دي بورجوس في قلب العاصفة.. رابطة الليجا تتحدى ريال مدريد بذكريات نهائي كأس الملك

دي بورجوس في قلب العاصفة.. رابطة الليجا تتحدى ريال مدريد بذكريات نهائي كأس الملك


الحكم ريكاردو دي بورجوس يجد نفسه هذه المرة في قلب المشهد الكروي الإسباني قبل صافرة البداية، بعدما تحولت مباراة ريال مدريد وجيرونا إلى واحدة من أكثر المباريات إثارة للجدل في الأسابيع الأخيرة.

تعيينه لإدارة قمة برشلونة وأتلتيكو مدريد يأتي في توقيت حساس للغاية، حيث لم يكد يجف صدى الانتقادات الحادة التي طالت قراراته في مونتيليفي، حتى وُضع مجددًا في مواجهة مباراة تتطلب أعلى درجات التركيز والحياد والقدرة على تحمل الضغط.

بمجرد إعلان رابطة الليجا عن تكليف ريكاردو دي بورجوس بإدارة لقاء برشلونة وأتلتيكو مدريد، بدأت أصوات الجماهير والصحافة في الحديث عن ضغط نفسي مضاعف سيواجهه الحكم، فالمباراة تأتي بعد 48 ساعة فقط من أحداث أثارت ضجة مدوية في الإعلام الإسباني، وسط اتهامات وانتقادات لاذعة من قناة ريال مدريد.

تعيين دي بورجوس حكمًا لمباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد

أعلنت رابطة الدوري الإسباني رسميًا عن تعيين الحكم ريكاردو دي بورجوس لإدارة مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد المقرر إقامتها مساء يوم الثلاثاء ضمن الجولة الخامسة عشرة من الليجا، المباراة تأتي في توقيت حساس، حيث يتصدر برشلونة جدول ترتيب الدوري بفارق نقطة عن ريال مدريد، بينما يحتل أتلتيكو مدريد المركز الرابع بفارق ثلاث نقاط عن المتصدر.

دي بورجوس ليس غريبًا على برشلونة، فقد أدار الفريق الكتالوني في 27 مباراة بالدوري الإسباني، حقق خلالها برشلونة 24 فوزًا، وتعادل مرة واحدة، وخسر مرتين فقط، الجدير بالذكر أن هذه المباراة ستكون الثالثة على التوالي التي يدير فيها دي بورجوس لقاءات برشلونة وأتلتيكو مدريد، بعد لقائي الدور الأول والثاني من الموسم الماضي، حيث فاز برشلونة في لقاء وخسر الآخر.

لامين يامال - ريكاردو دي بورجوس
لامين يامال – ريكاردو دي بورجوس – (المصدر Gettyimages)

تعيين دي بورجوس لم يأتِ من فراغ، فالحكم يمتلك خبرة واسعة في المباريات الكبرى، لكنه كذلك مرتبط بجدل تحكيمي سابق، خاصة مع ريال مدريد، ما يضيف بعدًا نفسيًا ومتابعة دقيقة من قبل الجماهير والإعلام على قراراته.

المباراة تعد اختبارًا جديدًا لدي بورجوس، ليس فقط للقرارات التحكيمية على أرض الملعب، ولكن أيضًا لإدارة الضغط النفسي الذي يرافق المباريات الكبرى بين الفرق المرشحة للفوز باللقب.

مباراة ريال مدريد وجيرونا.. قرارات تحكيمية مثيرة للجدل

شهدت قمة “مونتيليفي” بين ريال مدريد وجيرونا سلسلة من القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، التي ألهبت الأجواء وأثرت بشكل مباشر على مجريات المباراة ونتيجتها النهائية، البداية كان الاحتكاك الذي تعرض له مبابي داخل منطقة جزاء جيرونا.

في هجمة سريعة، طالب الفرنسي باحتساب خطأ بعد ارتطام واضح من أليكس مورينو الذي دفعه وعرقله باستخدام الركبة على ساقه اليسرى، المثير للجدل أن الواقعة وقعت على خط المنطقة، ما يعني أن أي احتساب للخطأ كان سيؤدي مباشرة إلى ركلة جزاء لريال مدريد، إلا أن الحكم لم يتخذ أي إجراء، وبعد استكمال الهجمة، وتحديدًا بعد قرابة 30 ثانية فقط، أحرز جيرونا هدفه الوحيد.

تمكن مبابي من تعديل النتيجة في الدقيقة 67 عبر ركلة جزاء انتزعها ببراعة فينيسيوس، إلا أن الدقيقة 79 كانت شاهدة على أكبر أزمة تحكيمية في اللقاء، حين طالب رودريجو بركلة جزاء بعد التحام مع المدافع جويل روكا داخل المنطقة، أسقطه أرضًا بشكل واضح، لكن الحكم دي بورجوس اكتفى باحتساب ركلة ركنية، فيما بقيت غرفة الـ VAR صامتة ولم تستدعِ الحكم للمراجعة.

عقب صافرة النهاية، شهدت أرض الملعب حالة من التوتر الشديد، حيث توجه العديد من لاعبي ريال مدريد نحو الحكم للاعتراض، من بينهم رودريجو وميليتاو وبيلينجهام، بينما اضطر كاريراس لإبعاد روديجر الذي كان له بالفعل تاريخ من الاحتكاكات مع دي بورجوس نفسه في نهائي كأس ملك إسبانيا الموسم الماضي.

قناة ريال مدريد تشن جومًا حادًا على دي بورجوس

امتد الجدل ليشمل قناة ريال مدريد الرسمية (RMTV) في هجوم مباشر على الحكم، مشيرة إلى سلسلة من القرارات المثيرة للجدل التي كلفت النادي الملكي نقاطًا ثمينة في الموسم الحالي.

