كل باب في قنا يحكي قصة.. بين الفن والتراث
منازل قديمه
منازل قدبمه
منازل قدبمه
منازل قدبمه
منازل قديمه
منازل قديمه
منازل قديمه
مجرد إن تلقي النظر على منازل قنا القديمة النجوع يشعرك إن هناك قصة تختبئ في جدرانه و أسرار الزمن القديم، لا يرويها ساكنوه بل تنطق بها الأبواب والنوافذ والطوابق التي ما زالت تصمد في وجه التغيير العمراني.
تترجل في حواري ونجوع قنا، وتشاهد البوابات الخشبية بأشكالها المختلفة، تشعر وكأنك تعبر حاجز الزمن، فكل نقش و باب يحكي قصة العراقة والإصالة وجمال الهندسة المعمارية، ومرح الطفولة، وصرخة الحنين إلى الماضي، الهواء في الأزقة القديمة يحمل رائحة الخشب العتيق، والحوائط تشهد على أيام كانت الحياة فيها أبطأ، وأبسط، وأقرب إلى القلب، هنا، كل زاوية و حارة، لها سرّها الخاص، وكل بوابة هي شهادة على براعة من صنعها وحكمة من سكن خلفها، فبوابات المنازل الخشبية في المدينة ليست مجرد مداخل، بل هي قطع فنية تحمل بين نقوشها تاريخ المدينة وروح عائلاتها.
تجولت عدسة ‘ آهل مصر’ في شوارع الوقف لتوثيق هذه البوابات القديمة والاستماع إلى حكايات الأهالي عنها.
يقول جمال أبو الوفا، أحد سكان المدينة، إن البوابات الخشبية لا تزال شاهدة على معالم الزمن الجميل وذكريات الأجيال السابقة، مؤكدًا أن محاولات البناء الحديث لتقليدها تفتقر للجمال والروح، ولن تصمد كما صمدت البوابات الأصيلة التي رفض الكثيرون تغييرها على مر السنين.
ويشير محمد إسماعيل، معلم، إلى أن الأجداد كانوا يصنعون البوابات بطريقة ‘عاشق ومعشوق’، يصعب فكها حتى بعد عقود من الزمن، مضيفاً أن هؤلاء الصانعين كانوا فنانين بارعين في النقش على الخشب، وتركوا بصمتهم على الكثير من بوابات الحارات في قرى ونجوع قنا ، والتي كانت تهتم بكيف لا الكم كما يفعل نجارين هذا العصر، لتظل شاهدة على براعتهم رغم بساطة أدواتهم.
و يلفت طه محمود حجاجي، عامل، إلى أن البوابات القديمة امتازت بالبساطة والمتانة، فضلاً عن الزخارف الإسلامية والتراثية التي تعكس الوحدة وصلة الرحم. فلكل عائلة حارة داخلية تضم عدة منازل، توجد على رأسها بوابة خشبية شامخة لا يستطيع أحد التخلي عنها، لأنها تعبر عن مدلول ثقافي وتاريخي لتلك العائلة.
ويؤكد محمد عبد الله عبد الكريم، موظف بالالمونيوم، أن بوابات الحارات كانت أحد معالم قنا القديمة، ولا زالت تشهد بجمال وبساطة الحياة القديمة وتلاحم العائلة الواحدة، مضيفًا أن هذه البوابات كانت تقوم بدور الحراسة الليلية لمنزل كل أسرة.

تعليقات