أكثر الأندية الأوروبية تتويجًا بالألقاب القارية في آخر 25 عامًا

أكثر الأندية الأوروبية تتويجًا بالألقاب القارية في آخر 25 عامًا


منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، لم تعد الألقاب القارية في أوروبا مجرد مكافأة موسمية، بل تحوّلت إلى اختبار قاسٍ لمدى قدرة الأندية على البقاء في القمة داخل عصر لا يرحم؛ عصر تغيّرت فيه كرة القدم جذريًا: تضخّم مالي، ضغط إعلامي غير مسبوق، مواسم أطول، وخصوم أقوى من أي وقت مضى.

وسط هذا المشهد، برزت أندية لم تكتفِ بالفوز، بل حوّلت أوروبا إلى ملعبها الطبيعي، متقنة فن التتويج، ومتقنة أكثر لفن العودة بعد السقوط.

أكثر الأندية تتويًا بالألقاب القارية.. ريال مدريد – 18 لقبًا

دخل ريال مدريد القرن الجديد وهو يحمل إرثًا ثقيلًا مع الألقاب القارية، لكنه كان بحاجة إلى إعادة تثبيت موقعه أوروبيًا، وجاءت لحظة الانطلاق الحقيقية في عام 2002، حين تُوّج بدوري أبطال أوروبا للمرة التاسعة في تاريخه، في نهائي لا يُنسى أمام باير ليفركوزن، بهدف زين الدين زيدان الأسطوري في جلاسكو.

هذا اللقب لم يكن مجرد بطولة، بل إعلان عودة النادي إلى مركز الثقل القاري، وتبعته ألقاب السوبر الأوروبي، ثم الحضور العالمي عبر البطولات الدولية، ليؤكد ريال مدريد أن مشروعه لا يتوقف عند القارة فقط، بل يمتد إلى المسرح العالمي.

ورغم أن هذه المرحلة لم تكن الأكثر غزارة من حيث الألقاب، إلا أنها وضعت الأساس الذهني والنفسي لما سيأتي لاحقًا: ريال مدريد لا ينافس.. بل ينتظر لحظته.

جاء كارلو أنشيلوتي، الرجل الذي قاد ريال مدريد إلى لحظة مفصلية في 24 مايو 2014؛ في لشبونة، وبعد انتظار دام 12 عامًا، رفع ريال مدريد دوري أبطال أوروبا العاشر، في نهائي درامي أمام أتلتيكو مدريد، حُسم برباعية تاريخية حملت توقيع راموس، بيل، مارسيلو وكريستيانو رونالدو.

لم يكن ذلك مجرد لقب، بل تحرير نفسي كامل للنادي، وتوّج عام 2014 أيضًا بكأس السوبر الأوروبي، ثم كأس العالم للأندية الأولى في تاريخه، ليكتمل العام الاستثنائي.

في يناير 2016، تولّى زين الدين زيدان القيادة الفنية، لتبدأ أكثر الفترات هيمنة في تاريخ المسابقة القارية.

2016: دوري أبطال أوروبا الـ11 (ميلانو)؛ و2017: دوري الأبطال الـ12 + أول فريق يحتفظ باللقب في النظام الحديث؛ و2018: دوري الأبطال الـ13 (كييف).

ثلاثة ألقاب متتالية، إنجاز لم يسبق له مثيل، رافقته ألقاب السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، لتتحول الهيمنة من نجاح إلى اعتياد تاريخي.

في باريس 2022، تُوّج ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا الـ14 بعد مسيرة إعجازية، أقصى خلالها باريس سان جيرمان، تشيلسي، مانشستر سيتي، ثم ليفربول في النهائي، كان ذلك تتويجًا لفريق لا يعتمد على السيطرة، بل على الضربة القاضية في اللحظة المناسبة.

في ويمبلي 2024، كتب ريال مدريد فصلًا جديدًا بتتويجه بدوري أبطال أوروبا الـ15، بعد الفوز على بوروسيا دورتموند، في موسم أوروبي انتهى بلا هزيمة، مؤكّدًا أنه نادٍ لا يعترف بمنطق الدورات.

وتزامنت هذه الألقاب مع الفوز بالسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، ليظل ريال مدريد الأكثر حضورًا وتأثيرًا على مستوى أوروبا والعالم.

