في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح الأطفال أكثر عرضة لمخاطر رقمية متزايدة، تتراوح بين المحتوى البذيء والمزيّف، وصولًا إلى انتحال الشخصيات وجرائم الابتزاز الإلكتروني. وقد أظهرت تقارير دولية أن أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم بشكل متزايد في استدراج الأطفال وتهديد سلامتهم النفسية والجسدية.
ولا تقتصر مهمة الحماية على الأهل فقط، بل تمتد لتشمل الأطفال أنفسهم، من خلال توعيتهم بطريقة مبسّطة ومستمرة حول طبيعة المخاطر وسبل التعامل معها. وفيما يلي أبرز 6 خطوات يمكن للأسرة اتباعها لحماية الأطفال من أخطار الذكاء الاصطناعي:
1. بناء حوار فعال ومفتوح
يُعدّ التواصل المستمر بين الأهل والأطفال حجر الأساس في الوقاية. يجب أن يشعر الطفل بالأمان للحديث عن أي تجربة سيئة يمر بها على الإنترنت. كما يتعين على الأهل فهم قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى يبدو حقيقياً، مما يساعدهم على تقييم أي بلاغات تصلهم بوعي أكبر.
2. استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي
رغم التهديدات، إلا أن الذكاء الاصطناعي أداة يمكن استغلالها بشكل إيجابي. توجيه الأطفال لاستخدام أدوات آمنة وتحت إشراف مباشر، يمكن أن يعزز وعيهم ويقلل من تعرضهم للخطر، شرط أن يكون الأهل بدورهم على دراية بأساسيات التقنية.
3. إنشاء كلمات سرّ سرّية داخل العائلة
لحماية الأطفال من محاولات انتحال الشخصيات، يمكن إنشاء كلمات سر أو رموز يعرفها فقط أفراد العائلة. فحتى وإن تم تقليد صوت أحد الوالدين باستخدام الذكاء الاصطناعي، فإن عدم معرفة كلمة السر يُعد مؤشراً واضحاً على الاحتيال.
4. استخدام أدوات كشف التزييف
يمكن الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي نفسها للتحقّق من مصداقية الصور والفيديوهات والمقاطع الصوتية المشبوهة. وتعمل هذه الأدوات على تحليل المحتوى وتحديد احتمالية كونه مزيفاً. ينصح باستخدام النسخ المدفوعة منها لدقتها العالية.
5. الانتباه إلى التفاصيل وعدم التسرّع
التركيز في التفاصيل هو السلاح الأهم لمواجهة المحتوى الزائف. يجب تعليم الطفل التريث وعدم الرد الفوري، بل محاولة التحقق عبر وسيلة تواصل موثوقة. هذا السلوك قد يمنع الوقوع ضحية لأي خدعة رقمية.
6. مسؤولية جماعية وتشريعية
رغم أهمية دور الأهل، إلا أن الخبراء يشددون على ضرورة أن تتحمّل الشركات التقنية والحكومات مسؤوليتها بوضع تشريعات تمنع إساءة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وفي ظل غياب هذه القوانين، تبقى الأسرة خط الدفاع الأول في مواجهة هذا الخطر المتنامي.