الأمم المتحدة: أكثر من ألف قتيل في هجوم «الدعم السريع» على مخيم للنازحين… وانقطاع الكهرباء عن مدن سودانية رئيسية
بورتسودان – أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الخميس، مقتل أكثر من ألف مدني في هجوم شنّته «قوات الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور، خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي.
وذكرت المفوضية، في تقرير نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أن الهجوم الذي نُفّذ بين 11 و13 أبريل شهد «مجازر وعمليات اغتصاب وأشكالاً أخرى من العنف الجنسي، إضافة إلى التعذيب والخطف»، مشيرة إلى أن عدد القتلى بلغ ما لا يقل عن 1013 مدنياً.
وفي تطور ميداني متزامن، انقطعت الكهرباء عن عدد من المدن السودانية الرئيسية، بينها الخرطوم وبورتسودان، ليل الأربعاء – الخميس، عقب قصف جوي بطائرات مسيّرة استهدف محطة رئيسية لتوليد الكهرباء في جنوب البلاد، وفق ما أفاد به شهود عيان.
وقال مسؤول في محطة التوليد إن اثنين من عناصر الدفاع المدني لقيا مصرعهما أثناء محاولتهما إخماد حريق اندلع بعد الغارة الأولى، متهماً «قوات الدعم السريع» بتنفيذ الهجوم.
كما أفاد شهود برؤية ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد من مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شرقي السودان، وهي منطقة تخضع لسيطرة الجيش السوداني الذي يخوض مواجهات مستمرة مع «قوات الدعم السريع».
وفي جنوب البلاد، قُتل ثمانية أشخاص جراء ضربة نفذتها طائرة مسيّرة استهدفت نازحين أثناء محاولتهم الفرار من مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، التي تخضع لحصار من «قوات الدعم السريع» منذ نحو 18 شهراً. ووقع الهجوم في قرية الكوركل، على بعد نحو 50 كيلومتراً شمال كادوقلي.
وقال شاهد عيان فرّ مع النازحين لوكالة الصحافة الفرنسية إن المسيّرة قصفت المدنيين عند وصولهم إلى القرية أثناء محاولتهم مغادرة المدينة المحاصَرة.
وبعد إحكام سيطرتها على إقليم دارفور غرب السودان، تركز «قوات الدعم السريع» عملياتها حالياً على إقليم كردفان، الذي يضم ثلاث ولايات غنية بالنفط والذهب والأراضي الزراعية الخصبة. ويحذّر مراقبون من أن توسع نفوذ هذه القوات في دارفور وكردفان قد يؤدي إلى تقسيم فعلي للسودان بين محورين شرقي وغربي، في ظل سيطرة الجيش على الشمال والشرق، وسيطرة «الدعم السريع» على الغرب وأجزاء من الجنوب.
وتعاني مدينة كادوقلي من انقطاع الاتصالات وضعف خدمات الإنترنت، فيما وصف مصدر في برنامج الأغذية العالمي الوضع الإنساني هناك بأنه «سيئ للغاية»، مشيراً إلى محاولات متزايدة من السكان لمغادرة المدينة رغم المخاطر الأمنية. ووفق المنظمة الدولية للهجرة، غادر 460 شخصاً كادوقلي بين يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.
كما وصل نحو 1850 نازحاً من جنوب كردفان، غالبيتهم من النساء والأطفال، خلال الأيام العشرة الأخيرة إلى ولاية النيل الأبيض الخاضعة لسيطرة الجيش، بعد فرارهم من هجمات استهدفت مناطق مدنية، بحسب مسؤول محلي.
وتشهد السودان حرباً دامية منذ أبريل 2023، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة بأنه «أسوأ أزمة إنسانية في العالم».

تعليقات