خبير علاقات دولية: زيارة الجولاني لواشنطن فتحت باب التفاهمات السرية
أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن الحديث عن وجود صفقة لعودة بشار الأسد ليس مجرد طرح إعلامي أو توقعات بلا أسس، بل هو نتاج قراءة متتابعة للأحداث ومعطيات لها مقدمات ونتائج واضحة.
وأوضح العزبي خلال مشاركته في برنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن المؤشرات بدأت تتكشف بعد زيارة أبو محمد الجولاني للولايات المتحدة، والظهور المثير للجدل الذي دخل به من بوابة خلفية، ما اعتبره دلالة على وجود تفاهمات غير معلنة.
وأضاف أن حالة الاستنفار التي ظهرت لدى عدد من الشخصيات والجهات – من جورج صبرا إلى محمد ناصر ونزيه الأحدب وحتى الإعلام السوري الرسمي – تعكس حجم المفاجأة لديهم بأن هناك من كشف تفاصيل المخطط مبكرًا.
وأشار العزبي إلى أن هناك اتجاهًا عالميًا لإعادة دمج الأسد ضمن خريطة جديدة لتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ: للدروز، والأكراد، والسنة، والشيعة، والعلويين.
وتابع موضحًا أن منطقة السنة يقودها الجولاني، الذي ظهر أخيرًا في استعراض عسكري وصفه العزبي بالساذج، بعد أن ظهر المقاتلون بتركيبات ضوئية “فلاشر” لا تليق بتشكيل عسكري.
وأكد العزبي أن “الصفقة” ارتبطت كذلك بتصريحات وزير خارجية حكومة الجولاني، الذي قال بوضوح إن إسرائيل تستفزهم وإنهم يمارسون أقصى درجات ضبط النفس، وإنهم لا يستهدفون إسرائيل، وهو تصريح يحمل دلالات على تفاهمات ضمنية.
وأوضح أن الجولاني يسعى فقط للبقاء في السلطة، رغم الضغوط التي مورست عليه لترحيل المقاتلين الأجانب، الأمر الذي يهدد حياته حال قبوله، ولهذا جاءت الصفقة لتضمن له منطقة نفوذ في ريف دمشق مقابل إعادة هيكلة المشهد السوري.
وكشف العزبي أن الجولاني تنقل بين الولايات المتحدة وروسيا لتثبيت الاتفاق، وأن موسكو وواشنطن نسقتا لمسار مشترك يتضمن محاكمة سورية شكلية لبشار الأسد ثم عودته لاحقًا إلى المشهد السياسي ضمن ترتيبات التقسيم الجديد.
وأضاف أن الصفقة تشمل أيضًا إعادة تموضع الطوائف: منطقة للشيعة والعلويين تحت إدارة الأسد، ومناطق أخرى للمعتدلين، بينما تبقى منطقة الساحل محور الترتيبات الحقيقية التي تُدار خلف الكواليس.
وختم العزبي بالإشارة إلى أن جوهر الصفقة ينتهي إلى عودة الرئيس السوري السابق بشار الأسد ضمن إطار إقليمي ودولي محسوب، يضمن لكل طرف جزءًا من الخريطة الجديدة.

تعليقات