بوتين يصدر “أخطر تهديد” لأوروبا قبل فشل محادثات السلام.. وواشنطن تميل لـ “إنهاء الملف” الأوكراني
في خطوة استراتيجية نادرة، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيرًا شديد اللهجة ومبطنًا لأوروبا، نافيًا وجود خطط روسية لحرب ضد القارة، لكنه أكد استعداد بلاده لخوضها إذا أرادتها أوروبا، ووصفها بأنها ستكون “سريعة” و “مختلفة” عن العملية الحالية في أوكرانيا. جاء هذا التصعيد الخطابي بالتزامن مع فشل مفاوضات سلام عقدت مؤخراً في موسكو مع مبعوثين أمريكيين.
بوتين يتحدث: هدوء استراتيجي وتهديد نووي مبطن
على غير عادته، ظهر الرئيس بوتين أمام الصحافيين بوجه منبسط وهادئ قبل اجتماعه بالمبعوثين الأمريكيين للرئيس دونالد ترامب. بيد أن هذا الهدوء المصطنع ترافق مع ما يوصف بأنه أخطر تهديد يوجهه رئيس دولة نووية لخصومه.
قال بوتين إن روسيا لا تخطط لحرب ضد أوروبا، لكنه شدد على أنها ستكون مستعدة إذا كانت أوروبا تريدها. وأوضح أن طبيعة أي حرب مع أوروبا ستكون:
سريعة ومختلفة: لن تكون عملية جراحية محدودة كالتي في أوكرانيا.
لا مجال للتفاوض بعدها: “ربما لن نجد حتى من نتفاوض معه”.
ويرى المحللون أن هدوء بوتين وثبات ملامحه يمثلان استراتيجية نفسية تهدف إلى تعزيز مصداقية التهديد، وإرباك قادة أوروبا، مع تلميح صريح باللجوء إلى الخيار النووي كقرار استراتيجي مدروس.
مفاوضات موسكو تفشل وعودة للمربع الأول
استغرقت المباحثات التي أجراها الرئيس الروسي في موسكو مع المبعوثين الشخصيين لترامب خمس ساعات، لكنها انتهت دون التوصل إلى اتفاق.
تشير التسريبات الأولية إلى أن موسكو رفضت التعديلات التي أدخلتها الأطراف الأوروبية على المسودة الأمريكية-الروسية الأصلية. هذا الرفض أدى إلى عودة المفاوضات إلى المربع الأول، مؤكدًا أن الهوة بين متطلبات الطرفين من اتفاق السلام “لا يمكن تجسيرها”.
كما لفتت التقارير إلى واقعة إلغاء لقاء كان مقررًا بين المبعوثين الأمريكيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بروكسل، ليتم إلغاؤه لاحقاً بالكامل، مما اضطر زيلينسكي للعودة إلى بلاده “بخفي حنين”.
وعلى الرغم من الدعم الأوروبي لأوكرانيا، تؤكد التحليلات أن الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة القادرة على تغيير ميزان الصراع. وتشير المعطيات الحالية إلى أن واشنطن “تميل بوضوح إلى ترجيح الكفة الروسية على حساب أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين”.
الهدف من هذا التوجه الأمريكي، حسب المصادر، هو الإسراع بإنهاء الحرب وإغلاق الملف الأوكراني إلى الأبد. وهذا يعزز القناعة الروسية بأن الدعم الأوروبي لن يغير من موقفها، خاصة مع فشل أوكرانيا وأوروبا في إقناع الرئيس ترامب باتخاذ موقف مساند لهم ضد موسكو.
ويظل التكهن بالاتجاه المحتمل للتطورات صعبًا، إلا أن المؤكد هو أن موسكو، بحسب وصف الأوكرانيين والغربيين، تسعى لـ “استسلام أوكراني وليس سلامًا”، وأن ما استولت عليه لن تتنازل عنه في المفاوضات.

تعليقات