تشكيل البريميرليج الأفضل في آخر 25 عامًا

تشكيل البريميرليج الأفضل في آخر 25 عامًا


على مدار خمسة وعشرين عاماً، لم يكن البريميرليج مجرد مسابقة لكرة القدم، بل كان مسرحاً لقصص خيالية وصراعات بدنية وفنية صاغت مفهوم “كرة القدم الحديثة”.

اختيار تشكيلة واحدة تختصر هذا الزمن ليس مجرد مهمة فنية، بل هو محاولة لترويض التاريخ وحصر المجد في أحد عشر اسماً فقط، وهو ما يفتح باب الجدل الذي لا ينتهي بين عشاق الساحرة المستديرة.

في هذه التشكيلة التي اختارها 365scores، نجد مزيجاً مذهلاً بين جيل “العمالقة” الذي وضع حجر الأساس لهيمنة البريميرليج عالمياً، وبين جيل “المبدعين” الحاليين الذين رفعوا سقف التوقعات والتحطيم القياسي.

تشكيل البريميرليج الأفضل في آخر 25 عامًا
تشكيل البريميرليج الأفضل في آخر 25 عامًا

أجويرو يقود التشكيل الأفضل للبريميرليج

هي تشكيلة تجمع بين وفاء القادة، عبقرية صُنّاع اللعب، وفتك الهدافين الذين لم يعرفوا الرحمة أمام الشباك، إنها ليست مجرد قائمة أسماء، بل هي “لوحة شرف” تعكس تطور التكتيك من الالتزام الصارم في حقبة التسعينيات وبداية الألفية، إلى الكرة الشاملة والمرونة الفائقة التي نراها اليوم.

دعونا نبحر في تفاصيل هذه التشكيلة التي اختيرت لتكون “الأفضل” في آخر 25 عاماً من عمر أقوى دوري في العالم.

حراسة المرمى: بيتر تشيك.

خط الدفاع: فيرجيل فان دايك – جون تيري – فيديتش.

خط الوسط: رودري – فرانك لامبارد – ديفيد سيلفا – كيفين دي بروين.

خط الهجوم: محمد صلاح – تييري هنري – سيرجيو أجويرو.

بيتر تشيك (الخوذة الواقية)

في حراسة المرمى، يبرز العملاق التشيكي “بيتر تشيك”، صاحب الرقم القياسي في نظافة الشباك، تشيك لم يكن مجرد حارس، بل كان صمام أمان لتشيلسي في أزهى عصوره، فارضاً حضوره بهدوئه وردود فعله الإعجازية التي جعلت تسجيل هدف في مرماه بمثابة معجزة كروية.

ثلاثي الدفاع: جدار لا يُخترق

تتكون الخطوط الخلفية من مثلث مرعب يجمع بين القوة البدنية والذكاء التكتيكي. “جون تيري” القائد التاريخي للبلوز، بجانبه صخرة مانشستر يونايتد “نيمانيا فيديتش” الذي كان يلقب بالمحارب، ويتممهم الهولندي “فيرجيل فان دايك” الذي أعاد تعريف دور المدافع العصري بقدرته على بناء اللعب والسيادة الجوية المطلقة.

رودري: ميزان العصر الحديث

في قلب الوسط الدفاعي، يظهر الإسباني “رودري”، المحرك الذي لا يتوقف لمانشستر سيتي، وجوده في التشكيلة يعكس التقدير للاعب الذي يربط الخطوط بذكاء، ويمثل التطور الحديث لمركز “الارتكاز” الذي يجمع بين افتكاك الكرة وبدء الهجمة بدقة متناهية.

رودري - مانشستر سيتي - المصدر: Gettyimages
رودري – مانشستر سيتي – المصدر: Gettyimages

ثنائية الوسط الهجومي: لامبارد وسيلفا

مزيج فريد بين “فرانك لامبارد” الهداف التاريخي من خط الوسط وصاحب الرئات التي لا تتعب، وبين “ديفيد سيلفا” الملقب بـ “الساحر”، الذي علم الإنجليز كيف تُرسم التمريرات البينية في أضيق المساحات، ثنائية تجمع بين الفعالية التهديفية والجمال البصري.

كيفين دي بروين: مهندس العمليات

لا يمكن الحديث عن آخر عقد في البريميرليج دون ذكر “دي بروين”، البلجيكي الذي يمتلك “رؤية أشعة إكس” في الملعب، وُضع في قلب التشكيلة كصانع ألعاب لا يشق له غبار، بكراته العرضية القاتلة وتسديداته التي لا تصد، مما يجعله المحرك الأساسي لأي فريق أحلام.

محمد صلاح: الملك المصري وصانع التاريخ

على الرواق الأيمن، يفرض “محمد صلاح” نفسه كأحد أعظم المحترفين في تاريخ الدوري، صلاح ليس مجرد جناح، بل هو “ماكينة أهداف” حطمت الأرقام القياسية بقميص ليفربول، فارضاً نفسه كأيقونة عالمية استطاعت أن تجمع بين الاستمرارية المذهلة والتأثير الحاسم في المباريات الكبرى.

محمد صلاح - ليفربول (المصدر:Gettyimages)
محمد صلاح – ليفربول

تييري هنري: الغزال الفرنسي

على الجانب الآخر، نجد “تيري هنري”، اللاعب الذي جعل كرة القدم تبدو سهلة، هنري مع آرسنال كان يمثل الأناقة والسرعة والمهارة، حيث لم يكن يكتفي بتسجيل الأهداف، بل كان يصنعها بأسلوب فني جعل منه معياراً يقاس عليه المهاجمون حتى يومنا هذا.

سيرجيو أجويرو: القناص التاريخي

في قلب الهجوم، يبرز الأرجنتيني “سيرجيو أجويرو”، صاحب اللحظة الأكثر درامية في تاريخ المسابقة (93:20) أمام كوينز بارك رينجرز، أجويرو يمثل القناص الذي لا يخطئ المرمى، بلمسته الأخيرة القاتلة وتحركاته الذكية داخل الصندوق، مما جعله الهداف التاريخي الأجنبي للأقوى في العالم.

سيرجيو أجويرو - مانشستر سيتي (المصدر:Gettyimages)
سيرجيو أجويرو – مانشستر سيتي (المصدر:Gettyimages)

فلسفة التشكيلة: توازن الأجيال

ختاماً، تعكس هذه التشكيلة توازناً نادراً؛ فهي لم تغفل جيل “اللا هزيمة” لأرسنال، ولا جيل “الثلاثية” لليونايتد، كما أنصفت ثورة “مانشستر سيتي” مع جوارديولا وعودة “ليفربول” مع كلوب، إنها تشكيلة تقول لنا إن البريميرليج هو المكان الذي تتحول فيه الموهبة إلى أسطورة خلدها التاريخ.