لقي ما لا يقل عن 70 شخصًا مصرعهم وأُصيب العشرات، في حريق مروّع اندلع داخل مركز تجاري حديث الافتتاح بمدينة الكوت، مركز محافظة واسط شرقي العراق، في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية العراقية اليوم الخميس.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن فرق الدفاع المدني عثرت على 14 جثة متفحمة داخل مبنى “الهايبر ماركت”، بينما تمكّنت من إنقاذ 45 شخصًا كانوا محاصرين داخل المبنى المكوّن من خمسة طوابق. وما تزال عمليات البحث جارية عن مفقودين وسط أنقاض المبنى المنهار جزئيًا.
وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب وهي تلتهم المبنى بالكامل، في مشهد هزّ العراقيين وأثار موجة غضب وحزن عارمة. وأفادت مصادر طبية بأن تحديد هوية بعض الضحايا كان في غاية الصعوبة بسبب شدة الحروق.
وأوضح محافظ واسط، محمد المياحي، أن النيران اندلعت في أجزاء من المركز التجاري والمطعم الملحق به، أثناء وجود عائلات تتسوق وتتناول العشاء. وأضاف أن فرق الإطفاء واجهت صعوبات بالغة في احتواء الحريق بسبب سرعة انتشاره داخل المبنى، بينما أُعلنت حالة الطوارئ في المدينة.
وأعلن المحافظ الحداد ثلاثة أيام على أرواح الضحايا، مؤكدًا أن السلطات فتحت تحقيقًا فوريًا في الحادث، وسيتم الإعلان عن نتائجه خلال 48 ساعة. كما أشار إلى أنه تم تقديم دعاوى قضائية ضد مالك المبنى والشركة المشغّلة، في ظل مؤشرات على وجود مخالفات في شروط السلامة.
من جانبه، وجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وزير الداخلية بالتوجه الفوري إلى موقع الحادث، والإشراف على مجريات التحقيق، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.
وتُسلّط هذه الفاجعة الضوء مجددًا على هشاشة منظومة السلامة في المنشآت العامة العراقية، حيث تتكرر الحرائق بسبب ضعف البنية التحتية وسوء الالتزام بمعايير البناء. فقد شهد العراق خلال السنوات الأخيرة كوارث مشابهة، أبرزها حريق مستشفى الناصرية عام 2021 الذي أودى بحياة أكثر من 60 شخصًا، وحريق قاعة زفاف في نينوى عام 2023 الذي راح ضحيته أكثر من 100 مدني.
ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب الدقيقة التي أدّت إلى اشتعال الحريق بهذه السرعة الهائلة، في وقت تتصاعد فيه المطالب الشعبية بمحاسبة المتسببين، وتعويض أهالي الضحايا، وضمان عدم تكرار هذه الكوارث.