محمد صبري.. رحلة نجم خطف القدر نهايتها على طريق التجمع
خيّم الحزن على الشارع الرياضي المصري، بعد الإعلان عن وفاة محمد صبري، أحد أبرز نجوم الزمالك والكرة المصرية في التسعينيات، إثر حادث سير مروع في منطقة التجمع فجر الجمعة. رحيل صبري ترك صدمة كبيرة لدى جماهيره ومحبيه، خاصة أنه كان حاضرًا على الساحة الإعلامية قبل أيام قليلة فقط.
كان صبري، الذي اشتهر بلقب “مدفعجي الملاعب” بفضل تسديداته الصاروخية وتمريراته الدقيقة، أحد أبرز المواهب التي أثرت الكرة المصرية بأداء استثنائي وحضور قوي داخل الملعب. ومع أن صوته ظل حاضرًا عبر التحليل الفني في الاستوديوهات خلال الفترة الأخيرة، إلا أن القدر اختطفه في لحظة لم يتوقعها أحد.
تفاصيل الحادث
كشفت التحقيقات الأولية أن اللاعب الراحل كان يقود سيارته على أحد الطرق الجانبية بالتجمع الخامس، قبل أن يفقد السيطرة على عجلة القيادة، لتصطدم السيارة بجدار مبنى تحت الإنشاء، ويلقى مصرعه في الحال.
حضور كبير في وداعه
شهدت جنازة الراحل توافد مئات المشيعين، إضافة إلى عدد كبير من نجوم الكرة السابقين، منهم:
مدحت عبد الهادي، عبد الحميد بسيوني، محمد أبو العلا، أسامة نبيه، عبد الظاهر السقا، وليد سليمان، إبراهيم سعيد، طاهر أبو زيد، إسماعيل يوسف، وعمرو الجنايني.
كما حضر ممثلون عن مجلسي الأهلي والزمالك لتقديم واجب العزاء.
مسيرة لاعب استثنائي
وُلد محمد صبري في 7 أبريل 1974 بمدينة بلبيس بالشرقية، وبدأت موهبته مبكرًا قبل أن يجتاز اختبارات الزمالك ويلتحق بقطاع الناشئين. سرعان ما لفت الأنظار بقدراته في اللعب على الجناحين وبتسديداته اليسارية القوية، ليتم تصعيده للفريق الأول عام 1992، ويحصل بعدها على فرصته مع الراحل محمود الجوهري.
قدّم صبري أحد أزهى فتراته مع الزمالك في التسعينيات، حيث ساهم في الفوز ببطولات كبيرة أبرزها دوري أبطال إفريقيا عامي 1993 و1996، كما سجل أهدافًا تاريخية في مرمى الأهلي، من بينها هدف لا يُنسى في شباك أحمد شوبير وآخر أمام عصام الحضري.
وخاض صبري تجربة احترافية قصيرة في نادي كاظمة الكويتي، كما لعب للاتحاد السكندري قبل أن يعتزل عام 2007.
بعد الاعتزال.. مدرب ومحلل وصانع مواهب
اتجه صبري للعمل الفني بعد الاعتزال، فعمل مساعدًا لطارق يحيى وحلمي طولان في المصرية للاتصالات، كما درّب عددًا من أندية القسم الثالث.
كان أحد أوائل من اكتشفوا موهبة مصطفى فتحي ورشحه للزمالك، كما شغل منصب محلل فني بقناة الزمالك ثم مقدمًا لبرنامج “زملكاوي”.
حزن رياضي واسع وتكريم مرتقب
نعت وزارة الرياضة، واتحاد الكرة، ورابطة الأندية، وعدد كبير من الأندية المصرية، اللاعب الراحل، فيما أعلن نادي الزمالك إقامة عزاء رسمي له يوم الأحد بمسجد الحامدية الشاذلية، مع تجهيز مبادرة لدعم أسرته وتقديم معاش شهري.
رحيل محمد صبري لم يكن مجرد فقدان لاعب سابق ترك بصمة في الملاعب، بل خسارة لتجربة إنسانية وموهبة استمرت في العطاء حتى آخر أيامه. فالرجل الذي ظل حاضرًا في ذاكرة الجماهير بأهدافه ولمساته، عاد ليؤكد برحيله أن بعض النجوم لا يغيبون أبدًا، بل يبقون حاضرين بما قدموه وبما تركوه من أثر. ورغم النهاية الصادمة، سيظل اسم محمد صبري محفورًا في تاريخ الكرة المصرية، وفي قلوب من عرفوه لاعبًا ومحللًا ومدربًا وصاحب حضور لم يتكرر.

تعليقات