“انقلاب افتراضي” في فرنسا: ما حقيقة الفيديو الذي زعم سقوط ماكرون؟
أثار مقطع فيديو مُعد بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يزعم الإطاحة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قلقًا واسعًا عقب انتشاره على منصة فيسبوك.
واجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رواية مزيفة عن الإطاحة به من الحكم بعد انتشار مقطع فيديو يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، جرى تداوله على موقع فيسبوك وأثار تفاعلا واسعا قبل أن يتم حذفه لاحقًا من قبل ناشره.
القصة بدأت حين تلقى ماكرون رسالة تعبر عن القلق من أحد نظرائه الأفارقة يوم الأحد 14 ديسمبر، أرفقها برابط للفيديو المنتشر.
ونقل الرئيس الفرنسي لصحيفة “لا بروفانس” في 16 ديسمبر قول المسؤول الأفريفي: “عزيزي الرئيس، ما الذي يحدث عندكم؟ أنا قلق جدًا”، قبل أن يوضح أن المتصل استفسر عن تقارير تتداول عن انقلاب في فرنسا وسقوطه من السلطة.
فيديو مزيف بتقنيات الذكاء الاصطناعي
الفيديو الذي أثار الجدل يعرض مروحية عسكرية تحلق في السماء، وجنودًا وحشودًا، إلى جانب مقدمة أخبار تبدو وكأنها تقدم تقريرًا من موقع الأحداث، قالت فيه: “تشير تقارير غير رسمية إلى أنه وقع انقلاب في فرنسا بقيادة عقيد لم تُكشف هويته، مع احتمال سقوط إيمانويل ماكرون. ومع ذلك، لم تصدر السلطات بيانًا واضحًا”.
لكن كل ما ظهر في المقطع غير حقيقي، إذ تبيّن أنه مصنوع بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المشاهد والراوية الصوتية.
طلب رسمي لازالة الفيديو
ورفض من “ميتا” عقب اكتشاف الفيديو، طلب ماكرون من منصة “فاروس” الحكومية، المختصة بالإبلاغ عن المحتوى غير القانوني على الإنترنت، التواصل مع شركة “ميتا” المالكة لفيسبوك لإزالته، لكن الشركة رفضت الطلب، مؤكدة أن الفيديو لا ينتهك قواعد الاستخدام المعمول بها.
وأمام هذا الرفض، أوضح الرئيس الفرنسي أنه حاول بنفسه التدخل لدى الشركة لإزالة الفيديو، لكنه أقر بأن ذلك لم يجد نفعًا، قائلا إن بعض المنصات الرقمية “لا تهتم بصفاء النقاش العام وبالديمقراطية، وبالتالي فهي تضعنا في خطر”.
مصدر الفيديو وسبب انتشاره
الفيديو الأصلي حصد أكثر من 12 مليون مشاهدة قبل أن تتم إزالته من قبل ناشره، وهو مراهق من بوركينا فاسو يدير حسابًا باسم “إسلام” على فيسبوك، لا ينشر محتوى دينيًا رغم الاسم. ويجني الشاب أرباحه من خلال تنظيم دورات حول كيفية تحقيق دخل مالي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
وحذُف الفيديو بعد أكثر من أسبوع على نشره، إثر موجة من الجدل السياسي والعام. وحاول فريق التحقق التابع ليورونيوز، “ذا كيوب”، التواصل مع صاحب الحساب عبر رقم هاتفه المسجل على فيسبوك، لكنه لم يتلق أي رد.
استخدام أدوات متقدمة من “سورا”
عدد من المقاطع المنشورة تظهر مذيعي أخبار وهميين يحملون ميكروفونات تحمل شعار إذاعة فرنسا الدولية (RFI)، كما حملت بعض الفيديوهات علامة “سورا”، ما يشير إلى أن هذه التقنية كانت الأداة الأساسية لإنتاج الفيديوهات.
وتتيح تقنية “Sora 2″، التي طورتها شركة OpenAI، توليد مقاطع فيديو فائقة الواقعية يصل طولها إلى عشر ثوانٍ عبر أوامر نصية فقط، بينما يمكن إزالة العلامة المائية خلال مرحلة ما بعد الإنتاج، وهو ما يجعل التمييز بين المحتوى المزيف والحقيقي أكثر صعوبة.
ومنذ إطلاق التقنية في أكتوبر الماضي، أثارت موجة جدل واسعة بسبب انتشار مقاطع فيديو شديدة التطور على شبكات التواصل الاجتماعي.

تعليقات