خالد الجندي: من الشِرْك أن ترى نفسك ولا ترى ربك
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن التعبير القرآني في قوله تعالى: «وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه» يحمل دلالات بلاغية عميقة، موضحًا أن كلمة «أحيط» جاءت بصيغة المبني لما لم يُسمَّ فاعله، رغم أن الفاعل معلوم في القرآن الكريم وهو الله سبحانه وتعالى، وذلك لإبراز شمول الهلاك وإحاطة العقوبة من كل جانب.
وأضاف الجندي، خلال تقديمه برنامج “لعلهم يفقهون” المذاع على قناة dmc، أن المشهد في قصة صاحب الجنتين لا يتعلق بمعركة عقيدة، بل بمعركة شكر وكفران نعمة، مستدلًا بقول الرجل: «ولئن رُددت إلى ربي»، ما يدل على إيمانه بوجود الله، لكنه جحد نعمه.
وأشار إلى أن قوله تعالى: «أكفرت بالذي خلقك من تراب» يوضح أن الرجل لم ينكر الخالق، بل أنكر فضل الله عليه، وهو ما يُعد كفران نعمة لا كفرًا بالعقيدة.
وأوضح الجندي أن الرجل لم يكن مشركًا بعبادة الأصنام، بل وقع في نوع آخر من الشِرك، وهو «شرك النفس»، حين يرى الإنسان نفسه الفاعل والمؤثر بجهده وخبرته، وينسب الفضل لنفسه دون الاعتراف بفضل الله، معتبرًا أن هذا النوع من الشرك أخطر لأنه خفي ويقع فيه كثيرون دون أن يشعروا.

تعليقات