«لسنا صهاينة يا هند».. كاتب يحذر من فتن طائفية بسبب فقرة إعلامية

«لسنا صهاينة يا هند».. كاتب يحذر من فتن طائفية بسبب فقرة إعلامية


حذر الكاتب والصحفي صموئيل العشاي، عضو نقابة الصحفيين والأمين العام لحركة الدفاع عن الأزهر والكنيسة، من خطورة بعض المعالجات الإعلامية التي قد تسهم في إثارة الفتنة الطائفية وتأليب الرأي العام، على خلفية فقرة عُرضت في برنامج «حديث القاهرة» المذاع على قناة «القاهرة والناس».

وأوضح العشاي أن الإعلامية هند الضاوي عرضت خلال إحدى حلقات البرنامج مقطع فيديو لشخص أمريكي متطرف يتحدث عن إعداد مئة ألف “مسيحي صهيوني” لدعم إسرائيل، ثم طالبت الكنائس في الشرق الأوسط بالرد على ما ورد في الفيديو، دون تقديم تفسير مهني دقيق لطبيعة الطوائف المسيحية أو الفروق الجوهرية بينها، وهو ما اعتبره طرحًا بالغ الخطورة.

وأشار إلى أنه حاول التواصل معها بشكل مهني لتنبيهها إلى خطورة السياق، إلا أنها رفضت الاستماع لأي توضيح، مكتفية بدعوته لمشاهدة الفيديو، ما دفعه للتواصل مع عدد من المسؤولين المعنيين بالأمر.

وأضاف العشاي أنه تواصل مع الأستاذ طارق نور، رئيس الشركة المتحدة المالكة للقناة، ثم صعّد الأمر إلى الدكتور خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الذي أبلغه بأن المجلس تحفظ على الحلقة وجارٍ دراستها بعد ورود شكاوى من أقباط، مؤكدًا أن اللجنة المختصة ستجتمع لاتخاذ القرار المناسب.

وأكد الكاتب الصحفي أن الفقرة أغفلت تمامًا المواقف الوطنية الثابتة للكنائس المصرية تجاه القضية الفلسطينية، وعلى رأسها موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بدءًا من قداسة البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث، واستمرارًا مع قداسة البابا تواضروس الثاني، وقرارات المجمع المقدس الرافضة للحج إلى القدس إلا ضمن زيارة مشتركة مع المسلمين، وهو النهج ذاته الذي تتبناه الكنائس الإنجيلية والكاثوليكية في مصر.

ولفت إلى أن سياق الحلقة حمل شبهة تحريض طائفي غير مباشر، خاصة في ظل ضعف الوعي العام بالفروق العقائدية والتنظيمية بين الكنائس، ما أدى إلى انتشار مقاطع من الحلقة على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة رسخت صورة نمطية مضللة تربط المسيحيين عمومًا بدعم الصهيونية.

وحذر العشاي من استغلال الجماعات المتطرفة لهذه المقاطع في التحريض ضد الأقباط، وإعادة مونتاجها ونشرها بتعليقات تضليلية، بما يعزز خطاب الكراهية والسرديات المتطرفة، ويهدد السلم الأهلي والوحدة الوطنية.

وشدد في ختام حديثه على أن مثل هذه الممارسات الإعلامية المرتبكة تخلق بيئة خصبة لانتشار التعبئة الطائفية وخطاب الكراهية، وتقوض جهود الدولة في مكافحة التطرف وترسيخ قيم المواطنة والتعايش.