بعد كشف السر.. حيلة جاباسكي تفشل مع منتخب الجزائر وتتسبب في تأهل الإمارات
لم تكن مباراة الإمارات مع منتخب الجزائر في ربع نهائي كأس العرب 2025 مجرد مواجهة كروية عادية، بل تحولت في لحظة حاسمة إلى مشهد كاشف لصراع العقول قبل الأقدام.
تسعون دقيقة، ثم وقت إضافي، انتهت جميعها دون حسم، ليقف الفريقان على عتبة ركلات الترجيح، حيث التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق الكبير.
في هذه اللحظة بالذات، لمع نجم حمد المقبالي، حارس مرمى منتخب الإمارات، ليس فقط بيديه، بل بعينيه ويقظته، فبينما كان الجميع يترقب صافرة البداية لركلات الحسم، التقطت عدسة الكاميرا مشهدًا غير معتاد: زجاجة مياه بحوزة الجهاز الفني الجزائري، تحمل تدوينات دقيقة، أسماء لاعبي الإمارات والزوايا المفضلة لكل منهم عند تنفيذ ركلات الترجيح.

سر جاباسكي لم يعد سرًا.. يقظة إماراتية تُنهي حلم منتخب الجزائر في كأس العرب
ما بدا وكأنه حيلة ذكية مستوحاة من تجارب سابقة، انقلب في ثوانٍ إلى سلاح مرتد؛ فالمقبالي لاحظ الزجاجة، قرأ ما كُتب عليها، ثم وجّه تحذيرًا سريعًا لزملائه في الركلة الأخيرة، طالبهم فيه بتغيير زوايا التسديد المعتادة، هكذا، وبذكاء لحظي، سقطت الخطة الجزائرية.
تألق المقبالي بعد ذلك لم يكن صدفة، تصديات حاسمة، ثقة واضحة، وارتباك ظهر على وجوه لاعبي منتخب الجزائر، لينتهي المشهد بتأهل الإمارات إلى نصف نهائي كأس العرب، وسط احتفالات كبيرة، ولقطة ستظل عالقة في الذاكرة.
تداول فيديو عن حارس الإمارات وهو يقوم بالتجسس على قارورة الحارس الجزائري شعال، حيث اطلع على تحضيره المسبق لكل ضربات اللاعبين الإماراتيين وأخبر زملاءه لقلب الخطة المعتادة؟!…فهل يمكن أن تكون هذه، أحد أسباب الهزيمة؟! pic.twitter.com/hj4UmdJkUx
— Rt arabic – الجزائر (@rtarabicalgeria) December 13, 2025
اللافت أن هذه الحيلة لم تكن جديدة على الملاعب العربية أو الأفريقية، ففي عام 2022، وتحديدًا خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية، خطف محمد أبو جبل، حارس مرمى المنتخب المصري، الأضواء بزجاجة المياه الشهيرة التي حملت اسمه إلى العالمية تحت لقب “جاباسكي”.
وقتها، تحولت الزجاجة إلى أيقونة، بعدما احتوت على ملصقات بسيطة تُظهر الزوايا المفضلة للاعبي السنغال في ركلات الترجيح، وهي فكرة تعود لمدرب حراس المرمى الأسطوري عصام الحضري.
في تلك البطولة، كان أبو جبل أحد أبطال المشهد، تصدى لركلة جزاء ساديو ماني في الوقت الأصلي، ووقف شامخًا في ركلات الترجيح، حتى وإن لم يبتسم له الحظ في النهاية.
الإعلام العالمي احتفى بالحارس المصري، ورويترز وصفته بـ”الحارس الذي لا يمكن تجاوزه”، وتحولت زجاجته إلى رمز للدهاء التحضيري في كرة القدم الحديثة.
Egypt goalkeeper Gabaski forgot his bottle after the defeat. Info on Senegal’s penalty takers.
This should go straight to CAF Museum if they have. pic.twitter.com/e1LMbZPTUm
— Saddick Adams (@SaddickAdams) February 7, 2022
لكن الفارق بين 2022 و2025 أن السر لم يعد سرًا.. ما كان عنصر مفاجأة في الكاميرون، أصبح اليوم فكرة مكشوفة، سهلة القراءة، وربما سهلة الإبطال أيضًا.
وهو ما حدث تمامًا أمام أعيننا في مباراة الإمارات ومنتخب الجزائر، حيلة جاباسكي، التي صنعت مجدًا في الأمس، فشلت هذه المرة، لأن الطرف الآخر كان أكثر انتباهًا.
كرة القدم، في جوهرها، لعبة تطور مستمر، ما يُدهش اليوم، يصبح متوقعًا غدًا، وبين زجاجة أبو جبل في 2022، ويقظة المقبالي في 2025، رسالة واضحة، البطولة لا تُحسم فقط بالإعداد، بل بالقدرة على التكيّف في اللحظة الفاصلة.

تعليقات