بريطانيا تُعلن عن تصميم الطائرة المقاتلة من الجيل السادس GCAP، التي تم تطويرها في لندن على مدى 40 عاماً.

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


كشفت وزارة الدفاع البريطانية وشركاؤها الصناعيون عن التصميم الأولي لمقاتلة الجيل القادم “Combat Air Flying Demonstrator”، في خطوة بارزة تمثل أول طائرة قتالية مأهولة تفوق سرعة الصوت تطورها بريطانيا منذ أكثر من أربعة عقود.

ويأتي هذا الإعلان ضمن برنامج طموح لاختبار تقنيات الجيل السادس، استعدادًا لأول رحلة تجريبية للطائرة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.

بريطانيا تكشف عن تصميم مقاتلة الجيل السادس

ويتولى قيادة المشروع في بريطانيا عملاق الصناعات الدفاعية “BAE Systems”، بالتعاون مع “رولز رويس”، و”MBDA UK”، ووزارة الدفاع البريطانية، حيث تم بالفعل الانتهاء من تصنيع ثلثي الوزن الهيكلي للطائرة.

وتُصنّع الهياكل الأساسية، والأجنحة، وزعانف الذيل حاليًا باستخدام تقنيات رقمية متقدمة وروبوتات تصنيع دقيقة في منشآت BAE بمقاطعة لانكشاير.

اختبار تقنيات التخفي والتحكم المتطور

يهدف النموذج التجريبي لاختبار مجموعة واسعة من التقنيات المستقبلية، تشمل خواص التخفّي المتقدمة وأنظمة التحكم في الطيران من الجيل التالي.

ويُنتظر أن يسهم المشروع في تطوير منظومة رقمية وصناعية متكاملة تُعزز الجاهزية التقنية والكوادر البشرية لتنفيذ برنامج مقاتلة الجيل السادس.

وقال توني جودبولد، مدير تسليم أنظمة القتال الجوي المستقبلية في  BAE: هذا المشروع الطموح سيقدم أول طائرة قتالية مأهولة في بريطانيا منذ أربعة عقود، كما نبني من خلاله الأسس التقنية والرقمية الضرورية لجاهزية الجيل القادم من الطائرات القتالية”.

مساهمة حيوية في برنامج GCAP

ويُعد النموذج البريطاني جزءًا أساسيًا من مساهمة لندن في برنامج القدرات الجوية القتالية العالمية (GCAP)، والذي تشارك فيه أيضًا كل من اليابان وإيطاليا، ويستهدف تطوير مقاتلة من الجيل السادس بحلول منتصف ثلاثينيات هذا القرن.

وتؤكد وزارة الدفاع البريطانية أن هذا النموذج ضروري لتقليل المخاطر التقنية في مراحل تطوير الطائرة النهائية، وضمان استمرار ريادة بريطانيا في مجال الطيران العسكري المتقدم.

من جانبه، قال ريتشارد بيرثون، مدير برنامج القتال الجوي المستقبلي في وزارة الدفاع: “يسرنا أن نكشف اليوم عن هذا التحديث المهم، حيث يمكن للجمهور لأول مرة مشاهدة الشكل الذي ستبدو عليه هذه الطائرة الرائدة عندما تبدأ رحلاتها التجريبية”.

تقنيات رقمية لتقليل التكلفة والمدة

يعتمد المشروع على مجموعة من التقنيات الحديثة لتقليص التكاليف وتسريع وتيرة التطوير، من بينها النمذجة الهندسية الرقمية، والتوائم الرقمية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات التعاونية (كوبوتكس)، والمحاكاة الغامرة.

وقد نفذ طيارون من BAE و”رولز رويس” وسلاح الجو الملكي أكثر من 300 ساعة طيران على جهاز محاكاة عالي الدقة، بهدف اختبار الأداء وأنظمة التحكم، والحصول على بيانات مبكرة قبل الإقلاع الأول للطائرة.

وترى شركة BAE أن هذا النهج يضمن لبريطانيا الحفاظ على سيادتها الصناعية وقدرتها الذاتية على تصميم وصناعة وصيانة الطائرات القتالية المتقدمة.

منظومة صناعية واسعة النطاق

منذ انطلاق المشروع في 2018، انضم أكثر من 1000 متدرب وخريج شاب إلى شراكة “Team Tempest”، التي تضم أكثر من 600 مورد من جميع أنحاء المملكة المتحدة، بينهم 91 شركة صغيرة ومتوسطة و26 مؤسسة أكاديمية.

ويشارك حاليًا أكثر من 100 جهة في تطوير النموذج الطائر، مع تمركز كبير للأنشطة في شمال غرب إنجلترا.

ويمثل هذا النموذج التجريبي أول طائرة قتالية مأهولة تفوق سرعة الصوت تطورها بريطانيا منذ مشروع الطائرة التجريبية “EAP” التي حلّقت لأول مرة عام 1986، ومهدت الطريق لمقاتلة “يوروفايتر تايفون” لاحقًا.

اقرأ أيضاً.. شاركت في غزو العراق وأفغانستان.. أمريكا تتخلى عن قاذفة B-1B بعد 40 عامًا من الخدمة



‫0 تعليق

اترك تعليقاً