ما بين قفاز مارتينيز وإخفاق علي علوان.. عندما تبتسم كرة القدم لمن يخفي سلاح المعركة الأخير

ما بين قفاز مارتينيز وإخفاق علي علوان.. عندما تبتسم كرة القدم لمن يخفي سلاح المعركة الأخير


ما أشبه الليلة بالبارحة والوجهة واحدة، ملعب لوسيل بالعاصمة القطرية الدوحة، ورحلة البحث عن لقب غائب عن الخزينة، وإن اختلفت الأسماء فالطموح واحد والرغبة كما هي، سواء حضر ليونيل ميسي أو تواجد عبد الرزاق حمد الله.

هي تلك الليلة التي أسعدت القاصي والداني، بعد أن رأوا حلمهم يتحقق لأول مرة، فقد شاهدوا أسطورتهم الخالدة ليونيل ميسي يصعد على سلم المجد، لا ليحصل على جائزة فردية أو لقب أوروبي أو دوري إسباني، وإنما ليتوج بلقب كأس العالم.

ورغم أن الأرجنتين تذوقت من قبل لذة التتويج بكأس العالم، إلا أن الجميع كان يريدها لميسي كانوا يريدونها لأسطورة يعلمون أنها لن تبقى كثيرا على البساط الأخضر، ولكن للسير نحو المجد تفاصيل كثيرة تتشابه مع ليلتنا الساحرة بعد مرور 3 سنوات، وعلى الملعب ذاته في لوسيل وسط حضور جماهيري قياسي بنهائي كأس العرب 2025.

علي علوان يعيد سيناريو مجنون في كأس العالم 2022

ليونيل ميسي حقق لقب كأس العالم، وارتقى إلى منصات التتويج بالعاصمة القطرية الدوحة، لكنه يدرك أن الأمر لم يكن سهلا أبدا، وتحدث بعدها عن أسطورية حارس الأرجنتين إيميليانو مارتينيز والذي تصدى لكرة في الثواني الأخيرة من كولو مواني لاعب منتخب فرنسا، ليبقي على آمال التانجو في رؤية حلمهم المثير.

صعد ميسي ليتسلم كأس العالم، لكن هناك بطل آخر يستحق أن يتواجد وأن يتم تكريمه، كما أن هناك رجل في الديوك الفرنسية كاد أن يكون هو النجم الألمع في باريس لو فعلها كولو مواني ووضعها في شباك الأرجنتين في الدقيقة 120، وحينها سيتبدل الوضع ويصعد كيليان مبابي لمغازلة الكأس الثانية في تاريخه، بعد نسخة 2018، لكن هذا لم يحدث، لأن في مرمى التانجو عملاقه اسمه مارتينيز.

المشهد يتكرر بعد 3 سنوات في لوسيل

الليلة في لوسيل يتكرر الأمر من جديد، وبحضور أكثر من 84 ألف مشجع حضروا لمتابعة قمة المغرب ضد الأردن في نهائي كأس العرب 2025، والذي أوفى بكامل وعوده لينصب نفسه أجمل نهائي للمسابقة عبر التاريخ.

تصدر عبد الرازق حمد الله المشهد ومنح منتخب المغرب اللقب على طبق من ذهب، بعد نزوله كبديل في الشوط الثاني من المواجهة، بتسجيله هدف التعادل في الوقت القاتل، ليحرم الأردن من التتويج في الوقت الأصلي، لكن ليس هذا كل ما حدث يا صديقي.

بعد هدف حمد الله الثاني، ظن الجميع أن اللقاء سيذهب إلى الأشواط الإضافية، وهو أمر معتاد في مثل هذه الظروف، ولكن قد جاءت لحظة يمكنها أن تغير المسار وتعيد الأمل إلى الأردن لكي ينجح في خطف اللقب الأول في بطولة كأس العرب.

علي علوان مهاجم الأردن وهداف بطولة كأس العرب يهرب من الجميع وينطلق صوب المرمى، الأعين تترقب والبعض يحبس أنفاسه، فهم يعرفون قدرته على التسجيل فقد سجل هدفا بل ثنائية في ليلة النهائي، وهو أمر لو تعلمون عظيم.

هدف من علي علوان سيكون بمثابة تتويج أول تاريخي في بطولة كأس العرب، فلم يتبق سوى بضع ثوان، وانطلق المهاجم السريع غير مهتم باللياقة البدنية والمعادلات الفيزيائية، لكن يبدو أن علوان ارتدى ثوب كولو مواني، وهذه المرة لم يكن في المرمى مارتينيز، بل كان مهدي بنعبيد، ليحرم الأردن من هدف.

لقطة مواني ومارتينيز في نهائي كأس العالم قبل 3 سنوات بقطر عادت من جديد في ملعب لوسيل، لتذكر البعض بسقوط الديوك، وهنا نؤكد أن الأردن خسرت أمام المغرب لكنها لم تسقط بل وجهت رسالة مفادها بأن هناك منتخبا قادما وبقوة في مونديال 2026.

إيميليانو مارتينيز ومهدي بنعبيد.. القفاز الذهبي يذهب إلى من يستحق

وكما حصد إيميليانو مارتينيز جائزة أفضل حارس في كأس العالم 2022 عن جدارة واستحقاق، فإن مهدي بنعبيد قاد المغرب للحفاظ على الشباك في مباريات كأس العرب، باستثناء المباراة النهائية والتي استقبل خلالها ثنائية، ليحصد جائزة الأفضل في البطولة.

وفي مشهد آخر يتكرر بعد 3 سنوات، عندما صعد ليونيل ميسي ليتسلم كأس العالم 2022، وكان في مقدمة الحضور أمير دولة قطر تميم بن حمد، وبجواره رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، جياني إنفانتينو، واليوم يحدث الشيء نفسه، لكن المتوج هو منتخب المغرب.