تقرير: «قوات الدعم السريع» السودانية تخفي أدلة على فظائع في الفاشر
كشف تقرير حديث أن «قوات الدعم السريع» السودانية قامت بتدمير وإخفاء أدلة على عمليات قتل جماعي ارتكبتها بعد اجتياحها مدينة الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان، في خطوة أثارت غضباً دولياً ومخاوف حقوقية كبيرة.
وأوضح «مختبر الأبحاث الإنسانية» بجامعة ييل، الذي يعتمد على صور الأقمار الصناعية لرصد الفظائع منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، أن الأخيرة «دمرت وأخفَت أدلة على عمليات القتل الجماعي واسعة النطاق التي ارتكبتها» في عاصمة ولاية شمال دارفور. وأكد التقرير أن المختبر رصد 150 أثراً يتطابق مع رفات بشرية في مواقع مختلفة بالمدينة، حيث تشير بعض هذه المواقع إلى تنفيذ عمليات إعدام، بينما توثق أخرى مقتل مدنيين أثناء محاولتهم الفرار من القتال.
وأشار التقرير إلى أن نحو 60 من هذه الآثار اختفت خلال شهر واحد، بينما ظهرت 8 مناطق حفر قرب مواقع القتل الجماعي لا تتوافق مع ممارسات الدفن المدنية. وخلص إلى أن «عمليات قتل جماعي وتخلص منهجي من الجثث على نطاق واسع قد وقعت»، مع تقدير عدد القتلى في الفاشر بعشرات الآلاف.
وقد طالبت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة مراراً بالسماح بالوصول الآمن إلى المدينة، حيث لا تزال الاتصالات مقطوعة، ويُقدَّر عدد الناجين المحاصرين بعشرات الآلاف، وكثير منهم محتجز لدى «قوات الدعم السريع».
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء تقارير تفيد باحتجاز أكثر من 70 من أفراد الطواقم الصحية، ونحو خمسة آلاف مدني قسريًا في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور. وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن المعتقلين «محتجزون في ظروف غير صحية، مع تقارير عن تفشي الأمراض».
وتستمر الحرب في السودان منذ 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائب الرئيس السابق محمد حمدان دقلو، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، ودفع نحو 12 مليون شخص للنزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى الخارج. كما أدت الحرب إلى تدمير واسع للبنية التحتية، لتصبح السودان وفق الأمم المتحدة «أكبر أزمة إنسانية في العالم».
ويأتي هذا التقرير في وقت تشهد فيه السودان تصاعداً في الانتهاكات ضد المدنيين والكوادر الصحية، وسط تحذيرات حقوقية دولية من استمرار التدمير الممنهج وإخفاء الأدلة على الجرائم، وهو ما يزيد من صعوبة تحقيق العدالة أو تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين.

تعليقات