البطولة عدد الألقاب سنوات التتويج
دوري أبطال أوروبا 7 2002 – 2014 – 2016 – 2017 – 2018 – 2022 – 2024
كأس السوبر الأوروبي 6 2002 – 2014 – 2016 – 2017 – 2022 – 2024
كأس العالم للأندية 5 2014 – 2016 – 2017 – 2018 – 2022
الإجمالي 18 لقبًا  

برشلونة – 10 ألقاب

دخل نادي برشلونة القرن الحادي والعشرين وهو يحمل إرثًا خاصًا، لكنه لم يكن بعد قد بلغ ذروة الهيمنة القارية التي ستصبح لاحقًا جزءًا من هويته، ومع بداية الألفية الجديدة، بدأ النادي الكتالوني في بناء مشروع كروي طويل الأمد، ارتكز على فلسفة واضحة، وتكوين جيل استثنائي من اللاعبين، ما مكّنه من التحول إلى أحد أعظم أندية أوروبا خلال العقدين التاليين.

كانت أولى بصمات برشلونة القارية في هذا القرن عام 2006، عندما تُوّج بلقب دوري أبطال أوروبا بعد غياب طويل، في تتويج مثّل نقطة تحوّل حقيقية في تاريخ النادي.

بلغ برشلونة ذروة مجده الأوروبي بين عامي 2009 و2011، في فترة تُعد من الأشد تأثيرًا في تاريخ كرة القدم الحديثة؛ في عام 2009، تُوّج الفريق بدوري أبطال أوروبا في موسم استثنائي جمع فيه بين التفوق الفني والسيطرة المطلقة على المنافسين، قبل أن يكرر الإنجاز مرة أخرى عام 2011 بأسلوب أكثر نضجًا، خلال هاتين الفترتين، لم يكتفِ برشلونة بلقب دوري الأبطال، بل عزز تفوقه بالفوز بكأس السوبر الأوروبي في عامي 2009 و2011 وكذلك لقبي من كأس العالم للأندية.

واصل برشلونة حضوره الأوروبي القوي في منتصف العقد الثاني من القرن، عندما تُوّج بدوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة في القرن الحادي والعشرين عام 2015، هذا اللقب، الذي جاء بقيادة جيل مختلف وتحت قيادة لويس إنريكي، وكما حدث في المناسبات السابقة، تُوّج التفوق القاري بلقب جديد في كأس السوبر الأوروبي عام 2015، وتبعه بلقب كأس العالم للأندية.

في المحصلة، يمكن القول إن برشلونة في القرن الحادي والعشرين لم يكن مجرد نادٍ يحقق البطولات، بل ظاهرة كروية أوروبية تركت بصمة فنية وتكتيكية لا تزال آثارها حاضرة حتى اليوم. ألقابه القارية جاءت كنتيجة طبيعية لفلسفة واضحة، ومشروع متكامل، جعل من النادي الكتالوني أحد أعمدة تاريخ أوروبا الحديث.

البطولة عدد الألقاب سنوات التتويج
دوري أبطال أوروبا 4 2006 – 2009 – 2011 – 2015
كأس السوبر الأوروبي 3 2009 – 2011 – 2015
كأس العالم للأندية 3 2009 – 2011 – 2015
الإجمالي 10 ألقاب

بايرن ميونخ – 8 ألقاب

في عالم كرة القدم الأوروبية والعالمية، يظل بايرن ميونخ رمزًا للاستمرارية والهيمنة. النادي البافاري لم يكن بحاجة لإثبات ذاته من جديد، لكنه نجح في القرن الحادي والعشرين في تحويل إرثه التاريخي إلى سجل حافل من الألقاب القارية والدولية، مؤكّدًا مكانته بين الكبار دومًا.

بدأ بايرن القرن الجديد بالظهور كقوة أوروبية لا يُستهان بها، وتوّج بأول دوري أبطال أوروبا في القرن الحادي والعشرين موسم 2000–2001، بعد غياب طويل عن منصة التتويج القارية، ليعيد لنفسه الهيبة ويؤكد أن ألمانيا ما زالت حاضرة في صدارة المنافسة الأوروبية. هذا اللقب فتح الباب لمزيد من الإنجازات في العقدين التاليين، وجعل بايرن دائمًا مرشحًا لأي بطولة.

