محمد صلاح في الكان.. عنق الزجاجة للبقاء حيًا في سباق الجوائز الفردية

محمد صلاح في الكان.. عنق الزجاجة للبقاء حيًا في سباق الجوائز الفردية


مع انتصاف الموسم، يجد محمد صلاح نفسه داخل “عنق زجاجة” لم يعتد عليه في مسيرته الأوروبية، في ظل موسم ربما يكون الأصعب على النجم المصري.

نجم ليفربول الذي لطالما كان حاضرًا في سباق الجوائز الكبرى، يعيش واحدة من أكثر فتراته الرمادية من حيث التأثير والأرقام، في ظل تراجع مردوده قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا.

الأمور لم تقف عند هذا الحد، فاللاعب المصري أصبح مستقبله ضبابيًا في ليفربول، بعد تصريحاته الأخيرة التي هاجم فيها إدارة ناديه ومدربه آرني سلوت بعد جلوسه بديلًا في المباريات الثلاث الأخيرة، وشارك خلالها في مباراة واحدة فقط بالشوط الثاني ضد سندرلاند، بينما شاهد فوز فريقه على وست هام والتعادل مع ليدز يونايتد من على مقاعد البدلاء.

الموسم الأسوأ لمحمد صلاح

النجم المصري بدأ الموسم بخسارة كأس الدرع الخيرية، ومع مرور الوقت، لم يكن بالتأثير المنتظر منه بعد أن كان نجم ليفربول الأول في الموسم الماضي.

رغم أن الموسم بدأ بآمال كبيرة ليكون محمد صلاح أحد أبرز نجوم أوروبا كعادته، إلا أن الواقع جاء مختلفًا. فقد دخل الجناح المصري مرحلة من التراجع الواضح على مستوى الأرقام والحسم، وهي حالة نادرة في مسيرته مع ليفربول.

النجم الذي اعتاد تسجيل 20 هدفًا أو أكثر قبل انتصاف الموسم، يجد نفسه الآن في وضعية أقل من المتوسط، بعد أن عجز عن تقديم الإضافة المتوقعة في عدة مباريات حاسمة، ودخل في توتر واضح مع آرني سلوت، زاد من الضغط النفسي والفني عليه.

مع نهاية نصف الموسم، أرقام صلاح لا تعكس لاعبًا منافسًا على الجوائز الفردية، ومع تراجع معدل التسجيل، قلت المساهمة التهديفية، وبدأت علامات غياب الفاعلية تظهر بشكل صريح سواء في الدوري الإنجليزي أو في دوري أبطال أوروبا.

هذا الانخفاض المفاجئ جعل مكانته في قوائم المرشحين للجوائز الكبرى في خطر، ما بين الكرة الذهبية أو أفضل لاعب في إفريقيا.

محمد صلاح - ليفربول (المصدر:Gettyimages)
محمد صلاح – ليفربول

أرقام محمد صلاح هذا الموسم

عدد المباريات الأهداف الصناعات
19 5 3

يأتي ذلك قبل بطولة كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق بعد أقل من أسبوعين، وقبل آخر مباراة من المفترض أن يخوضها ضد برايتون قبل السفر إلى المغرب.

أمم إفريقيا عنق زجاجة لإنقاذ موسم محمد صلاح

عادةً ما كانت كأس الأمم الإفريقية منصة لصلاح لتأكيد مكانته، لكن الوضع الحالي مختلف، فالبطولة القادمة تحولت إلى “عنق زجاجة” حقيقي، لأن أداءه فيها سيحدد بشكل مباشر شكل موسمه الفردي.

تألقه مع منتخب مصر قد يعيد صورته كلاعب حاسم، ويمنحه دفعة قوية جماهيريًا وإعلاميًا، أما الفشل فيُرسّخ صورة موسم ضعيف، ويقلل فرصه في أي جوائز فردية على المستوى القاري أو العالمي.

كما أن الضغط الجماهيري في مصر سيكون مضاعفًا، خصوصًا بعد الجدل المتكرر حول أدواره داخل المنتخب، ومسؤوليته الفنية والقيادية، وعدم تحقيق اللقب رغم المشاركة في 4 نسخ سابقة، وحلوله وصيفًا في اثنتين منها، 2017 و2021.

قبل بداية الموسم، كان صلاح مرشحًا طبيعيًا للوجود ضمن الأفضل في العالم، حيث حلّ في المركز الرابع بترتيب الكرة الذهبية في الموسم الماضي، وهو المركز الأفضل لـ”مو” تاريخيًا. لكن مع تراجع الأداء بدأ اسمه يختفي تدريجيًا من قوائم الترشيحات التحليلية والصحفية.

فغيابه عن التأثير المباشر في المباريات، إضافة إلى خلافه العلني مع ليفربول، ساهما في تراجع تقييمه الجماعي، بينما منافسوه يرفعون نسقهم بشكل كبير، بالنظر لنتائج فرقهم وكذلك أرقامهم الفردية.

مصر تنتظر محمد صلاح

بعد تصريحاته الأخيرة، حصل محمد صلاح على دعم غير مشروط من وسائل الإعلام المصرية، وكذلك زملائه في المنتخب المصري، بالإضافة إلى المدير الفني للفراعنة حسام حسن.

الجميع يحاول أن يساعد محمد صلاح على العودة، فالأسطورة يحتاج إلى هذا أكثر من أي وقتٍ مضى، والتتويج ببطولة كأس أمم إفريقيا هو الإنجاز الوحيد الذي لم يحققه “مو” مع الفراعنة.

محمد صلاح – ليفربول – منتخب مصر

قاد محمد صلاح منتخب مصر مرتين إلى كأس العالم، وكذلك أولمبياد لندن 2012 عندما كان مع المنتخب الأولمبي، بينما على مستوى تحقيق البطولات، فقد صعد إلى منصات التتويج، ولكن للحصول على الميدالية الفضية فقط مرتين، في 2017 عندما خسر النهائي ضد الكاميرون، وفي 2022 أمام السنغال.

في البطولة القادمة، سيكون أمام محمد صلاح الفرصة الأخيرة للتتويج، وربما الفرصة الأنسب، من أجل أن يعيد نفسه مرة أخرى إلى الواجهة.

جائزة أفضل لاعب في إفريقيا عندما تأتي في نفس العام مع “الكان” تتحكم فيها البطولة بشكل كبير، فنجد المرشحين من الذين تألقوا في كأس أمم إفريقيا.

وفي النهاية، يقف محمد صلاح اليوم أمام مفترق طرق حقيقي، ليس فقط على مستوى موسمه مع ليفربول، ولكن على مستوى إرثه الكروي كله.

فالبطولة التي طالما كانت عبئًا إضافيًا على اللاعبين المحترفين في أوروبا، أصبحت بالنسبة لصلاح المتنفس الوحيد في موسم معقد ومليء بالتقلبات.

صلاح يدخل “الكان” محمّلًا بالضغط، لكن أيضًا بإيمان جماهيري لا يتزعزع، وبدعم كامل من منتخب يبحث عن المجد، ومدرب يؤمن أنه يملك في غرفة الملابس لاعبًا قادرًا على حسم اللقب، وإن نجح في استغلال اللحظة، فقد يتحول هذا الموسم من الأسوأ في مسيرته إلى واحد من أكثر القصص الملهمة التي اعتاد فخر العرب على كتابتها في الملاعب الأوروبية.