الكشف عن أزمة فليك الرئيسية في برشلونة
تتفاقم أزمة قلوب الدفاع في برشلونة بصورة غير مسبوقة هذا الموسم، وسط تراجع واضح في المستوى وتصاعد الأخطاء الفردية التي باتت تكلف الفريق نقاطًا ثمينة، وبرغم أن الفريق يعتمد على أسلوب هجومي مفتوح، فإن المشكلات الدفاعية أصبحت هي العنوان الأبرز للمباريات الأخيرة.
المعادلة ازدادت تعقيدًا مع تعثر أكثر من لاعب في مركز حساس، ما جعل وضع الفريق الدفاعي يتحول من مجرد تذبذب إلى أزمة هيكلية تمس استقرار المنظومة بالكامل.
وفي الوقت الذي يحاول فيه الألماني هانز فليك مدرب فريق برشلونة، إعادة التوازن للفريق، يجد نفسه أمام تراكم من المشكلات ما بين تراجع مستويات، وإصابات متكررة، ورحيل غير معوّض لأحد أهم قلوب الدفاع في السنوات الماضية.
رحيل إينيجو… خطأ إداري مكلف
تفجرت ملامح الأزمة بعد سلسلة أخطاء كارثية لـ رونالد أراوخو في المباريات الأوروبية أمام باريس سان جيرمان وإنتر وتشيلسي، إلى جانب ركلة الجزاء غير الضرورية أمام إشبيلية، كما تراجع مستوى باو كوبارسي، الذي ظهر في لقطة هدفي تشيلسي بستامفورد بريدج، سواء بكسر التسلل أو سهولة تجاوزه في مواجهة إستيفاو.

وتزامن ذلك مع إصابات أندرياس كريستنسن المتكررة والتي جعلته لاعبًا غير موثوق عليه، خاصة مع دخوله عامه الأخير في العقد. المفارقة أن إريك جارسيا هو الوحيد الذي يقدم مستوى ثابتًا، لكنه مضطر للتنقل بين مراكز الدفاع والوسط لسد الثغرات.
وأشارت صحيفة “آس” الإسبانية، أن الأرقام تكشف حكم الأزمة التي يعاني منها برشلونة في الدفاع، فقد تلقى الفريق 10 أهداف في 5 مباريات في دوري أبطال أوروبا، و15 هدفًا في 13 جولة بالدوري، ورغم محاولة الإدارة التقليل من أثر رحيل إينيغو مارتينيز، فإن الواقع أثبت أنه كان عنصرًا محوريًا في استقرار الخط الخلفي، وأن تركه يرحل بلا مقابل اعتمادًا على “اتفاق شرفي” كان خطأ إداريًا واضحًا.
ولم يكتف برشلونة بخسارة إينيجو، بل رفض تمديد عقده لمواجهة الإغراء المالي القادم من السعودية، ثم فشل في تعويض رحيله بمدافع بديل، كان المدافع الإسباني أكثر من مجرد قلب دفاع؛ فقد كان عنصرًا يرفع مستوى من حوله، وأبرز المتأثرين بغيابه هو باو كوبارسي الذي يعاني من تراجع ثقة واضح وصعوبة في اللعب بالجانب الأيسر.
كيف يعالج فليك الانهيار الدفاعي؟
يبقى السؤال الأهم: ما الخطوة القادمة لفليك من أجل إنقاذ خط الدفاع؟ هل يواصل الرهان على أراوخو وكوبارسي رغم تراجع مستواهما، أم يجري تغييرات جذرية في التشكيل؟ فليك جرب الدفع بجيرارد مارتين في مركز قلب الدفاع الأيسر أمام أتلتيك بيلباو، ونجح اللاعب في تقديم أداء جيد، لكنه يعد الخيار الوحيد المتاح كمدافع أيسر صريح، مما يجعل الاعتماد عليه تغييرًا يمس توازن غرف الملابس، ومع استقبال الفريق 25 هدفًا في 18 مباراة، يبدو أن برشلونة بات بحاجة إلى “هزة قوية” قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر.

تعليقات