الأردن والمغرب.. نهائي العقول قبل الأقدام وصراع التفاصيل على لقب كأس العرب

الأردن والمغرب.. نهائي العقول قبل الأقدام وصراع التفاصيل على لقب كأس العرب


الأردن والمغرب.. نهائي العقول قبل الأقدام وصراع التفاصيل على لقب كأس العرب

يدخل منتخبا الأردن والمغرب نهائي كأس العرب 2025 على استاد لوسيل في مواجهة تُصنف كواحدة من أكثر النهائيات تعقيدًا من الناحية الفنية، حيث يتقارب الطرفان في الأسلوب والأرقام، وتبقى التفاصيل الصغيرة وحدها قادرة على حسم اللقب.

المواجهة تحمل طابعًا خاصًا، فالمغرب يسعى لتجديد تفوقه بعد فوزه على الأردن برباعية نظيفة في نسخة 2021، بينما يدخل النشامى اللقاء بدافع رد الاعتبار وكتابة تاريخ جديد بتحقيق أول لقب عربي في مسيرتهم.

رغم مشاركة المنتخب المغربي بلاعبي الصف الثاني، فإن توازنه الفني وانضباطه التكتيكي جعلاه أحد أقوى منتخبات البطولة، في حين عوّض المنتخب الأردني غياب عدد من نجومه البارزين بروح جماعية عالية وتنظيم صارم، قاده إلى النهائي عن جدارة.

النهائي يشهد صراعًا ذهنيًا خالصًا بين المدربين، جمال السلامي وطارق السكتيوي، حيث يعرف كل منهما الآخر جيدًا، ويتشابهان في الاعتماد على الواقعية والانضباط قبل المجازفة. السلامي يميل لإغلاق المساحات واللعب بحسابات دقيقة، مع التحول من 5-4-1 دفاعيًا إلى 3-5-2 عند امتلاك الكرة، بينما يراهن السكتيوي على التنويع الهجومي وكسر التكتلات عبر التسديد من خارج المنطقة والاختراق من العمق.

الأرقام تعكس حجم التقارب، إذ سجل الأردن 10 أهداف واستقبل هدفين فقط، بينما أحرز المغرب 8 أهداف ودخل مرماه هدف واحد طوال البطولة، ما يجعل النهائي مرشحًا لأن يكون مغلقًا تكتيكيًا، قليل الفرص، عالي التركيز.

الأردن يدرك أن التسجيل لن يكون سهلًا في ظل الغيابات المؤثرة، لذا سيعتمد على التحولات السريعة والأخطاء الدفاعية، مع أولوية الحفاظ على نظافة الشباك. في المقابل، يسعى المغرب لاستغلال أي ثغرة دفاعية مبكرة لفرض إيقاعه ومنع المباراة من الذهاب إلى سيناريو الأعصاب.

نهائي كأس العرب 2025 يبدو مواجهة صبر قبل أن يكون مواجهة مهارة، حيث لا مكان للأخطاء، ولا صوت يعلو فوق صوت اللحظة، في ليلة قد تُكتب فيها صفحة جديدة في تاريخ الكرة العربية.

مشوار الأردن إلى النهائي

نجح المنتخب الأردني في حجز مقعده بالمباراة النهائية بعد مشوار مميز في البطولة، حيث تجاوز منتخب العراق بهدف دون رد في الدور ربع النهائي، قبل أن يواصل مفاجآته ويقصي منتخب السعودية بالنتيجة نفسها في نصف النهائي، ليؤكد حضوره القوي وقدرته على المنافسة حتى اللحظة الأخيرة.

وكان منتخب الأردن قد أنهى دور المجموعات متصدرًا المجموعة الثالثة بالعلامة الكاملة، ليعكس استقرارًا فنيًا وانضباطًا تكتيكيًا واضحًا منذ انطلاق البطولة.

مشوار المغرب إلى النهائي

من جانبه، واصل المنتخب المغربي عروضه القوية في البطولة، حيث تخطى منتخب سوريا بهدف نظيف في ربع النهائي، قبل أن يحقق فوزًا عريضًا على منتخب الإمارات بثلاثية نظيفة في الدور نصف النهائي، ليحجز بطاقة العبور إلى النهائي بثقة كبيرة.