بيت الطين يتحول إلى قبر بالدير.. مأساة أسرة كاملة فى جنوب الأقصر

بيت الطين يتحول إلى قبر بالدير.. مأساة أسرة كاملة فى جنوب الأقصر


استيقظت قرية الدير شرق التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، فجر اليوم السبت، على فاجعة إنسانية مؤلمة تقشعر لها الأبدان، حينما انهار منزل متهالك مبني من الطوب اللبن، يقع أمام مسجد السلام القرية، ليخطف ارواحا بريئة من أسرة واحدة ويترك خلفه حزنا لا يوصف فى قلوب الأهالي.

انهيار المنزل

وفي لحظات قصيرة ودون سابق إنذار، دوى صوت الانهيار، وسقط المنزل فوق ساكنيه بشكل مفاجئ ليتحول فى ثوان إلى ركام من الطوب والتراب، واخترقت صرخات الاستغاثة سكون المكان، وهرع الأهالي من كل اتجاه داخل القرية فى محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن انقاذه، بأيدٍ عارية وقلوب مرتجفة، وسط مشاهد امتزج فيها الذهول بالبكاء والدعاء.

وتلقت غرفة النجدة إخطارا من الأهالي بالواقعة وعلى الفور تم إبلاغ الجهات المختصة، وانتقلت سيارات الإسعاف لمكان الواقعة، لتبدأ سباقا مع الزمن بحثا عن ناجين تحت الانقاض، حيث كانت دقائق الانتظار فى قلوب الأهالي ثقيلة، وكل حجر يرفع كان يحمل املا أو يزيد الألم.

وكان قدر الله قد نفذ حيث أسفر الحادث عن وفاة ثلاثة ارواح من أسرة واحدة فى آن واحد، الأم البالغة من العمر أربعة وثلاثون عاما، والتي كانت تحاول احتضان أطفالها وحمايتهم من الخطر، ليلحق بها صغيرها ‘ عبد الرحمن محمد على عبد الدايم’ الذي يبلغ من العمر تسعة أعوام، وصغيرتها ‘ فدوى محمد علي عبد الدايم’ الذي يبلغ من العمر خمسة أعوام، اللذان رحلا من الدنيا قبل أن يعرفا منها سوى براءتها.

وكتب القدر العمر لصغيرين آخرين من نفس الاسرة، حيث تم استخراجهما من تحت الأنقاض وبهما إصابات متفرقة، وهما ‘ عمر محمد علي عبد الدايم’ الذين يبلغ من العمر 7 سنوات، وشقيقته ‘ تقوى محمد علي عبد الدايم’ التي تبلغ من العمر 14 سنة، وتم على الفور نقلهما إلى مستشفى طيبة التخصصي لتلقي العلاج اللازم، وسط دعوات كبرى من الأهالي بأن يحفظهما ويمن عليهما بالشفاء العاجل.

اتشحت القرية بأكملها بصفة خاصة والمحافظة بصفة عامة بالسواد حزنا على هذه الأسرة، وتحول مكان البيت إلى عزاء مفتوح حيث ارتفعت أصوات البكاء، وتجمع الأهالي فى صمت ممزوج بالدعاء مستشعرين قسوة الفقد ومرارة الفاجعة المؤلمة.

وتباشر الجهات المختصة اعمال المعاينة، والتحقيق لمعرفة أسباب الانهيار، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث فى وقت يطالب فيه الأهالي بضرورة فحص المنازل الآيلة للسقوط حفاظا على حياة ساكنيها وعدم المخاطرة بحياتهم.