حقّق النادي انتصارًا تاريخيًا آخر في 2012–2013، موسم استثنائي قاده إلى ثنائية دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، معززًا حضوره العالمي، واستمر الزخم في موسم 2019–2020، حين تُوّج بلقب دوري الأبطال للمرة السادسة في تاريخه، مؤكدًا أن بايرن قادر على الحفاظ على التفوق في الأوقات الحاسمة، بغض النظر عن المنافسين أو التغييرات التكتيكية.

على صعيد البطولات الأخرى، أثبت بايرن تميزه في كأس السوبر الأوروبي مرتين، في 2013 و2020، وكأس العالم للأندية مرتين بنفس الأعوام، ما يكرّس مكانته العالمية، هذا بالإضافة إلى لقب كأس الإنتركونتيننتال عام 2001، الذي أضاف بعدًا دوليًا لتاريخ النادي، مؤكدًا قدرته على الفوز أمام أبطال القارات الأخرى.

بايرن ميونخ في القرن الحادي والعشرين لم يقتصر حضوره على الهيمنة الأوروبية التقليدية، بل أصبح رمزًا للاتساق والنجاح العالمي. كل لقب حُقق كان نتيجة لمزيج من الانضباط الألماني، الإدارة الرصينة، والتخطيط التكتيكي، ما جعله قادرًا على المنافسة في جميع البطولات الكبرى بلا توقف.

البطولة عدد الألقاب سنوات التتويج
دوري أبطال أوروبا 3 2001 – 2013 – 2020
كأس السوبر الأوروبي 2 2013 – 2020
كأس العالم للأندية 2 2013 – 2020
كأس الإنتركونتيننتال 1 2001
الإجمالي 8 ألقاب  

إشبيلية – 8 ألقاب

في كرة القدم الأوروبية الحديثة، هناك بطولات ترتبط بأندية بعينها، ليس فقط لكثرة التتويج، بل لأن اسم النادي بات جزءًا من هوية المسابقة نفسها، وفي القرن الحادي والعشرين، أصبح الدوري الأوروبي مرادفًا مباشرًا لاسم إشبيلية، النادي الأندلسي الذي لا يتعامل مع البطولة كفرصة، بل كأرضه الطبيعية.

كما ارتبط دوري أبطال أوروبا بريال مدريد، ارتبط الدوري الأوروبي بإشبيلية، الذي فرض هيمنة استثنائية جعلت حضوره في الأدوار المتقدمة كأنه قاعدة لا استثناء. اختلاف الخصوم، تغيّر الأجيال، تبدّل المدربين.. لم يكن أي من ذلك عائقًا أمام فريق يعرف جيدًا كيف تُلعب هذه البطولة، وكيف تُحسم.

لم تكن سيطرة إشبيلية نظرية أو محصورة في مسار سهل، بل جاءت عبر مواجهات قاسية أمام كبار القارة، النادي الأندلسي أقصى مانشستر يونايتد في أكثر من مناسبة، وتجاوز يوفنتوس في نصف النهائي، وأسقط ليفربول في نهائي تاريخي منهم، مؤكّدًا أن تفوقه لم يكن مرتبطًا بضعف المنافسين، بل بقوته هو في لحظات الحسم.

بدأت قصة الهيمنة في موسم 2005–2006، عندما توّج إشبيلية بلقبه الأول في الدوري الأوروبي، قبل أن يكرر الإنجاز مباشرة في الموسم التالي، مستفيدًا من جيل ذهبي قاده فريدريك عمر كانوتيه، ليُعلن مبكرًا أنه قادم ليكون الرقم الأصعب في المسابقة. بعد فترة غياب نسبي، عاد الفريق بقوة في موسم 2013–2014، وانتزع اللقب على حساب بنفيكا البرتغالي، في نهائي عُرف بتعقيده وصعوبته.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ واصل إشبيلية سلسلة التتويج في الموسم التالي بالفوز على دينيبرو الأوكراني، ثم أكمل الثلاثية التاريخية على حساب ليفربول في نهائي 2016، ليؤكد أن ما يحدث لم يعد صدفة، بل هيمنة مكتملة الأركان.

تجدّدت روح البطولة مع المدرب جولين لوبيتيجي في موسم 2019–2020، عندما عاد إشبيلية إلى منصة التتويج بفوز مثير على إنتر ميلان في النهائي بنتيجة 3–2، في بطولة استثنائية أُقيمت بنظام خاص.

