لافروف يحذر من دعم الولايات المتحدة للنزعة الانفصالية في شمال شرق سوريا: “قنبلة موقوتة”
موسكو – اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن دعم الولايات المتحدة للانفصال في شمال شرق سوريا يمثل “قنبلة موقوتة”، محذرًا من تداعيات هذا التوجه على وحدة الدولة السورية واستقرار المنطقة.
وقال لافروف، في مقابلة مع مؤسسة “إذاعة وتلفزيون إيران”، إن واشنطن تحتفظ بمنطقة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي، وتسعى منذ الإدارة الأمريكية السابقة لتعزيز النزعة الانفصالية هناك، معتبرًا أن هذه العملية مستمرة وتشكل تهديدًا خطيرًا على مستقبل سوريا السياسي والأمني. وأضاف: “الأهم الآن هو بدء حوار وطني شامل، وهو ما كان مفقودًا طوال فترة حكم بشار الأسد”.
وأوضح لافروف أن روسيا لم تكن تمتلك وحدات قتالية كبيرة في سوريا عند بدء الهجوم على مواقع القوات الحكومية العام الماضي، بل اقتصرت وجودها على قاعدة جوية وأخرى بحرية، مشيرًا إلى أن سرعة استيلاء المعارضة بقيادة أحمد الشرع على الأراضي كانت مفاجئة تقريبًا، حيث لم تواجه أي مقاومة كبيرة.
وأشار الوزير الروسي إلى أن روسيا تواصل التواصل مع السلطات السورية الجديدة، مبينًا أن الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع قام بزيارة موسكو، كما التقى وزير الخارجية الجديد للجمهورية العربية السورية، أسعد الشيباني، بالإضافة إلى وفود من وزارات مختلفة لمناقشة الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية. وأكد لافروف خلال هذه اللقاءات على أهمية الحفاظ على وحدة الدولة السورية، داعيًا إلى حوار وطني شامل يضم جميع المكونات الطائفية والعرقية، بما في ذلك العلويين والسنة والدروز والمجموعات الأخرى.
وأشار الوزير الروسي أيضًا إلى وجود “القضية الكردية” كجزء من المشكلات المستمرة في سوريا خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، محذرًا من محاولات استغلالها لخدمة مصالح أنانية لبعض الأطراف.
تجدر الإشارة إلى أنه في نهاية نوفمبر 2024، شنت تشكيلات المعارضة السورية هجومًا واسعًا على مواقع القوات الحكومية، ودخلت دمشق في 8 ديسمبر، ما أدى إلى مغادرة بشار الأسد البلاد. وفي 29 يناير، أعلن أحمد الشرع رئيسًا للفترة الانتقالية، مع تحديد موعد لإجراء انتخابات رئاسية بعد أربع سنوات وفق الدستور المؤقت، دون توضيح نواياه للترشح.
وأكد لافروف أن الحوار الوطني الشامل والالتزام بوحدة الدولة السورية يظلان محور الجهود الروسية في سوريا، في ظل المخاطر الإقليمية المتزايدة ودور القوى الخارجية في زعزعة الاستقرار.

تعليقات