مخاوف من الأوبئة.. “كارثة بيئية” تهدد أهالي قرية كرم عمران بقنا

مخاوف من الأوبئة.. “كارثة بيئية” تهدد أهالي قرية كرم عمران بقنا


استغاث أهالي قرية كرم عمران بمحافظة قنا، كاشفون فيها عن مأساة يومية يعيشونها بسبب مصنع الشريف لإعادة تدوير مخلفات مجازر الدواجن لإنتاج الأعلاف، الذي تحول – بحسب وصفهم – إلى “قنبلة موقوتة” تنفجر في صدور البسطاء كل يوم.

تحدث مصطفى داوود، عمدة قرية كوم عمران، إن مأساة القرية بدأت في مارس الماضي مع انتشار روائح كريهة أ، لم نكن نعرف مصدرها، لنكتشف ان هناك مصنع اعلاف يعتمد على جيف الحيوانات النافقة و بقايا مجازر الدواجن لتصنيع العلف.

و تابع ” داوود” إن بداية من صاحب الارض المباعة لصاحب المصنع، التي تقع على حدود القرية مع قرية الاشراف في حوار تارة وشكاوى دون جدوي، كما ان الجهات المعنية لا تحرك ساكناً اتجاه معاناة اهالي القرية.

يقول أحمد السيد، موظف، أن الروائح الكريهة المنبعثة من غلي مخلفات المجازر لا تتوقف، بل تمتد لأكثر من 5 كيلومترات، لتخنق الأنفاس وتجعل الحياة غير محتملة، حتى باتت البيوت والطرقات وكأنها محاصرة بسحابة من العفن الدائم، مضيفاً ان اطفال القرية مهددون بالإصابة بالأوبئة والامراض بسبب استنشاق تلك الروائح الكريهة.

ويكشف محمد نصر الذين ، اخد الاهالي إن المخالفات لم تتوقف عند هذا الحد، فالمصنع أقيم على أرض زراعية ملاصقة للكتلة السكنية، بلا تراخيص بيئية أو اشتراطات صحية، بل سبق أن صدر قرار رسمي بإيقاف نشاطه، ومع ذلك ما زال يعمل في تحدٍ للقانون، بل ويمارس نشاطه ليلًا بعيدًا عن أعين الرقابة، و الأخطر أن صاحب المصنع بدأ في جمع الحيوانات النافقة وخلطها بمخلفات الطيور لإعادة فرمها، وهو ما وصفوه بـ”الكارثة الكبرى” التي تهدد حياة الآلاف، في وقت تبذل فيه الدولة جهودًا جبارة لتحقيق مبادرة “حياة كريمة” وتحسين معيشة المواطنين.

ويشير سيد دردير، مدير مدرسة، إلى آن المصنع يمثل لهم اكثر المشاكل في حياتهم اليومية، حيث إن رائحة بقايا الحيوانات لا تترك احد ينام اثناء تشغيله، والذي ببدء من بداية الليل حتى نهايته ، بمعدل 4 ايام اسبوعياً، ورغم استخدام جميع الاساليب الودية لإقناع صاحب المصنع لإنهاء مأساة اهالي القرية، فلم تحقق اي نتائج .

وفي ختام استغاثتهم وجه الأهالي نداءً عاجلًا الدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، بسرعة التدخل ونقل المصنع بعيدًا عن الكتلة السكنية، متسائلين: هل يستطيع أي مسؤول أن يقترب لمسافة 500 متر فقط من المصنع أثناء تشغيله، ويفتح نافذة سيارته، دون أن يذوق شيئًا من معاناتهم اليومية؟