أما اللقب السابع، فجاء في موسم 2022–2023، بعد نهائي ماراثوني أمام روما، حُسم بركلات الترجيح، ليُضيف الفريق فصلًا جديدًا إلى أسطورته الأوروبية.

بهذه الإنجازات، أصبح إشبيلية النادي الأكثر تتويجًا بلقب الدوري الأوروبي في التاريخ، بسبعة ألقاب موزعة بين أعوام 2005، 2006، 2014، 2015، 2016، 2020، و2023، رقم لم يقترب منه أي منافس، ويعكس علاقة خاصة بين النادي والبطولة.

إشبيلية – المصدر: Gettyimages

وعلى الصعيد القاري الأوسع، لا يقتصر رصيد إشبيلية الأوروبي على الدوري الأوروبي فقط، إذ توّج أيضًا بلقب كأس السوبر الأوروبي عام 2006، ليصل إجمالي ألقابه القارية إلى ثمانية ألقاب، جميعها تحققت في القرن الحادي والعشرين.

البطولة عدد الألقاب سنوات التتويج
الدوري الأوروبي 7 2006 – 2007 – 2014 – 2015 – 2016 – 2020 – 2023
كأس السوبر الأوروبي 1 2006
الإجمالي 8 ألقاب  

تشيلسي – 8 ألقاب

لم يدخل تشيلسي القرن الحادي والعشرين باعتباره عملاقًا قاريًا، لكنه خرج منه كأحد أكثر الأندية الأوروبية تنوعًا في الإنجاز وقدرة على إعادة اختراع نفسه، النادي اللندني لم يبنِ مجده عبر هيمنة طويلة على بطولة واحدة، بل عبر لحظات حاسمة صنعت هويته الأوروبية، وفرضت اسمه بين نخبة القارة والعالم.

كانت أولى اللحظات الفارقة في موسم 2007–2008، حين بلغ تشيلسي نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه. ورغم خسارته اللقب في مباراة درامية، إلا أن الوصول ذاته كان إعلانًا واضحًا بأن النادي أصبح جزءًا من النخبة القارية، وقادرًا على منافسة كبار أوروبا في أعلى المستويات.

التحول الحقيقي جاء في موسم 2011–2012، في واحدة من أكثر قصص التتويج غرابة وإلهامًا في تاريخ البطولة، تشيلسي، الذي لم يكن مرشحًا أولًا، شق طريقه عبر أقوى الفرق، قبل أن يتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، متجاوزًا كل التوقعات، ومثبتًا أن البطولة لا تُحسم دائمًا بالسيطرة، بل أحيانًا بالصمود والواقعية والانضباط.

لم يتوقف الزخم عند هذا الحد، إذ واصل تشيلسي حضوره القاري القوي عبر البطولات الأوروبية الأخرى، ففي موسم 2012–2013، تُوّج بلقب الدوري الأوروبي، ليصبح أول نادٍ يحقق دوري أبطال أوروبا ثم الدوري الأوروبي في موسمين متتاليين، وكرر إنجاز الدوري الأوروبي مرة أخرى في موسم 2018–2019 على حساب جاره آرسنال.

ثم عاد تشيلسي إلى قمة أوروبا في موسم 2020–2021، حين تُوّج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه، كان على حساب مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا.

وتُوّج هذا التفوق بالفوز بكأس السوبر الأوروبي عام 2021، قبل أن يترجم تشيلسي نجاحه القاري إلى إنجاز عالمي، بالفوز بكأس العالم للأندية مرتين، في عامي 2021 و2025؛ بهذه الألقاب، أكمل النادي دائرة الإنجاز، وانتقل من منافس أوروبي قوي إلى نادٍ يمتلك سجلًا دوليًا معترفًا به.

وفي أحدث فصول مسيرته الأوروبية، حقق تشيلسي لقب دوري المؤتمر الأوروبي في موسم 2024–2025، ليُصبح بذلك أول نادٍ أوروبي يتوّج بجميع البطولات القارية الثلاث الكبرى: دوري أبطال أوروبا، الدوري الأوروبي، ودوري المؤتمر.

