نتنياهو يشكك في قدرة القوة الدولية على نزع سلاح “حماس”
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تشككه في قدرة القوة الدولية متعددة الجنسيات المزمع نشرها في قطاع غزة على تنفيذ المهمة الأهم في المرحلة المقبلة، وهي نزع السلاح من حركة “حماس”، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستتحقق “في نهاية المطاف”، سواء عبر المسار الدولي أو من خلال التدخل الإسرائيلي المباشر.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال اجتماع عقده مع سفراء إسرائيل في القدس، حيث أعلن أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة شارفت على الانتهاء، مؤكدًا أن المرحلة التالية ستكون أكثر حساسية وتعقيدًا. وفي هذا السياق، شكّك في قدرة ما تُسمى بـ”قوة الاستقرار الدولية” (International Stabilization Force) على تنفيذ المهمة المركزية المتمثلة في تجريد حركة حماس من سلاحها.
قوة دولية.. مهام محدودة وقدرات موضع شك
قال نتنياهو إن هناك “مهام يمكن للقوة الدولية تنفيذها، ومهام لا يمكنها القيام بها، وربما تكون المهمة الأساسية—أي نزع السلاح—من بين تلك التي قد تعجز عنها”. وأضاف أن إسرائيل رحبت من حيث المبدأ بوجود قوة دولية في غزة، لكنها تشكك في فاعليتها على الأرض.
وأشار إلى أنه “في المرحلة الثانية ننتقل إلى نزع السلاح وإزالة الطابع العسكري”، مؤكداً أن إسرائيل ترى في هذا الشرط الأساس الذي لا يمكن تجاوزه في أي ترتيبات مستقبلية للقطاع.
ورغم تحفظاته، كرر نتنياهو تعهده القاطع بأن “حماس ستنزع سلاحها”، مستخدمًا عبارته المتكررة: “يمكننا القيام بذلك بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة، ولكن في النهاية سيتم ذلك”.
الخطة الأميركية: نزع السلاح أولاً
تأتي هذه التصريحات في وقت يجري فيه تطبيق الخطة الأميركية المؤلفة من 20 بندًا، والتي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتشكل الأساس للمرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار. وتنص الخطة على:
نزع سلاح حركة حماس بشكل كامل
تكليف هيئة فلسطينية تكنوقراطية بإدارة شؤون قطاع غزة
انتشار قوة دولية متعددة الجنسيات للإشراف على الأرض
انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي بالتوازي مع تنفيذ البنود الأمنية
وتشدد إسرائيل على أن نزع سلاح حماس شرط لا يمكن القفز عليه قبل تنفيذ أي جزء من الخطة السياسية أو الإدارية.
مرحلة ثانية محفوفة بالتحديات
يشير محللون إلى أن المرحلة الثانية، التي تجمع بين ترتيبات الحكم وملف الأمن، قد تكون الأكثر تعقيدًا منذ بدء عملية وقف إطلاق النار، وذلك بسبب التباين بين الرؤية الأميركية—التي تراهن على القوة الدولية—وبين تحفظات إسرائيل التي ترى في تدخل طرف خارجي مخاطرة قد لا تحقق نتائج ملموسة.
وفي ظل غياب توافق دولي واضح حول تركيبة القوة المنتظرة وصلاحياتها، ومع إصرار إسرائيل على ضمان أمنها بنفسها، يبدو أن نزع سلاح حماس سيظل نقطة الخلاف الحاسمة في أي مسار سياسي أو أمني مقبل بشأن قطاع غزة.

تعليقات