اعتقالات وصدامات في أمستردام خلال احتجاجات على حفل لمغنٍ مرتبط بجيش الاحتلال الإسرائيلي

أفادت الشرطة الهولندية باعتقال 22 شخصًا، عقب صدامات وقعت مع متظاهرين خرجوا للاحتجاج على تنظيم حفل لمغنٍ يعمل ضمن جيش الاحتلال الإسرائيلي في العاصمة الهولندية أمستردام، تزامنًا مع الاحتفالات بعيد الأنوار اليهودي (الحانوكا).

وذكرت الشرطة، في بيان رسمي، أن مئات المحتجين تجمعوا مساء السبت بالقرب من قاعة “كونسيرت خيباو” الشهيرة، اعتراضًا على استضافة حفل يحييه شاي أبرامسون، المعروف بقيادته الترانيم والصلوات داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأضافت أن قوات الأمن اضطرت للتدخل عدة مرات من أجل تفريق المتظاهرين والحفاظ على النظام العام.

وأوضحت السلطات أن وحدات مكافحة الشغب استخدمت الهراوات لتفريق المحتجين بعد إطلاق قنابل دخانية، مشيرة إلى إصابة أحد أفراد الشرطة بإصابات طفيفة. كما بيّنت أن الاعتقالات تمت بتهم تتعلق بمخالفة قوانين التجمع، وحيازة ألعاب نارية، ومقاومة قوات الأمن أثناء أداء مهامها.

وكان من المقرر أن يحيي أبرامسون الحفل السنوي لعيد الحانوكا بعد ظهر الأحد في القاعة ذاتها، إلا أن الفعالية أثارت جدلًا واسعًا واستياءً شعبيًا، بسبب ارتباطه بجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يواجه انتقادات دولية متزايدة على خلفية الحرب المتواصلة على قطاع غزة. ولاحقًا، جرى إلغاء مشاركته في الحفل المقرر بعد الظهر، واستبدالها بدعوته لإحياء حفلين خاصين في المساء.

وبحسب ما نقلته وكالة الأناضول، يرى محللون في الشأن الإسرائيلي أن “إسرائيل” كانت من أبرز المتضررين سياسيًا من نتائج الانتخابات العامة المبكرة التي شهدتها هولندا في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025، والتي أسفرت عن تراجع حزب “الحرية” اليميني المتطرف المعروف بدعمه للاحتلال الإسرائيلي، بقيادة خيرت فيلدرز.

ويُشار إلى أنه في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة “حماس” ودولة الاحتلال مرحلته الأولى، إلا أن الاحتلال واصل خرق الاتفاق بشكل شبه يومي، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي استمر قرابة عامين، أسفرت العمليات العسكرية عن استشهاد أكثر من 70 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد على 171 ألفًا، فضلًا عن دمار واسع طال نحو 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية في قطاع غزة.