البطولة عدد الألقاب سنوات التتويج
دوري أبطال أوروبا 2 2012 – 2021
الدوري الأوروبي 2 2013 – 2019
دوري المؤتمر الأوروبي 1 2025
كأس السوبر الأوروبي 1 2021
كأس العالم للأندية 2 2021 – 2025
الإجمالي 8 ألقاب  

ليفربول – 7 ألقاب

دخل ليفربول القرن الحادي والعشرين وهو نادٍ محمّل بتاريخ ثقيل وأمجاد أوروبية راسخة، لكنه كان مطالبًا بإعادة تعريف نفسه في عصر جديد تغيّرت فيه موازين القوة، وتبدّلت فيه معايير التفوق، ما بين لحظات سقوط موجعة وعودات إعجازية، نجح “الريدز” في كتابة فصل حديث يؤكد أن الهوية الأوروبية للنادي لم تكن يومًا ذكرى من الماضي.

كانت البداية القارية مع مطلع القرن، حين تُوّج ليفربول بلقب كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليًا) في موسم 2000–2001، في بطولة طويلة وشاقة، أثبت خلالها الفريق قدرته على المنافسة في المسابقات القارية رغم غيابه آنذاك عن دوري الأبطال؛ هذا اللقب، إلى جانب الفوز بكأس السوبر الأوروبي في العام نفسه، مثّل أول إعلان لعودة ليفربول إلى دائرة البطولات القارية في الألفية الجديدة.

لكن اللحظة التي أعادت ليفربول إلى مركز الصورة الأوروبية جاءت في موسم 2004–2005، في واحدة من أعظم نهائيات كرة القدم على الإطلاق؛ في إسطنبول، وبينما كان الفريق متأخرًا بثلاثية أمام ميلان، كتب ليفربول قصة لا تُنسى، وعاد من المستحيل ليتوّج بلقبه الخامس في دوري أبطال أوروبا تاريخيًا والأول في القرن الحادي والعشرين.

واصل ليفربول بعدها حضوره القاري، ونجح في إضافة كأس السوبر الأوروبي عام 2005، مؤكّدًا أن تتويج إسطنبول لم يكن لحظة عابرة؛ ومع ذلك، عرف الفريق فترات تراجع، وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا في 2007 و2018 و2022 دون أن ينجح في التتويج، قبل أن تكتمل دائرة العودة في حقبة جديدة.

جاء التحول الأكبر في عهد يورجن كلوب، حين أعاد بناء الفريق على أسس واضحة، تجمع بين الضغط العالي والشخصية القوية، وفي موسم 2018–2019، تُوّج ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه، بعد فوزه في النهائي على توتنهام.

ذلك الإنجاز فتح الباب أمام اعتراف عالمي، تُوّج بالفوز بكأس السوبر الأوروبي 2019، ثم تحقيق الحلم الأكبر على الصعيد الدولي، عبر الفوز بكأس العالم للأندية 2019، وهو أول لقب عالمي في تاريخ النادي، وضع ليفربول رسميًا على خريطة أبطال العالم.

البطولة عدد الألقاب سنوات التتويج
دوري أبطال أوروبا 2 2005 – 2019
كأس الاتحاد الأوروبي / الدوري الأوروبي 1 2001
كأس السوبر الأوروبي 3 2001 – 2005 – 2019
كأس العالم للأندية 1 2019
الإجمالي 7 ألقاب  

أتلتيكو مدريد – 6 ألقاب

لم يكن أتلتيكو مدريد في القرن الحادي والعشرين مجرد نادٍ يشارك في البطولات الأوروبية، بل أصبح رمزًا للصمود والقدرة على المنافسة أمام كبار القارة. النادي الإسباني برغم التحديات المالية والتقلبات في الدوري المحلي، نجح في كتابة فصول رائعة من الإنجازات الأوروبية، مؤكدًا أن الإرث التاريخي يمكن أن يتحول إلى نجاحات معاصرية ملموسة.

برز أتلتيكو بوضوح في الدوري الأوروبي، حيث نجح في حصد اللقب ثلاث مرات في القرن الحادي والعشرين: موسم 2009–2010، 2011–2012، و2017–2018، هذه الانتصارات جاءت نتيجة مشروع متكامل على الصعيد الفني، بقيادة مدربين قادرين على تحويل الفريق إلى قوة صلبة، خاصة في المباريات الحاسمة التي تتطلب الصبر والفعالية التكتيكية.

كما ترك أتلتيكو بصمة قوية في كأس السوبر الأوروبي، بتتويجه باللقب ثلاث مرات متتالية تقريبًا: 2010، 2012، و2018، وهي البطولات التي أظهرت قدرة الفريق على مواجهة أبطال دوري أبطال أوروبا بإصرار وثبات، رغم أن النادي لم يكن دائمًا المرشح الأوفر حظًا.

