، وأن أسباب النتيجة الثقيلة تعود أولًا إلى قوة المنتخب المغربي فنيًا وتكتيكيًا وبدنيًا.

وأشار إلى ضعف الفاعلية الهجومية للإمارات، موضحًا أن المنتخب لم يصنع فرصة واحدة طوال المباراة بسبب غياب الضغط على دفاع المغرب، وافتقاد اللمسة قبل الأخيرة في معظم المحاولات الهجومية.

كما تحدث عن الأخطاء الدفاعية الفردية والجماعية، واعتبر أن الأهداف جاءت سهلة خاصة الهدف الأول نتيجة غياب الرقابة والتغطية، إضافة إلى ترك مساحات على الأطراف استغلها لاعبو المغرب لتسجيل الهدفين الثاني والثالث.

وأكد العبيدي أن الإرهاق البدني والذهني لعب دورًا مؤثرًا بعد مباريات قوية، خصوصًا أن مواجهة الجزائر في ربع النهائي امتدت إلى الأشواط الإضافية، ما انعكس على اللياقة والتركيز في نصف النهائي.

تقييم كوزمين أولاريو ونقاط التحسين

وقال العبيدي إن مردود المدرب كوزمين أولاريو مع منتخب الإمارات خلال كأس العرب كان إيجابيًا، وأظهر تحسنًا واضحًا على المستوى التكتيكي والتنظيمي، وهو ما ساعد الفريق على الوصول إلى نصف النهائي.

وأضاف أن اللاعبين قدموا انضباطًا تكتيكيًا وتنظيمًا واضحًا في المباريات الحاسمة مثل الكويت والجزائر، مع تركيز ذهني عالٍ.

وختم العبيدي بأن المنتخب لا يزال بحاجة إلى المبادرة والتجانس هجوميًا، وتحسين إدارة المباريات الصعبة تحت الضغط، إلى جانب تطوير الجانب الدفاعي فرديًا وجماعيًا.

وينفريد شايفر يثق في قدرة الإمارات على تصحيح الأوضاع

وقال الألماني وينفريد شايفر في تصريحاته لـ365scores، إن منتخب الإمارات يمتلك لاعبين مميزين، كما أنه يمتلك مدربا كبيرا ويعرف كيف يدير الأمور، لكن ربما الفترة التي سبقت توليه لم تكن جيدة.

وتابع، أن كوزمين كان بحاجة لمزيد من الوقت، خاصة أنها التجربة الأولى له مع منتخب بشكل عام، وتجاربه مع الأندية أثبتت نجاحه بشكل كبير، وعلى الجميع تقبل ذلك بكل تأكيد.

الصحفي إسلام جمال الدين يكشف أسباب أزمات الإمارات المتكررة

من جانبه، قال الصحفي إسلام جمال الدين لـ365scores، إن المنتخب الإماراتي ودع منافسات كأس العرب لأسباب متعددة، يأتي في مقدمتها فشل المدرب الروماني كوزمين في وضع برنامج إعداد للمنتخب للتجهيز والتحضير قبل خوض هذا الاستحقاق العربي، ما انعكس سلبا على الجاهزية الفنية والبدنية للأبيض.

وذكر جمال الدين، أن الأبيض عانى من فقر هجومي واضح طوال مباريات البطولة، حيث فشل في صناعة جمل تكتيكية أو هجمات منظمة قادرة على صناعة الفارق، ولم يحقق الفوز سوى أمام المنتخب الكويتي الذي ظهر بمستوى متواضع.

وتابع، أنه في المواجهة أمام المنتخب الجزائري، لم يظهر المنتخب الإماراتي بالشكل الهجومي المطلوب، واكتفى باستدراج المنافس إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت له في النهاية، دون أن يعكس ذلك تفوقا فنيا حقيقيا خلال مجريات اللقاء.

