انهيار دفاعي.. أرقام مقلقة لمشروع تشابي ألونسو مع ريال مدريد

انهيار دفاعي.. أرقام مقلقة لمشروع تشابي ألونسو مع ريال مدريد


يمر ريال مدريد بمرحلة دفاعية حرجة أظهرتها نتائج الفريق وأرقامه خلال المباريات الأخيرة، إذ لم يعد الأداء الصلب الذي بدا عليه مع بداية الموسم حاضرًا بنفس القوة، وتكشف الإحصائيات أن المنظومة التي يقودها تشابي ألونسو فقدت جزءًا كبيرًا من توازنها، خصوصًا في الضغط بعد فقدان الكرة.

تعثر الفريق أمام إلتشي خارج ملعبه زاد من وضوح هذا التراجع، بعدما بدا الدفاع أقل انضباطًا وأكثر عرضة للتهديدات، ورغم أن عدد الأهداف المُستقبَلة لا يعكس أزمة كارثية، إلا أن حجم الفرص التي يسمح بها الفريق بات يشكل مصدر قلق متزايد.

ويُجمع المتابعون على أن المشكلة لم تعد مرتبطة بنتيجة مباراة واحدة، بل أصبحت ظاهرة متكررة في الأسابيع الأخيرة، ما يجعل تحرك الجهاز الفني ضرورة ملحّة قبل أن يتفاقم الوضع في موسم مضغوط لا يمنح مساحة للخطأ.

تشابي ألونسو - فينيسيوس جونيور - فرانكو ماستانتونو - ريال مدريد - المصدر (Getty images)
تشابي ألونسو – فينيسيوس جونيور – فرانكو ماستانتونو – ريال مدريد – المصدر (Getty images)

أرقام تكشف هشاشة دفاعية غير مسبوقة

تعرض ريال مدريد لـ 45 تسديدة في آخر ثلاث مباريات فقط، بينها 17 محاولة على المرمى، في مؤشر واضح على انخفاض مستوى الحماية الدفاعية مقارنة ببداية الموسم، ففي حين كان الفريق يتلقى في المتوسط 9.7 تسديدة في اللقاء الواحد، ارتفع الرقم مؤخرًا إلى 15 تسديدة في كل مباراة، وهذا فارق كبير يسلط الضوء على حجم التراجع.

وفي اللقاء الماضي بدوري أبطال أوروبا على ملعب أنفليد، أنقذ كورتوا الفريق من خسارة ثقيلة بعدما تصدى لأغلب محاولات ليفربول، الذي سدد 17 كرة، أما أمام رايو فاييكانو فسمح الدفاع بـ 13 محاولة، ثم 15 تسديدة جديدة أمام إلتشي، هذه الأرقام تؤكد أن المرمى بات مكشوفًا بصورة غير معتادة.

الأمر لا يقتصر على عدد المحاولات فقط، بل يشمل أيضًا نسبة التسديدات الخطيرة، فقد تلقى الفريق 5.7 تسديدات على المرمى في آخر 3 مباريات مقارنة بـ 3.2 فقط في المباريات الـ14 السابقة، الفارق كبير بما يكفي ليكون ناقوس خطر حقيقي.

اضطراب تكتيكي وإصابات تعقد المشهد

واجهت جماهير ريال مدريد مفاجأة تكتيكية أمام إلتشي بعد أن بدا أن تشابي ألونسو اعتمد خطة دفاعية بخمسة لاعبين، لكن اتضح سريعًا أن الفريق عاد إلى نظامه المعتاد بخطة 4-2-3-1. وجود فران جارسيا كجناح أيسر وعودة أرنولد إلى مركزه الطبيعي كشفا أن التغيير لم يكن سوى قراءة خاطئة للتشكيل، بينما بقيت المشكلة الدفاعية بلا حل.

ومع هذا الارتباك التكتيكي، تتضاعف الأزمة بسبب سلسلة الإصابات التي ضربت الخط الخلفي، فقد تعرض ميليتاو لإصابة جديدة مع البرازيل، فيما لا يزال روديجر بعيدًا عن الجاهزية، وهويسن تحت المراقبة الطبية، وألابا يعاني من عدم الاستقرار العضلي، أما كارفخال فغائب لأسابيع، هذا النقص المتراكم يجعل الدفاع هشًّا بطبيعته مهما كانت التعديلات.

ورغم أن ريال مدريد اعتاد في السنوات الماضية على المرور بفترات تراجع دفاعي، إلا أن ما يحدث حاليًا يبدو أكثر عمقًا. الفريق يمنح خصومه فرصًا عديدة، ويضغط أقل، ويعتمد بشدة على تألق كورتوا لإنقاذه وهو وضع لا يمكن استمراره طويلًا.

تشابي ألونسو أمام مهمة عاجلة لإعادة بناء الصلابة الدفاعية التي ميزت بداية الموسم، نجاحه في استعادة الانضباط والضغط الجماعي سيحدد قدرة الفريق على المنافسة، وإلا سيستمر الخصوم في استغلال المساحات والثغرات، ما قد يكلّف ريال مدريد نقاطًا ثمينة في فترة مزدحمة بالمباريات.

متى موعد مباراة ريال مدريد المقبلة؟

ويلعب فريق ريال مدريد ضد أولمبياكوس، غدًا الأربعاء 26 نوفمبر، ضمن منافسات الجولة الخامسة من مرحلة الدوري من بطولة دوري أبطال أوروبا.