خطط أمريكية سرية لمرحلة “ما بعد مادورو”.. واقتراب عسكري غير مسبوق من فنزويلا

خطط أمريكية سرية لمرحلة “ما بعد مادورو”.. واقتراب عسكري غير مسبوق من فنزويلا


أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن واشنطن تعمل بهدوء وبسرية تامة على إعداد خطط للتعامل مع مختلف السيناريوهات المحتملة في فنزويلا، في حال تمت الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو أو تنحيه عن السلطة. وتأتي هذه التحركات في ظل تصعيد لافت في الوجود العسكري الأمريكي قرب البلاد، عبر طلعات جوية تُعد الأقرب إلى المجال الجوي الفنزويلي منذ بداية حملة الضغوط على كراكاس.

ووفق ما نقلته شبكة CNN عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية ومصدر مطلع على المناقشات، تُصاغ هذه الخطط داخل البيت الأبيض بسرية شديدة، وتشمل خيارات متعددة لكيفية ملء أي فراغ سياسي محتمل وتحقيق قدر من الاستقرار، “سواء غادر مادورو طواعية ضمن صفقة تفاوضية، أو أُجبر على التنحي” نتيجة ضربات أمريكية أو إجراءات مباشرة أخرى.

ورغم تأكيد وزارة الدفاع الأمريكية سابقاً أن الحشد العسكري في منطقة الكاريبي يستهدف مكافحة تهريب المخدرات، تشير هذه التطورات إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تدرس بجدية فكرة تغيير النظام في فنزويلا، وهو ما أقرّ به عدد من المسؤولين خلال نقاشات داخلية.

وتوضح الشبكة أن مواقف كبار المسؤولين في الإدارة متباينة بشأن جدوى التدخل العسكري أو السري لإزاحة مادورو؛ فبينما يدفع بعضهم نحو خطوات أكثر صرامة، ينقل مسؤولان بارزان عن ترمب أنه لا يرغب فعلياً في توسيع التدخل العسكري رغم تصريحات التهديد المتكررة.

وكشف مسؤول في البيت الأبيض أن ترمب وجه خلال مكالمة الشهر الماضي “إنذاراً غير مباشر” لمادورو، مبلّغاً إياه بأن مغادرة البلاد قد تكون “الخيار الأفضل له”.

وتحفظ الخطط داخل مجلس الأمن الداخلي في البيت الأبيض، بإدارة ستيفن ميلر، الذي يعمل بتنسيق مباشر مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي بالإنابة ماركو روبيو في إطار ملف فنزويلا.

اقتراب عسكري غير مسبوق

ميدانياً، شهدت المنطقة تطوراً لافتاً، إذ حلقت مقاتلتان أمريكيتان من طراز “إف إيه–18” فوق خليج فنزويلا، الثلاثاء، في أقرب مسافة لطائرات أمريكية من المجال الجوي الفنزويلي منذ بدء الضغوط على مادورو. وأظهرت بيانات التتبع بقاء الطائرتين نحو 30 دقيقة فوق الخليج، الذي لا يتجاوز عرضه 150 ميلاً.

وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن المهمة “تدريبية روتينية” وأن الطائرتين لم تدخلا المجال الجوي الفنزويلي، مشيراً إلى أن واشنطن سبق أن أرسلت قاذفات “بي–52″ و”بي–1” إلى المنطقة، لكنها لم تقترب بالقدر نفسه من الحدود الفنزويلية.

وتأتي هذه التحرّكات العسكرية والدبلوماسية في وقت يواصل فيه ترمب رفض الكشف عن طبيعة الخطوات التي قد تتخذها واشنطن، مكتفياً بالقول إن “أيام مادورو باتت معدودة”، في إشارة إلى أن جميع الخيارات لا تزال قيد البحث.