يحيى نادر.. باجيو الإمارات في ليلة القدر القاسية ضد العراق

يحيى نادر.. باجيو الإمارات في ليلة القدر القاسية ضد العراق


عاش يحيى نادر لاعب وسط نادي العين ومنتخب الإمارات ليلة هي الأسوأ في مسيرته الكروية ضد العراق، على الرغم من تقديم اللاعب لمباراة كبيرة، وركضه من الثانية الأولى حتى صافرة النهاية بقلب لم يتوقف عن النبض بحب الساحرة المستديرة.

ظهر يحيى نادر كما لو أنه يقود قارب الأحلام إلى شاطئ مونديال 2026، كان لاعب وسط منتخب الإمارات قلب المباراة، وصانع الفرح، حيث صنع الهدف الأول للأبيض الإماراتي الذي أشعل المدرجات وأعاد الأمل إلى الجماهير في حلم التأهل إلى بطولة كأس العالم بعد غياب طويل.

الإمارات لم تعرف طريق المونديال منذ 35 عامًا، الحضور الأخير لأبناء زايد كان في مونديال 1990 في جيل ضم كوكبة من النجوم عدنان الطلياني وخالد إسماعيل وعلي ثاني.

يحيى نادر يعيش ماسأة باجيو

حتى الدقيقة 66 من عمر اللقاء، كان الجميع يتغنى بما يقدمه يحيى نادر في مباراة الإمارات ضد العراق، كأن النجوم يضيئون، وكأن المستقبل يبدو واعدًا، كما لو أن الإمارات على بعد خطوة واحدة من تحقيق الحلم الكبير بعد المجهود الكبير ليحيى وصناعته للهدف الأول لزميله كايو لوكاس بطريقة رائعة.

لكن كرة القدم، بطبيعتها، درامية وقاسية، لا تعرف الرحمة، ولا تراعي حتى من يقدم كل شيء في الملعب، هدف عكسي من يحيى في الدقيقة 66 أعاد العراق إلى اللقاء، ثم ركلة جزاء في اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء أنهت حلم المنتخب الإماراتي بالوصول إلى كأس العالم، لترسم لوحة مأساوية في تاريخ اللاعب المخضرم.

وهكذا، وضع القدر يحيى نادر على لائحة اللاعبين الذين عاشوا لحظات مظلمة رغم عطائهم الكبير، لحظات قد تنسى للآخرين لكنها محفورة في ذاكرة اللاعب مدى الحياة.

نجوم كبار عاشوا كابوس كرة القدم

هذه القصص ليست جديدة في عالم كرة القدم، بل هي جزء من المأساة التي تصنع الأساطير، تذكروا باجيو، الأسطورة الإيطالية، الذي قاد إيطاليا إلى نهائي كأس العالم 1994 في لوس أنجلوس، كان نجم البطولة، قائد فريقه، كل الأضواء مسلطة عليه، لكنه أضاع ركلة جزاء قاتلة أمام البرازيل، لتصبح هذه اللحظة هي ما يُذكره العالم به، رغم كل الإنجازات.

الجماهير لم تنسَ هذه اللحظة، وما كتب على جدران الفاتيكان ربما كان ترجمة للغضب والحزن الذي شعر به الإيطاليون، رغم أن باجيو قدم أفضل ما لديه طوال البطولة.

روبرتو باجيو - إيطاليا
روبرتو باجيو – إيطاليا – المصدر: Gettyimages

وما زلنا نذكر وومي، لاعب الكاميرون، الذي أهدر ركلة جزاء حاسمة ضد مصر في تصفيات كأس العالم 2006، كرة كانت كفيلة بتأهل الأسود للمونديال، بعد تلك اللحظة، أصبح هدفًا للانتقادات والسباب، وتم استبعاده من المنتخب لسنوات طويلة، تاركًا أثرًا نفسيًا عميقًا، رغم أن قدره لم يكن ليخدمه في تلك اللحظة.

ولا يمكن أن نغفل عن مواسير باربوزا، حارس البرازيل في مونديال 1950، الذي استقبل هدفًا من أوروجواي في الدقيقة 79، ليضيع على البرازيل لقب كأس العالم في مباراة كان يكفي السامبا فيها التعادل للتتويج، لتصبح تلك المباراة عقدة في حياة الحارس، محملة باللوم والانتقادات التي لم تتوقف، من جمهور حلم باللقب الذي لم يكن نصيب فريقه.

يحيى نادر اليوم، في سن مبكرة، أصبح جزءًا من هذه القصص، لم يفتقر للإبداع أو العطاء، بل كانت كرة القدم قاسية، وكأنها أرادت أن تختبر صبره، إرادته، وقوته النفسية، مشوار الأبيض نحو التأهل إلى مونديال 2026 انتهى، لكن ذكراه ستبقى حية في قلوب الجماهير التي عاشت معه لحظات السعادة قبل أن تأتي النهاية المفاجئة.

هذه هي كرة القدم، دراما حقيقية، أمجاد مؤقتة، وقرارات لا يعلمها إلا القدر، يحيى نادر قد يكون وقع في خطأ مأساوي، لكنه كتب اسمه في سجل اللاعبين الذين تحملوا صدمة لا تُنسى، تمامًا كما فعل باجيو، وومي، ومواسير باربوزا في عالم الكرة، لا يقاس اللاعب بالهزائم أو الأخطاء فقط، بل بما يقدمه، بما يصنعه، وبالطريقة التي ينهض بها بعد السقوط.

يحيى نادر أثبت بالفعل أن قلبه الأبيض لا يعرف الهزيمة، وأن موهبته وروحه القتالية ستظل محفورة في ذاكرة كل من شهدوا تألقه، حتى لو اختار القدر أن يكون يومه أمام العراق مظلمًا.