أصبحت الأجواء داخل برشلونة متوترة بشكل واضح، بعد أن أطلق هانسي فليك، المدير الفني للفريق، صرخة قوية كادت أن تذهب بسمع مارك أندريه تير شتيجن، حارس مرمى البلوجرانا، إذ قرر المدرب الألماني إبعاد مواطنه عن موقعه في ترتيب حراس البلوجرانا.
وحافظ مارك تير شتيجن، على مدار سنوات طويلة على موقعه أساسيًا في حراسة مرمى برشلونة، متفوقًا على عدة أسماء جلست على مقاعد البدلاء في وجوده، حتى يوم الـ23 من سبتمبر الماضي، والذي كان بمثابة جُب سقط فيه حين تعرض لإصابة قوية أبعدته عن الملاعب.
وتعرض تير شتيجن للإصابة بتمزق كامل في الركبة اليمنى، ليخضع إلى عملية جراحية أبعدته عن الملاعب لمدة وصلت إلى ثمانية أشهر، ليعود الحارس الألماني كما كان غريبًا عن ناديه الذي حمل شارة قيادته يومًا ما ودافع عن مرماه في مختلف المنافسات ضد العديد من الأسماء.
علاقة ودية في منتخب ألمانيا
اجتمع هانسي فليك بالحارس تير شتيجن للمرة الأولى في المنتخب الألماني، وكان ذلك في أغسطس 2021 ولم يظهر المدرب أي عداء لاعبه طوال توليه المهمة الفنية مع الماكينات، ولم يدلِ بأي تصريحات عدائية ضده رغم تواجد مانويل نوير في قمة مجده، حيث كان الرجل الأول في كل مكان يخطوه.
وحرص هانسي فليك خلال فترته مع منتخب ألمانيا التي كانت عبارة عن 25 مباراة، على منح جميع لاعبيه الفرصة، ونال تير شتيجن حينها حظه بالمشاركة في 10 مناسبات في مختلف المنافسات، خاصة بعد إصابة مانويل نوير في تلك الفترة مع بايرن ميونخ.
مباريات شارك بها تير شتيجن تحت قيادة فليك في منتخب ألمانيا
ألمانيا 2-1 رومانيا
أرمينيا 1-4 ألمانيا
ألمانيا 2-0 الكيان الصهيوني
ألمانيا 0-1 المجر
إنجلترا 3-3 ألمانيا
ألمانيا 2-0 بيرو
ألمانيا 2-3 بلجيكا
بولندا 1-0 ألمانيا
ألمانيا 0-2 كولومبيا
ألمانيا 1-4 اليابان
وأظهر فليك دعمه الكامل لحارسه تير شتيجن في أكثر من مناسبة، حيث أكد حين تعرض نوير للإصابة، أن تير شتيجن موقعه المميز في برشلونة سيمنحه الفرصة الأولى لسد الفراغ الذي تركه مواطنه.
وحين قرر فليك إبعاد، حارسه تير شتيجن عن المنتخب الألماني، كان يهدف لإراحة اللاعب بعد كم هائل من المباريات التي شارك بها في تلك الفترة.
وقال تير شتيجن حينها: “أود دائما التواجد مع المنتخب الوطني، وأشعر بالسعادة مع كل استدعاء لصفوف الفريق، مدرب المنتخب الوطني (فليك) لديه نفس الرأي بأنني في حاجة لهذه الراحة إنه يدعمني”.
وأكد ذلك فليك مصرحًا: “تير شتيجن من أفضل حراس المرمى في العالم ولكنه لم يستطع الحصول على فرصة للاستشفاء من الإصابات خلال فترات الصيف الماضية”.
وأضاف: “في ظل إقامة كأس العالم بقطر في شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين، سيكون مفيدًا أن يحصل اللاعب على راحة من التدريبات والمباريات”.
تظهر العلاقة بين فليك وتير شتيجن أنها كانت في قمة المودة والاحترام بينهما خلال فترة تواجد المدرب في المنتخب الألماني، أي لم يكن هناك أي خلاف جمعهما من قبل، قبل توليه المهمة الفنية في برشلونة.
تحول مفاجئ وفترة عصيبة لتير شتيجن
ظن القطاع الأكبر من جماهير برشلونة أن تير شتيجن سيكون الفتي المدلل لهانسي فليك، وذلك مع قدوم المدرب الألماني لتولي مهمة الفريق الفنية، خاصة في ظل العلاقة الطيبة بينهما.
قدوم هانسي فليك لبرشلونة كان في الوقت الذي تعرض له تير شتيجن لبعض الانتقادات من الجماهير بسبب تراجع المستوى للحارس الذي كان سببًا في ابتعاد الفريق عن منصة التتويج.
بدأ تير شتيجن في المشاركة مع برشلونة تحت قيادة فليك، قبل أن يسقط الحارس الألماني مصابًا في وقت مبكر من الموسم، ليذهب البلوجرانا إلى البديل إيناكي بينا قبل التعاقد مع فويتشيك تشيزني الذي كان قد علق قفازه.
وظهر تشيزني بمستوى مميز مع برشلونة ساهم خلاله في فوز الفريق بالثلاثية المحلية وبلوغ نصف نهائي دوري الأبطال، مما جعل النادي الكاتالوني يتمسك به، إذ حصل على توقيعه حتى صيف 2027.
لاحظ هانسي فليك وجماهير برشلونة الفارق بين ثنائي حراسة المرمى ببرشلونة وتير شتيجن، لتتضح الرؤية بشأن ذلك المركز الذي قرر المدرب الألماني ضم لاعب جديد لتدعيمه وهو خوان جارسيا، وسط نية واضحة للتخلي عن الألماني العائد من الإصابة.
ضم برشلونة للحارس خوان جارسيا كان رسالة واضحة لتير شتيجن بأنه سيكون بعيدًا عن المشاركة كما كان مع الفريق، وتأكد الألماني حينما اصطدم بالحقيقة تخرج من فم هانسي فليك
صدام بين فليك وتير شتيجن
أخبر فليك حارسه تير شتيجن أن ترتيبه في مركز حراسة المرمى، سيكون الثالث بعد خوان جارسيا وتشيزني، وهو ما أزعج الحارس الألماني بكل تأكيد لكنه تمسك بالاستمرار في صفوف الفريق.
ولم يمانع تير شتيجن من الاستمرار مع برشلونة رغم أن ترتيبه أصبح الثالث في صفوف الفريق، بعد أن خطف تشيزني موقعه وحل جارسيا القادم من إسبانيول وصيفًا.
وأصبح شتيجن مدركًا أنه لم يعد الحارس الأساسي في برشلونة في وجود تشيزني وجارسيا.
وابتعد تير شتيجن عن الظهور في تدريبات برشلونة مؤخرًا وهو ما أثار شكوكًا حول نية الحارس في الرحيل، قبل أن يتم الكشف عن معاناته من إصابة في الظهر قد تدفعه للخضوع إلى عملية جراحية، في الوقت الذي وصله عدة اهتمامات من أندية أوروبية.
ومن المؤكد أن تير شتيجن حال استمر في صفوف برشلونة لن يكون الحارس الأول للفريق.