أرقام تكشف رهان السعودية قبل مباراة كوت ديفوار.. هل تنجح المعجزة؟

أرقام تكشف رهان السعودية قبل مباراة كوت ديفوار.. هل تنجح المعجزة؟


استعدت الجماهير السعودية لمواجهة ودية مثيرة أمام منتخب كوت ديفوار، تلك المواجهة التي تتجاوز أهميتها مرحلة اللقاءات التجريبية، فهي اختبار حقيقي لمدى جاهزية الأخضر قبل كأس العرب.

تشير الأرقام الأخيرة لكل منتخب إلى اتجاهات متباينة، الإيفواريون يملكون زخمًا هجوميًا واضحًا، بينما يعاني المنتخب السعودي تقلبات في بداية المباريات وثغرات دفاعية يجب علاجها سريعًا، تحت القيادة الفنية لهيرفي رينارد.

على الورق تظهر نتائج آخر خمس مباريات تفوق ساحل العاج في التسجيل المبكر والسيطرة على شوط المباراة الأول، أما السعودية فيعتمد كثيرًا على التعافي لاحقًا أو على ضبط موازين الأداء داخل الدقائق الثانية من المباراة، لذلك اللقاء في جدة لن يكون مجرد تجريب للتشكيلة، بل فرصة لمعالجة نقاط ميكانيكية وفنية قبل محطات رسمية كبيرة.

كيف يتعامل رينارد مع الغيابات؟

من منظور جماهيري وتقني معًا، اللقاء يمثل مقياسًا لمدى تعامل الجهاز الفني بقيادة هيرفي رينارد مع غياب عناصر أساسية مثل حسان تمبكتي ومتعب الحربي وسعد الناصر ومع إدارة ملفات الإصابات، وعلى رأسها حالة سالم الدوسري، النتائج هنا قد تؤثر في الخيارات التكتيكية قبل كأس العرب، وربما تغير ترتيب الأولويات في المعسكر.

مؤشرات الأداء في آخر 5 مباريات

الإحصائية كوت ديفوار السعودية
يسجل أولاً 4 / 5 0 / 5
يتلقى هدف أولاً 0 / 5 4 / 5
تعادل أو فوز 5 / 5 4 / 5
الفائز في الشوط الأول 4 / 5 1 / 5
شباك نظيفة 5 / 5 1 / 5

تتضح سيطرة كوت ديفوار في بدايات المباريات من خلال تسجيل مبكر وشباك نظيفة متكررة مما يمنحهم ثلاثية التكتيك وهم هجوم مبكر، ضغط منظم، وإغلاق جيد.

في المقابل منتخب السعودية يبدو بطيئًا في الانطلاقة، 4 مباريات من 5 استقبل فيها هدفًا أولًا، ما يضع عبئًا على العودة والضغط لاحقًا بدلاً من إطلاق المبادرة. هذا يتطلب من رينارد تعديل بداية اللعب لتفادي الوقوع في الفخ المبكر.

لماذا تأهلت السعودية على حساب العراق رغم تساوي النقاط في تصفيات كأس العالم؟
سالم الدوسري – السعودية ضد العراق – (المصدر: Getty images)

المعدلات الفنية الأساسية

المعدل الفني كوت ديفوار السعودية
الأهداف المسجلة (معدل) 2.4 في كل مباراة 0.8 في كل مباراة
الأهداف المستقبلة (معدل) 0 في كل مباراة 1.2 في كل مباراة
تسديدات على المرمى (معدل) 4.25 في كل مباراة 3.8 في كل مباراة
الضربات الركنية (معدل) 6.2 في كل مباراة 2.4 في كل مباراة
البطاقات (معدل) 1 في كل مباراة 2.4 في كل مباراة
ركلات الجزاء المسجلة / المكتسبة 1 / 1 في كل مباراة 0 / 0 في كل مباراة

أرقام كوت ديفوار تبرز تهديدًا هجوميًا أكبر، متوسط أهداف مستقبلة أعلى وضربات ركنية أكثر، بينما السعودية تملك توازنًا أعلى في الاستحواذ ربما لكنه لا يترجم لفرص كافية داخل الصندوق ركنيات أقل.

الجدير بالملاحظة أيضًا ارتفاع المخالفات الانضباطية للسعودية (متوسط بطاقات أعلى)، ما قد يؤثر سلبًا عند اللعب ضد فريق قوي بدنيًا، حيث الأخطاء المتراكمة قد تمنح المنافس فرصًا قيمة.

