روتين هالاند الفريد من نوعه.. أسرار نجاح الرياضيين

روتين هالاند الفريد من نوعه.. أسرار نجاح الرياضيين


في عالم كرة القدم الحديثة، لم تعد الموهبة وحدها بطاقة عبور إلى القمة؛ هناك لاعبون تُصنع قوتهم خارج الملعب بقدر ما تتشكل داخله، وإيرلينج هالاند أحد أكثر الأمثلة سطوعًا على هذه الحقيقة.

مهاجم مانشستر سيتي، الذي بلغ عامه الخامس والعشرين، يكشف عن فلسفة يومية تتجاوز الأقدام السريعة والضربات القوية؛ إنها قصة انضباط ذهني وجسدي يُمارَس بهدوء، لكنه يصنع ضجيجًا على أرض الملعب.

النوم، التغذية، التعافي… الثالوث الذهبي لهالاند

هالاند يؤمن أن أدائه في الملعب ليس سوى انعكاس مباشر لِما يفعله خارجه، يقولها بصراحة: “لا أشعر دائمًا بالرغبة في القيام بكل هذه الأشياء… لكنني أعرف أن جسدي يحتاجها. لا أحد يُجبرني، لكنني أفعلها لأنني أعرف قيمتها”.

هذا الاعتراف البسيط يفضح سرًا كبيرًا: العبقرية الرياضية ليست لحظة، بل عادة.

يتعامل هالاند مع جسمه كأنه مشروع هندسي دقيق، لا مكان للمصادفات، النوم يأتي أولًا، ثم الطعام، ثم التعافي المستمر.

إيرلينج هالاند - فودين - خوسانوف - برناردو سيلفا- مانشستر سيتي - المصدر (Getty images)
إيرلينج هالاند – مانشستر سيتي – المصدر (Getty images)

وهو يدرك أن الموسمين الطويلين والانفجارات البدنية التي تتطلبها كرة القدم الإنجليزية لا ترحم أي لاعب يتراخى أو يُهمل تفاصيل يومه.

تمارين التمدد… 15 دقيقة تُغيّر موسم هالاند

قبل أي تدريب، وحتى قبل أي مباراة، يلتزم إيرلينج بجلسة قصيرة من تمارين التمدد والحركة، خمس عشرة دقيقة فقط، لكنها — كما يصفها — “خط الدفاع الأول” ضد الإصابات.

في بداية مسيرته اكتشف أن الكثير من اللاعبين يبدأون الموسم بقوة، ثم يختفون بسبب إصابات كان يمكن تفاديها، أمّا هو، فاختار الطريق الأصعب: القليل كل يوم، بدلًا من الكثير في وقت متأخر.

التوازن بداية الصاروخ.. ونقص الأكسجين سر التحمل

قد تبدو حركات بسيطة، لكنها تصنع الفارق… تمارين توازن الكاحل، الوقوف على ساق واحدة، استخدام كرة البوسو… كلها تفاصيل تُدرّب الدماغ والعضلات على العمل بتناغم.

هذه التمرينات الصغيرة هي التي تمنح هالاند تلك الانطلاقة الحادة، الدوران السريع، والقدرة على تغيير الاتجاه وكأنه ينزلق فوق عشب ناعم.

بعيدًا عن الأضواء، هناك غرفة صغيرة يعتمد عليها هالاند بشكل يومي: غرفة نقص الأكسجين، من خلالها، يركب الدراجة الثابتة في بيئة تُحاكي المرتفعات.

مستوى الأكسجين أقل، الضغط أعلى، والمجهود مضاعف، لكن العائد كبير: رئتان أقوى، نبض أكثر انتظامًا، وقدرة أعلى على الاستمرار دون أن يختنق الجسد من التعب.

يقول النرويجي: “هنا أُعاني أكثر. عندما أخرج إلى الملعب أشعر أنني أستطيع الركض أطول وأتعافى أسرع. وهذا مهم… فأنا أركض كثيرًا”.

سر نجاح هالاند الحقيقي.. لا يتوقف عن اللعب خارج الملعب

بين جلسات التعافي والمشي الخفيف وركوب الدراجة، يبقى هالاند نشيطًا طوال اليوم، هو يعرف أن الحفاظ على حركة الجسم — مهما كانت بسيطة — يطرد الكسل، ويُبقي العضلات في حالة يقظة مستمرة.

قد يبدو الأمر مجرد قائمة عادات، لكنه أعمق من ذلك بكثير، هالاند يُجسّد جملة واحدة: “الثبات هو أعظم موهبة”، فهو لم يُصبح أحد أكثر المهاجمين رعبًا في أوروبا لأنه الأقوى فقط، بل لأنه الأكثر التزامًا بما لا يراه الجمهور، تلك التفاصيل الصغيرة التي تُراكم يومًا بعد يوم، حتى تُصبح إنجازًا كبيرًا.