صوت قرآني صاعد أبهر لجنة التحكيم في مسابقة “دولة التلاوة”.. القارئ الشرقاوي خالد عطية صديق: كلمات وزير الأوقاف وسام وفخر
“نرى فيك شمسًا تُشرق في سماء التلاوة”.. بهذه الكلمات وصف الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، القارئ الشاب خالد عطية صديق ابن مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، بعدما أبهر لجنة التحكيم والمستمعين بصوته العذب الذي لامس القلوب خلال مشاركته في مسابقة دولة التلاوة للقرآن الكريم، فكانت شهادته بمثابة وساما وفخرا له.
خالد، الشاب العشريني الذي نشأ في أسرة قرآنية، قال إن والده هو أول من اكتشف جمال نبرته المميزة التي تخطف القلوب قبل الآذان، وهو الداعم الأول لمسيرته منذ بداياته في حفظ القرآن وتلاوته بالتجويد.
وفي حديث سابق ل”أهل مصر” قال القارئ خالد عطية أن المستمعون لقبوه بـ “الكروان”، بعد أن استطاع أن يصل إلى قلوبهم من اللحظة الأولى، فعندما يصدح بصوته، يخيم الصمت احترامًا وتقديرًا وتدبرًا لهذا الصوت الخارج من بيت لا ينتمي للأزهر، لكنه تشبع بحب القرآن الكريم الذي غرسه والداه فيه: حفظًا، وتلاوة، وفهمًا لمعانيه ومقاصده، وبركة هذا الطريق كانت واضحة؛ إذ استطاع الشيخ خالد عطية صديق أن يحصد المركز الأول في مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم فئة “الصوت الحسن”.
منذ نعومة أظافره حرص والده على تحصينه بالقرآن، فأحضر له شيخًا في المنزل وهو ابن 3 سنوات، خوفًا عليه من لهو الشارع، وللاستفادة من وقته في شيء نافع ومع مرور السنوات، بدأت موهبته تتجلى، خاصة حين شارك في الإذاعة المدرسية، هناك أدرك والده أن هذا الصوت يحمل شيئًا مختلفًا، فحرص على تنميته وتدريبه وتشجيعه.
حلم خالد كان واضحًا منذ الطفولة، أن يصبح قارئًا بالإذاعة والتلفزيون، بدأ حفظ القرآن على يد الشيخ صالح عيد وهو ابن 6 سنوات، وأتمه في سن الخامسة عشرة، وسط دعم أسرته وتشجيعها له ليتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار بحسب الشيخ خالد عطية خلال حديثه ل”أهل مصر”.
تأثر خالد بأصوات كبار القراء أمثال الشيوخ “محمد صديق المنشاوي، مصطفى إسماعيل، ومحمد عمران”، فحاول تقليدهم صغيرًا، قبل أن يصنع لنفسه هوية صوتية تميزه عن غيره، وعندما بلغ التاسعة، بدأ تدريب صوته على الابتهالات الدينية، وانتشرت له تسجيلات عدة، لفت أحدها نظر القائمين على برنامج “ذا فويس” الذين دعوه للمشاركة، لكنه رفض تمامًا بحسب القارئ خالد عطية صديق خلال حديثه لـ’أهل مصر”.
ساعده والده على الجلوس على التخت في المآتم والمناسبات ليستمد الثقة ويعتاد مواجهة الجمهور، حتى شارك في مناسبات كبرى أمام مشايخ كبار مثل الشيخ محمود الخشت، الشيخ محمد يحيى الشرقاوي، الدكتور عبد الفتاح الطاروطي، والشيخ أبو الوفا الصعيدي.
ويروي عطية صديق والده موقفًا لا ينساه مع الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي عندما سمح الشيخ لخالد بالصعود إلى التخت ومشاركته التلاوة لمدة عشرين دقيقة، وحين حاول الأب اصطحاب ابنه حتى لا يحرج الشيخ، استوقفه الأخير قائلاً: “سيبه أنا مستمتع”، ثم همس في أذنه “خامة صوته ممتازة .. هتاكل خيرها”. حافظ عليه، وما تجهدش حنجرته في السن ده، عشان ما تتأثرش بعدين، وادعمه بكل قوة هيبقي القارئ الأول في مصر”.
قبل ثلاث سنوات، حين أنهى خالد دراسته بمعهد الطاروطي، علم بمسابقة بورسعيد الدولية، فقرر المشاركة ووضعها هدفًا أمامه، بدأ يتدرب على المقامات على يد الشيخ طه عبد الوهاب بمعهد طنطا، حتى أعلنت اللجنة المنظمة فتح باب التقديم، تقدم دون أن يخبر أسرته، وأرسل مقطعًا صوتيًا، ليفاجئ أهله لاحقًا بخبر قبوله، اختلطت دموع الفرحة بدعوات التوفيق، حتى حقق المركز الأول محليًا، والثاني دوليًا، من بين أكثر من 400 متسابق، ولم يفز إلا أربعة فقط.
ووصفته والدته بأنه “قرآن يمشي على الأرض”، قائلة:
“ابني شاب نشأ في طاعة الله، متواضع ومجتهد”.
سجدت لله شكرًا عندما علمت بمشاركته، وكانت تتوقع فوزه لثقتها بعذوبة صوته وأثناء مشاهدتها للمسابقة عبر البث المباشر، ازداد يقينها حين أثنى عليه الدكتور عبد الفتاح الطاروطي القارئ بالإذاعة والتلفزيون.

تعليقات