على صعيد دوري أبطال أوروبا، برغم عدم تحقيقه للقب في القرن الحالي، وصل أتلتيكو مدريد إلى النهائي مرتين في 2013–2014 و2015–2016، مُظهرًا القدرة على المنافسة حتى اللحظات الأخيرة، هذه الإنجازات أكدت أن أتلتيكو ليس مجرد نادٍ يتواجد في الأدوار الإقصائية، بل فريق يملك شخصية قوية وخبرة أوروبية عالية.

باختصار، أتلتيكو مدريد في القرن الحادي والعشرين قد لا يمتلك عددًا كبيرًا من الألقاب مثل ريال مدريد أو برشلونة، لكنه نجح في أن يصبح أحد أكثر الأندية الإسبانية احترامًا على الساحة الأوروبية، بفضل الانضباط التكتيكي، التصميم، والقدرة على تحويل البطولات إلى لحظات تاريخية يعتز بها النادي وجماهيره.

البطولة عدد الألقاب سنوات التتويج
الدوري الأوروبي 3 2010 – 2012 – 2018
كأس السوبر الأوروبي 3 2010 – 2012 – 2018
الإجمالي القاري 6 ألقاب  

آي سي ميلان – 5 ألقاب

يُعرف آي سي ميلان بأنه أحد أعمدة الكرة الأوروبية، والنادي الذي يترك بصمته في كل بطولة يشارك فيها، ومع دخول القرن الحادي والعشرين، حافظ ميلان على مكانته التاريخية، مُحولًا إرثه الغني إلى ألقاب قارية ودولية ملموسة، رغم التحديات المالية والمنافسة الشرسة في أوروبا.

في عام 2002–2003، بدأ ميلان القرن الجديد بلقب دوري أبطال أوروبا، بعد موسم قوي أظهر قدرة النادي على التفوق في اللحظات الحاسمة، بفضل خبرة اللاعبين وروح الفريق الجماعية، ثم عاد النادي للتتويج مرة أخرى في موسم 2006–2007 والثأر من ليفربول بعد موقعة إسطنبول الشهيرة.

على صعيد كأس السوبر الأوروبي، أضاف ميلان لقبين جديدين في 2003 و2007، مكملًا سلسلة ألقابه التاريخية في هذه البطولة؛ ولم يقتصر النجاح على أوروبا، إذ أضاف ميلان لقب كأس العالم للأندية 2007، ليترجم تفوقه القاري إلى إنجاز عالمي، ويضع النادي على خريطة الأندية القادرة على الفوز أمام أبطال القارات الأخرى.

البطولة عدد الألقاب سنوات التتويج
دوري أبطال أوروبا 2 2003 – 2007
كأس السوبر الأوروبي 2 2003 – 2007
كأس العالم للأندية 1 2007
الإجمالي 5 ألقاب  

ترتيب أكثر الأندية تحقيقًا للألقاب القارية والعالمية في القرن الـ21

عندما ننظر إلى القرن الحادي والعشرين، يتضح أن الهيمنة الأوروبية لم تعد حكراً على نادي واحد فقط، بل أصبحت مسرحًا لصراع متواصل بين كبار القارة. بعض الأندية حافظت على تفوقها التاريخي، مثل ريال مدريد وبرشلونة، بينما صعدت أندية أخرى لتفرض حضورها من خلال ألقاب محددة، سواء كانت قارية أو عالمية.

المركز النادي مجموع الألقاب القارية + كأس العالم للأندية (إنتركونتيننتال)
1 ريال مدريد 18
2 برشلونة 10
3 بايرن ميونخ 8
4 إشبيلية 8
5 تشيلسي 8
6 ليفربول 7
7 أتليتكو مدريد 6
8 ميلان 5

في حصيلة القرن الـ21، لا تُقاس عظمة الأندية الأوروبية فقط بعدد الكؤوس، بل بقدرتها على النجاة داخل عصر لا يعترف إلا بالمتجددين، فبين أندية صنعت سلالات ذهبية، وأخرى اقتنصت لحظتها التاريخية، يبقى المجد القاري شاهدًا على الفارق بين من زار القمة.. ومن اتخذها مقرًا دائمًا.