ووصفت القناة دي بورجوس بأنه أحد الحكام الأكثر إثارة للجدل ضد ريال مدريد، مشيرة إلى حالات سابقة مثل مواجهة رايو فاييكانو، وإسبانيول، وأوساسونا، مؤكدة أن الحكام يعرقلون ريال مدريد، بينما المسؤولون يغيبون عن اتخاذ القرارات الحاسمة، ورئيس الاتحاد يبرر لهم كل الأخطاء.

“يتم إفساد الليجا، ريال مدريد مُخصوم منه أربع نقاط بسبب أبناء نيجريرا، دي بورجوس هو أحد الحكام الذين لديهم أخطاء فادحة ضد ريال مدريد.”

“هناك مخالفة لأن تقنية الفيديو لا تستدعي الحكم، حدث ذلك في فاييكاس وحدث في جيرونا، وقد حدث بالفعل العام الماضي عندما كان ريال مدريد متقدمًا بست نقاط على برشلونة؛ كانت هناك حادثة إسبانيول، وحادثة بامبلونا.. وتكررت هذا العام”.

“أولئك الذين عليهم اتخاذ القرارات غائبون، ورئيسهم يُبررها، ومن هو نائب رئيس الاتحاد؟ خافيير تيباس”.

وهكذا، خرج ريال مدريد بنقطة واحدة من مباراة كان بالإمكان أن تُقلبها القرارات التحكيمية رأسًا على عقب، وسط شعور واسع بالظلم وموجة من الانتقادات الموجهة ضد حكم الساحة وغرفة الفيديو على حد سواء.

دي بورجوس وريال مدريد.. جدل نهائي كأس الملك

كان ريكاردو دي بورجوس بينجويتشيا، الذي أدار نهائي كأس ملك إسبانيا الموسم الماضي، أحد الحكام الذين يتعرضون للهجوم على قناة ريال مدريد التلفزيونية هذا الموسم.

بثت وقتها قناة ريال مدريد مقطع فيديو أشار إلى نسب فوز برشلونة وريال مدريد عندما تولى الحكم الإسباني إدارة مبارياتهما، وحقيقة أنه لم يسبق له التحكيم في دوري أبطال أوروبا أو بطولات الفيفا، والأخطاء المفترضة التي ارتكبها الحكم البالغ من العمر 39 عامًا.

انهار  دي بورجوس بينغويتشيا في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة النهائية، وقال ببكاء:

“عندما يذهب ابنك إلى المدرسة ويجد أطفالًا يقولون له إن والده “لص” ويعود إلى المنزل باكيًا، فهذا أمرٌ مُربكٌ للغاية”.

“ما أفعله هو محاولة تثقيف ابني، ليقول له إن والده صادق، بل صادقٌ قبل كل شيء، ويمكنه ارتكاب الأخطاء، كأي رياضي”.

“ما نمر به، أيها الزملاء، ليس صحيحًا فحسب، بل على مستوى كرة القدم الاحترافية أيضًا”.

كما انتقد بابلو جونزاليس فويرتيس، الذي تولى مسؤولية ​​تقنية الفيديو المساعد (VAR) في النهائي، قناة ريال مدريد التلفزيونية، حيث قال حينها:

“لا شك في أننا سنضطر إلى اتخاذ إجراءات أكثر جدية مما نتخذه حاليًا، لن نسمح بما يحدث، ستسمعون منا قريبًا، سنصنع التاريخ، لأننا لن نستمر في تحمل ما نتحمله”.

كيف سيبدو المشهد النفسي للحكم دي بورجوس بعد 48 ساعة فقط من العاصفة؟

بعد يومين فقط من مباراة ريال مدريد وجيرونا التي أشعلت جدلًا تحكيميًا واسعًا، يدخل ريكاردو دي بورجوس إلى مهمة جديدة في مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد وهو محمّل بمزيج ثقيل من الضغوط، والانتباه الإعلامي.

متى موعد مباراة برشلونة ضد أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني 2025-26؟
جوليان ألفاريز – رافينيا – برشلونة – أتلتيكو مدريد (المصدر:Gettyimages)

كل ما حدث في مونتيليفي لن يبقى طيّ النسيان، لا عند الجماهير، ولا الإعلام، ولا حتى داخله شخصيًا. فالحكم الذي وجد نفسه محاصرًا باعتراضات لاعبي ريال مدريد في أرض الملعب، وهجوم شرس من قناة النادي الرسمية بعد اللقاء، يدرك جيدًا أن كل قرار سيتخذه في القمة المقبلة سيُقرأ تحت مجهر أكبر، وأن أي احتكاك أو لمسة يد أو سقوط في منطقة الجزاء لن تُعامل باعتبارها “لقطة عادية”، بل “امتدادًا لقصة بدأت منذ أيام”.

ولأن دي بورجوس سبق أن ظهر منهارًا في مقابلة صحفية بعد نهائي كأس الملك الموسم الماضي عندما تحدث عن بكاء ابنه في المدرسة، فمن الطبيعي أن يعود هذا المشهد ليطارده الآن.

سيدخل دي بورجوس المباراة وهو يشعر بأنه مراقَب، وربما محاصر، وربما أيضًا مصرّ على إثبات عكس ما تقوله وسائل الإعلام المدريدية، وهذا قد يجعله أكثر صرامة أو أكثر حذرًا، وكلا الخيارين قد يؤثران بشكل مباشر على مجريات مباراة بحجم برشلونة وأتلتيكو مدريد.