ماذا تعني الأرقام لتكتيك رينارد؟

تحليل النتائج السابقة يشير إلى أن السعودية تحتاج إلى تعزيز الجاهزية البدنية منذ الدقيقة الأولى من أجل التقليل من احتمالية استقبال هدف مبكر، وتحسين استغلال الركنيات والكرات الثابتة لأنها أقل لدى السعودية مقارنة بالإيفواريين، بجانب خفض المخاطر الانضباطية عبر تدريب على المواقف الدفاعية الموحدة لتقليل البطاقات.

هيرفي رينارد - السعودية - المصدر (Getty images)
هيرفي رينارد – السعودية – المصدر (Getty images)

أما كوت ديفوار فسيحاول الدوران حول قوتين رئيسيتين، هما الضغط المبكر وفرض الاستحواذ الثانوي عبر الأطراف للوصول إلى ركنيات متكررة واستغلال العرضيات.

القيمة السوقية.. فارق 9 أضعاف

القيمة السوقية لمنتخب السعودية 30.60 مليون يورو
القيمة السوقية لكوت ديفوار 276.43 مليون يورو

الفجوة في القيم السوقية ضخمة لمصلحة كوت ديفوار حوالي 9 أضعاف إذا ما قارناها مباشرة، وهذا لا يعني بالضرورة تفوقًا فنيًا دائمًا، لكن يعكس ثراءً في المواهب الشابة وقوة وجود لاعبين محترفين في أندية أوروبية كبرى لدى الإيفواريين.

بالنسبة للكرة السعودية فالقيمة السوقية الأقل تعكس اعتمادها على لاعبين محليين ومزيج من محترفين أجانب محدودين في أرقامهم السوقية، مع ذلك، الاستثمار السعودي الكبير في الدوري رفع مستوى المنافسة المحلية وساهم في تجنيد نجوم عالميين، وهو ما سينعكس تدريجيًا على القيمة السوقية الإجمالية للاعبين المحليين ومستواهم داخل الميدان.

كما تمنح تلك المباراة فرصة للاعبين المحليين أن يبرزوا أنفسهم ويظهروا مستواهم من أجل الحصول على فرص احتراف في دوريات أخرى.

الغيابات وتأثيرها الفني

غياب كل من حسان تمبكتي، متعب الحربي، سعد الناصر، وإصابة سالم الدوسري (قيد التقييم)، يؤثر بشكل مباشر على مستوى الفريق.
حيث يعتبر غياب ثنائي الهلال مقلصًا من خيارات العمق الدفاعي والبدنية في الظهر والوسط، بينما غياب سعد الناصر يؤثر على العمق الهجومي في الجهة اليسرى لنادي النصر.

رينارد بحاجة لتدوير ذكي، إما اعتماد حلول محلية بديلة أو إعادة تشكيل الخط الخلفي بجعل أحد الظهيرين أكثر تحفظًا، كما أن غياب سالم الدوسري (إذا استمر) سيخلق فراغًا على الجناح الأيمن من حيث الخبرة والقدرة على تغيير إيقاع اللعب.

التوقعات التكتيكية للمباراة؟

من المتوقع أن يبدأ منتخب كوت ديفوار بداية هجومية، ضغط مركزي في الربع الأول من الساعة، استغلال الأطراف والكرات العرضية، ودفع خطوط مرتفعة.

أما السعودية فسيكون اختبار التوازن بين ضبط الظهر وخلق مساحات من المرتدات، مع الاعتماد على التمريرات البينية السريعة ومحاولة استغلال سرعات الجناحين البدلاء، هذا هو سبيل هيرفي رينارد.

المهمة الأصعب للأخضر هي تقليل احتمالية استقبال هدف مبكر وتحويل الصورة إلى مباراة متكافئة قبل الدقيقة 30 — وهي الفترة التي عادة ما تحسم كثيرًا من لقاءات الإيفواريين.

موعد مباراة السعودية ضد كوت ديفوار

يواجه المنتخب السعودي نظيره كوت ديفوار يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025، عند 7:30 مساءً بتوقيت السعودية (6:30 بتوقيت مصر) على استاد الإنماء في جدة، وتنقل المباراة عبر منصة stc.