ترامب يحذر من تراجع الدعم لإسرائيل داخل الكونجرس الأمريكي

ترامب يحذر من تراجع الدعم لإسرائيل داخل الكونجرس الأمريكي


حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تراجع الدعم لإسرائيل داخل أروقة الكونغرس الأمريكي، ومن تصاعد ما وصفه بـ«موجة حادة من معاداة السامية» داخل الولايات المتحدة، وذلك خلال خطاب ألقاه في حفل الاستقبال الرسمي الذي أقيم في البيت الأبيض بمناسبة عيد الأنوار اليهودي (حانوكا).

ونقل أور شاكيد، مراسل صحيفة «إسرائيل اليوم» في الولايات المتحدة، أن خطاب ترامب، الذي ألقاه مساء الثلاثاء–الأربعاء، حمل رسائل سياسية وأمنية مباشرة، سواء تجاه حركة حماس أو تجاه أطراف داخل الساحة السياسية الأمريكية، محذّرًا مما اعتبره تحوّلًا غير مسبوق في المزاج العام داخل واشنطن.

وقال ترامب في كلمته إن التزامه «بالشعب اليهودي وأمنه» ثابت، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل لم تعد تحظى بالإجماع التقليدي الذي كان قائمًا داخل الكونغرس، مضيفًا: «كان اللوبي اليهودي والإسرائيلي الأقوى في واشنطن، ولم يعد الأمر كذلك. اليوم يجب توخي الحذر الشديد».

هجوم سيدني وتصاعد معاداة السامية

واستهل ترامب خطابه بالإشارة إلى الهجوم الذي وصفه بـ«المعادي للسامية» والذي وقع خلال عيد الأنوار في مدينة سيدني الأسترالية، مؤكدًا أن الهجوم «يحمل كل معاني العداء لليهود». وأعرب عن تضامن الولايات المتحدة مع الضحايا، قائلًا إن بلاده «تشارك في الحداد وتدعو بالشفاء العاجل للمصابين».

ودعا الرئيس الأمريكي جميع الدول إلى «التوحد في مواجهة الإرهاب الإسلامي المتطرف»، معتبرًا أن ما تشهده عدة دول من اعتداءات ذات طابع معادٍ لليهود يمثل خطرًا عالميًا يتطلب موقفًا دوليًا موحدًا.

تحذير من تغيّر موازين القوى داخل الكونغرس

وانتقل ترامب بعد ذلك إلى انتقاد المشهد السياسي الأمريكي، محذرًا من تزايد ما وصفه بـ«معاداة السامية داخل الكونغرس، وخصوصًا في مجلس النواب». وقال: «لدينا أعضاء في الكونغرس لا يحبون إسرائيل… بل يكرهونها»، معتبرًا أن هذا الواقع «لم يكن من الممكن تخيّله قبل 15 عامًا».

وربط ترامب بين هذا التحول السياسي وبين ما سماه «انتشار ظاهرة إنكار هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر»، قائلًا إن هناك من ينكرون وقوع الهجوم «تمامًا كما ينكرون المحرقة».

وأضاف: «هذا لم يكن يحدث في السابق، لكنه يحدث الآن»، مشيرًا إلى أنه شاهد شخصيًا تسجيلات مصورة من الهجوم، وقال: «رأيت التسجيلات… ليتني لم أفعل».

وأكد أن إدارته «لن تسمح بتفاقم هذه الظاهرة»، داعيًا اليهود في الولايات المتحدة إلى «توخي الحذر» في ظل ما وصفه بتغير المناخ السياسي والاجتماعي.

إشادة بميريام أديلسون وحديث عن ولاية ثالثة

وخلال الفعالية، دعا ترامب المليارديرة الإسرائيلية–الأمريكية ميريام أديلسون، ناشرة صحيفة «إسرائيل اليوم»، إلى المنصة، مشيدًا بدورها ودعمها السياسي، ومشيرًا إلى أنها تبرعت «بشكل مباشر وغير مباشر بنحو 250 مليون دولار» لحملته الانتخابية.

ووصف أديلسون بأنها «امرأة رائعة»، مشيدًا أيضًا بزوجها، واصفًا إياه بأنه «رجل يحب إسرائيل».

من جهتها، قالت أديلسون إنها حضرت إلى الكنيست في تشرين الأول/أكتوبر «على دراجة نارية فقط لسماعك مباشرة»، في إشارة إلى دعمها الشخصي لترامب.

كما كشفت أنها تحدثت مؤخرًا مع المحامي الأمريكي آلان ديرشوفيتز، الذي طرح مسألة قانونية تتعلق بإمكانية تولي ترامب «أربع سنوات أخرى»، في إشارة إلى احتمال السعي لولاية رئاسية ثالثة.

وعلّق ترامب على ذلك مازحًا: «قالت: فكّر في الأمر… وسأمنحك 250 مليون دولار أخرى».

تهديد مباشر لحركة حماس

وفي جزء لافت من الخطاب، وجّه ترامب تهديدًا مباشرًا إلى حركة حماس، قائلًا: «إذا استغلت حماس هذا الوضع، فستكون في ورطة كبيرة».

وأكد أن إدارته عملت «بجهد كبير» من أجل إعادة جميع الأسرى، سواء الأحياء أو القتلى، مشيرًا إلى أن عائلات الرهائن القتلى أبدت إصرارًا لا يقل عن عائلات الرهائن الأحياء على استعادة أبنائها. وأضاف أن هذا الملف بدا «مستحيلًا» في مرحلة ما، حتى بالنسبة له شخصيًا، لكنه قال إنه «تحقق في نهاية المطاف».

رسالة ختامية ورمزية دينية

وفي ختام كلمته، وجّه ترامب رسالة مباشرة إلى اليهود في الولايات المتحدة، قائلًا: «أنتم في حماية… أنتم شعب مميز».

واختتم خطابه برسالة رمزية بمناسبة عيد الأنوار، قائلًا: «قصة حانوكا تذكّرنا دائمًا بأن النور سينتصر على الظلام».

لقاءات مع عائلات أسرى

وفي سياق متصل، أشار مراسل «إسرائيل اليوم» إلى أن ترامب كان قد استضاف في وقت سابق، خلال حفل استقبال آخر بمناسبة عيد الأنوار في البيت الأبيض، عائلتي نوترا وألكسندر، وهما والدا الجندي الراحل عمير نوترا والأسير السابق عيدان ألكسندر.

وبحسب رونين نوترا، والد الجندي عمير، فإن ترامب تحدث خلال اللقاء عن قضية إطلاق سراح المختطفين، مع تركيز خاص على «الشهداء»، مشيرًا إلى أن العائلات دُعيت إلى المنصة، حيث جرى التأكيد على وجود مختطف لا يزال محتجزًا، هو الجندي ران غويلي، مع التشديد على ضرورة العمل لإعادته.