وعلى الصعيد الدفاعي، أشار جمال الدين إلى لاعبي المنتخب الإماراتي ارتكبوا أخطاء كارثية ومتكررة، كلفت الفريق الكثير وأسهمت بشكل مباشر في الخروج المبكر من البطولة، لتؤكد أن الأبيض بحاجة إلى مراجعة شاملة على المستويين الفني والتكتيكي قبل الاستحقاقات المقبلة.

محمد الجزار يضع يده على أزمة منتخب الإمارات

وقدم الإعلامي محمد الجزار قراءة تحليلية لأسباب خروج المنتخب الإماراتي من الدور نصف النهائي، مؤكدا أن فارق الخبرة في المواعيد الكبرى كان لصالح المنافس، وهو ما حال دون وصول الأبيض إلى المباراة النهائية التي كانت تطمح إليها الجماهير.

أزمة الانسجام وهوية المدرب

ويرى الجزار أن المعضلة الأساسية التي تواجه المنتخب الإماراتي تكمن في عدم العثور على المدرب القادر على صناعة الانسجام والتجانس بين اللاعبين.

وأوضح أن المدرب الحالي كوزمين، ومن سبقه من مدربين، لم ينجحوا في وضع التوليفة السحرية التي تستثمر كتيبة النجوم والمواهب الموجودة في كافة المراكز بصفوف المنتخب.

الإدارة وفرت كل شيء والخلل فني

وشدد الجزار على أن الاتحاد الإماراتي والمسؤولين لم يقصروا في تقديم الدعم، سواء من حيث استقطاب لاعبين مميزين أو توفير كافة الإمكانيات اللوجستية والفنية، إلا أن المشكلة تظل محصورة في الجانب التدريبي وعدم قدرة الأجهزة الفنية المتعاقبة على توظيف هذه الإمكانيات بالشكل الأمثل.

الدعوة للمدرب العربي أو الوطني

وفي طرحه للحلول المستقبلية، اقترح الجزار ضرورة التوجه نحو المدرسة الوطنية أو العربية في التدريب، مؤكدا أن المنتخب الإماراتي يحتاج إلى مدرب يستطيع خلق حالة من الروح والانسجام داخل صفوف الفريق، وهو ما يفتقده الأبيض حاليا رغم جودة العناصر البشرية.

الصحفي هيثم حبيب يتحدث عن إنجاز إماراتي في كأس العرب

أكد الصحفي هيثم حبيب أن مسيرة المنتخب الإماراتي في البطولة العربية تعد إيجابية في مجملها، بالنظر إلى طبيعة المنافسة الشرسة والمستوى الفني المرتفع للمنتخبات المشاركة.

تجاوز مجموعة الموت

وأوضح حبيب أن نجاح الأبيض في العبور من مجموعة قوية ضمت منتخبات عريقة مثل مصر، والأردن، والكويت، والوصول إلى الدور نصف النهائي، يعد في حد ذاته مكسبا وأمر جيد للمنتخب في الوقت الراهن.

وأشار إلى أن هذه النتائج تعكس حالة من التطور الملحوظ، خاصة وأن الأبيض يسير بخطى ثابتة في المراحل المتقدمة من تصفيات كأس العالم.

خبرة المدرب وفوارق الجاهزية

وتابع، أن المنتخب الإماراتي يمتلك مديرا فنيا صاحب خبرة كبيرة، ساهمت في قيادة الفريق للوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة.

واعتبر هيثم حبيب، أن الوصول للمربع الذهبي يمثل أفضل النتائج الممكنة، مقارنة بمستويات المنتخبات الأخرى التي أظهرت جاهزية بدنية وفنية عالية.

صعوبة اللقب العربي

واختتم هيثم حبيب رؤيته بالتأكيد على أن الفوز باللقب العربي أصبح مهمة صعبة للغاية في ظل وجود منتخبات مستعدة بشكل مثالي، مؤكدا أن المنتخبين اللذين نجحا في الوصول للمباراة النهائية هما الأفضل والأجهز فنيا على أرض الملعب، كما أن منتخب المغرب استحق اللقب.