من هو خوان جامبر الرجل الذي زرع قلب برشلونة وانتحر بسببهم؟
قبل أن تتألق الفرق في ملاعب أوروبا، وقبل أن يصبح برشلونة أحد أعظم الأندية في العالم، كان هناك رجل واحد يحمل حلمًا كبيرًا في قلبه: خوان جامبر.
تخيل رجلًا شابًا يصل إلى مدينة جديدة، ينجذب إليها بكل جوارحه، ثم يحول شغفه بكرة القدم إلى مؤسسة رياضية ستظل خالدة عبر الزمن.
رحلة السويسري إلى قلب كتالونيا
اسمه الحقيقي هانز جامبر، سويسري مولع بمختلف الرياضات؛ من كرة القدم إلى التنس والجولف والركض وركوب الدراجات.
في عام 1899، أثناء توجهه إلى إفريقيا لأغراض العمل، قرر زيارة أقاربه في إقليم كتالونيا شمال شرقي إسبانيا، وهناك وقع في حب مدينة برشلونة، فاختار البقاء واعتاد الناس على مناداته باسم “خوان”.
في 22 أكتوبر من نفس العام، نشر جامبر إعلانًا في صحيفة محلية، يعبر فيه عن رغبته في تأسيس نادي لكرة القدم.

(المصدر:Gettyimages)
بعد شهر واحد فقط، وُلد نادي برشلونة على يد مجموعة من الرياضيين السويسريين والبريطانيين والإسبان، واعتمد اللونان الأزرق والأحمر لقمصان الفريق، تيمناً بنادي بازل السويسري الذي نشأ فيه جامبر.
من لاعب إلى رئيس مؤسس لنادي برشلونة
رغم أنه المؤسس الحقيقي للبارسا، لم يكن خوان جامبر الرئيس الأول للنادي، إذ كان في الثانية والعشرين من عمره ويركز على اللعب.
استمر مع الفريق بين 1899 و1903 كلاعب، قبل أن يتولى الرئاسة في 1908، في وقت كان فيه النادي على شفا الانهيار بعد اعتزال عدد من أفضل لاعبيه، ما أثر على مستواه المالي والرياضي.
أولى أولوياته كانت تأسيس ملعب ثابت للفريق، فتم افتتاح “كامب دي لا إندوستريا” الذي استوعب 6 آلاف متفرج بتمويل من شركات محلية.
Today 148 years ago Joan Gamper was born. Thanks to our founder for laying the foundations for the best club in the world, our beloved Barça! 💙❤️ pic.twitter.com/TMwGRPN5T1
— FC Barcelona (@FCBarcelona) November 22, 2025
وفي 1922، انتقل الفريق إلى ملعب أكبر “ليس كورتس” الذي استوعب 20 ألف متفرج، ما ساهم في تعزيز مكانة النادي على الصعيدين الرياضي والمالي.
تولى جامبر رئاسة برشلونة في خمس فترات منفصلة، مدعّمًا الفريق بعدد من النجوم المميزين، محققًا عدة ألقاب محلية وإقليمية، بما في ذلك أربع مرات الفوز بكأس ملك إسبانيا.
نهاية مأساوية لأبرز رموز برشلونة
كان الرجل الذي زرع قلب برشلونة بدمه وعاطفته، وبنى أسس نادي أصبح فيما بعد وبالتأكيد سيظل، رمزًا عالميًا لكرة القدم، لكن حياة خوان جامبر انتهت بطريقة مأساوية في عام 1930، عندما قرر الانتحار عن عمر يناهز 52 عامًا.
فقد جزءًا كبيرًا من ثروته نتيجة انهيار بورصة وول ستريت في 1929، وعانى أيضًا من تدخلات سياسية في شؤون النادي وخلافات مع السلطات الإسبانية بسبب انتقادات جمهور برشلونة للعائلة المالكة.
اليوم، يخلد البارسا مؤسس النادي ليس فقط عبر بطولة كأس خوان جامبر التي تُقام قبل كل موسم، بل أيضًا عبر تسمية المدينة الرياضية باسم جامبر، التي افتتحت في 2006، لتظل ذكراه حية بين جدران النادي الذي أحبه حتى النهاية.

تعليقات