قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور معتز عبد الفتاح، إن ما يهدد وحدة سوريا ليس الصراعات الطائفية، بل أمراض اجتماعية وسياسية عميقة، أبرزها الجهل والفقر والبطالة والفساد والتعصب والثأر، محذرًا من أنها “الوحوش الحقيقية” التي تنهش جسد الدولة السورية.
وخلال تقديمه برنامج “استوديو العرب” على قناة “المشهد”، شدد عبد الفتاح على أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تضافر الجهود في مجالات التعليم والعمل وإرساء العدالة.
“مليون دولار قادرة على إشعال فتنة”
وحذّر عبد الفتاح من خطورة التحريض الطائفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن “مليون دولار فقط كافية لإشعال فتنة تدمر مجتمعًا بأكمله”.
وأكد أن التعصب يفتت الصفوف، بينما التسامح والوحدة يمثلان السلاح الأهم في طريق إعادة بناء سوريا.
العفو.. طريق المنتصرين
وأوضح أن من يختار العفو والتسامح في هذا التوقيت هو المنتصر الحقيقي، لأنه يُسهم في بناء جسور الوحدة ويفتح أبواب الأمل والحياة.
الانتصار للعقل.. لا للدم
وأكد عبد الفتاح أن التخلي عن السلاح والكراهية يُعد انتصارًا للعقل والحكمة، مؤكدًا أن “سوريا الجديدة لا تُبنى بالدماء، بل بالعقول المتّحدة”.
واستشهد عبد الفتاح بقصة النبي سليمان عليه السلام مع السيدتين المتنازعتين على طفل، معتبرًا أن الحكمة الحقيقية تكمن في التضحية للحفاظ على الحياة، مشيرًا إلى أن السوريين اليوم أمام اختبار مشابه: “من يوقف القتل أولًا يثبت إخلاصه لوطنه”.
رسالة وحدة وأمل
وفي ختام حديثه، دعا عبد الفتاح السوريين إلى التوحد في مواجهة أعداء الداخل، وعلى رأسهم الجهل والفساد، مؤكدًا أن التسامح والعمل المشترك هما السبيل لبناء وطن قوي يستحق تضحيات أبنائه، متمنيًا أن يحفظ الله دماء السوريين ويمنّ عليهم بالأمن والاستقرار.