المؤامرة التي منعت ليونيل ميسي من اللعب لإسبانيا.. بيكرمان يكشف الحقيقة
في عالم كرة القدم، قد تكون قرارات اللحظات الأخيرة هي التي ترسم المستقبل وتغير مجرى التاريخ بأكمله. تخيل أن مسيرة الأسطورة ليونيل ميسي، الفائز بكأس العالم 2022، كانت على وشك أن تتخذ مسارًا مختلفًا تمامًا!
هذا ليس مجرد تخمين، بل كشف صريح أدلى به المهندس الحقيقي وراء تأمين “البرغوث” لمنتخب بلاده، المدرب الأرجنتيني المخضرم خوسيه بيكرمان.
القصة تعود إلى بداية الألفية، حيث كان ليونيل ميسي يشتعل موهبة في أكاديمية برشلونة، وكانت إسبانيا تراقب الموقف عن كثب. وكانت أوراق اللاعب جاهزة بالفعل لانضمامه إلى “اللاروخا” في بطولة كبرى، تحديداً مونديال الشباب تحت 20 عاماً. كان على الأرجنتين أن تتحرك بسرعة البرق، وبحركة “دهاء” حقيقية، تمكن بيكرمان من قطع الطريق على حلم إسبانيا.

بيكرمان، صاحب الإنجازات الكبيرة مع منتخبات الشباب الأرجنتينية، كشف عن تفاصيل “العملية السرية” التي نفذها لضمان مستقبل ليونيل ميسي مع “الألبيسيليستي”. كانت مهمة مستحيلة تتطلب السرعة والإقناع، لكن الإيمان بموهبة الفتى كان هو الدافع الأقوى لـ”بيكرمان” لإنهاء هذه المعضلة التي كانت تهدد بضياع الجوهرة الأغلى من الخزانة الأرجنتينية.
إسبانيا كانت قاب قوسين أو أدنى من الحصول على ميسي!
“في إسبانيا، كانت لدينا سوابق حول ميسي من خلال مشاركته في بطولة تحت 17 عامًا”، هكذا بدأ بيكرمان حديثه، مؤكداً أن الجهاز الفني الإسباني كان مغرماً بموهبته وكانوا على وشك تسجيله للمشاركة في مونديال الشباب. النجم الأرجنتيني الشاب كان مؤهلاً قانونيًا للعب لإسبانيا، والموعد الأهم – وهو مونديال تحت 20 عامًا – كان على وشك الحدوث.
الخطر كان وشيكًا، فبمجرد لعب ميسي مباراة رسمية واحدة مع منتخب إسبانيا للشباب، كان ذلك سيغلق الباب بشكل نهائي أمام انضمامه للأرجنتين، وفقًا لقوانين الفيفا آنذاك. “الأوراق كانت جاهزة ليذهب ميسي للمونديال تحت 20 عامًا مع إسبانيا. لذا، كان علينا الإسراع”، يقول بيكرمان، مشدداً على أن عامل الوقت كان هو العدو الأول.
هنا، تدخل بيكرمان حيث أدرك أن الحل الوحيد لـ”تحصين” ميسي هو أن يلعب مباراة ودية رسمية مع الأرجنتين، يتم توثيقها وإرسالها إلى الفيفا فوراً.
“الودية الحاسمة”.. اللمسة الأخيرة التي غيرت تاريخ ليونيل ميسي
كانت خطة بيكرمان بسيطة لكنها حاسمة: “لم يكن عليه سوى لعب مباراة ودية، توقيع القائمة وإرسالها إلى الفيفا. وبعد ذلك، إسبانيا لن تستطيع ضمه أبداً”. تواصل بيكرمان مع المدرب توكالي، وأصر على أهمية استدعاء “ميسي” الذي رآه “لاعب المستقبل” و “نعمة كرة القدم الأرجنتينية الجديدة”، رغم أن توكالي كان قد أعد فريقه بالفعل لبطولة أمريكا الجنوبية.
في 29 يونيو 2004، تم تنفيذ العملية بنجاح! نظم بيكرمان مباراة ودية لمنتخب الشباب، واختار ملعب “أرجنتينوس جونيورز” بالذات – الملعب الذي شهد انطلاقة الأسطورة دييجو مارادونا – ليحتضن الحدث التاريخي. لعب ميسي بقميص “الألبيسيليستي” في تلك الودية، وفازت الأرجنتين على باراجواي بنتيجة 8-0.
هذه المباراة لم تكن مجرد فوز في لقاء ودي، بل كانت هي “التوقيع النهائي” الذي أغلق ملف إسبانيا للأبد. كانت تلك اللحظة هي التي رسمت طريق ميسي ليصبح أيقونة الأرجنتين، ويقودها لاحقًا للفوز بكأس العالم 2022، محققاً حلماً طال انتظاره لـ 196 مشاركة دولية سجل خلالها 115 هدفًا. التاريخ كما نعرفه اليوم كُتب بفضل “شجاعة” بيكرمان في اتخاذ هذا القرار المصيري!

تعليقات