ما الحكم الشرعي لمن يتسبب في قطع صلة الرحم؟.. أمين الفتوى يجيب

ما الحكم الشرعي لمن يتسبب في قطع صلة الرحم؟.. أمين الفتوى يجيب


أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حكم قطيعة صلة الرحم، قائلاً إن صلة الرحم من أعظم القربات، وأن قطيعتها من الذنوب العظيمة التى استهان بها كثير من الناس رغم وضوح التحذير منها فى القرآن الكريم والسنة النبوية.

وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج فتاوى الناس، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن قطيعة الرحم كبيرة من الكبائر، مشيرًا إلى قول الله تعالى: ﴿واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام﴾، حيث فسرها بعض العلماء بمعنى: اتقوا الله أن تقطعوا الأرحام، كما أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم بيّن بوضوح فضل صلة الرحم وخطر قطيعتها.

وأكد أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ربط بين صلة الرحم وبركة الرزق وطول العمر، فقال: «من أحب أن يُبسط له فى رزقه ويُنسأ له فى أثره فليصل رحمه»، موضحًا أن العلماء تكلموا فى معنى زيادة العمر، فمنهم من قال إنها بركة فى العمر، فيُوفق الإنسان للطاعة والخير ويُعافى فى بدنه، ويُنجز فى سنوات قليلة ما لا ينجزه غيره فى عمر طويل، وضرب مثالًا بالإمام النووى رحمه الله، ومنهم من قال أن الزيادة حقيقية لكنها مقدّرة عند الله أزلًا.

وأشار الشيخ عويضة عثمان، إلى أن صلة الرحم لا تبارك العمر فقط، بل تبارك الرزق والأولاد والبدن والحياة كلها، متسائلًا كيف يقطع الإنسان رحمه لأتفه الأسباب، ومؤكدًا أن غالب قطيعة الأرحام اليوم ليست بسبب الدين أو انتهاك حدود الله، وإنما بسبب خلافات شخصية أو مشاحنات دنيوية، على عكس هدى النبى صلى الله عليه وآله وسلم الذى كان يغضب إذا انتُهكت محارم الله، لا إذا أُسيء إليه شخصيًا.

وشدد أمين الفتوى على أن قطع الرحم لا يجوز شرعًا مهما كانت المبررات، وأن من يتسبب فى قطيعة الرحم يكون قد ترك خيرًا كثيرًا ووقع فى إثم عظيم، داعيًا إلى معالجة الخلافات بالحوار والاعتذار والإصلاح، لا بالهجر والقطيعة، مؤكدًا أن قطيعة الرحم شؤم وذنب كبير، بينما صلتها بركة فى الدنيا ونجاة فى الآخرة.