“هاتوا الفلوس اللي عليكم”.. إنييستا مُتهم في قضية احتيال دولية

“هاتوا الفلوس اللي عليكم”.. إنييستا مُتهم في قضية احتيال دولية


“هاتوا الفلوس اللي عليكم”.. عبارة باتت اليوم حقيقة مُرّة في حياة أندريس إنييستا، أسطورة برشلونة التي طالما ارتبطت بالمهارة والهدوء داخل الملاعب.

لم يكن أحد ليتخيل أن صانع أجمل لحظة في تاريخ الكرة الإسبانية، الرجل الذي أهدى العالم هدف كأس العالم 2010، سيجد اسمه يومًا ما في صفحات التحقيقات القضائية، أندريس إنييستا، الرسام الهادئ الذي صنع أمجاد برشلونة، أصبح فجأة في قلب قضية احتيال مالي دولية تمتد خيوطها من البارسا إلى بيرو.

القصة بدأت في عام 2023، حين أعلن إنييستا عن توسّع شركته متعددة الجنسيات “نيفر ساي نيفر” (NSN) لتصل إلى أمريكا الجنوبية عبر فرع جديد في بيرو.

الشركة، التي حملت اسم NSN Sudamérica SAC، قدمت نفسها كمشروع طموح يجمع بين الرياضة والترفيه والتعليم، يهدف لإنشاء مدارس كروية وتنظيم فعاليات موسيقية ورياضية بالشراكة مع حكومات محلية وشركات خاصة.

أندريس إنييستا (المصدر:Gettyimages)
أندريس إنييستا (المصدر:Gettyimages)

لكن الحلم لم يستمر طويلًا؛ فبحسب تحقيقات النيابة العامة في بيرو، فإن الشركة — التي يمتلك إنييستا جزءًا من أسهمها — متهمة بالاحتيال على مجموعة من رجال الأعمال البيروفيين بمبلغ 600 ألف دولار أمريكي.

من مجد الملاعب إلى قفص الاتهام.. التحقيقات تُطال إنييستا

وفقًا لما أفادت به صحيفة “EL PAÍS”، الأموال جُمعت بحجة تمويل فعاليات ضخمة، مباراة بين أساطير إسبانيا وبيرو، مهرجان لموسيقى البوب الكورية، وحدث رياضي في كوسكو، غير أن هذه الوعود لم تتحقق، ولم يُنظم سوى حدث واحد خاسر ماليًا، بينما تبخّرت بقية الخطط مع اختفاء الشركة المفاجئ وإعلان إفلاسها في منتصف عام 2024.

المدعون في بيرو يؤكدون أن مؤسسي الفرع —البيروفي ريكاردو بول فالديراما روبيو والإسباني كارلوس جوميز بينتور— استغلوا اسم إنييستا وصورته لإقناع المستثمرين بضخ الأموال، قبل أن يتم تحويل جزء منها إلى الخارج.

وتشير وثائق النيابة إلى أن لاعب برشلونة السابق “استُخدم اسمه ومكانته” في العملية، وقد “سمح ودعم” تأسيس الشركة دون تدقيق كافٍ في أنشطتها، ولهذا، وُضع اسمه ضمن لائحة المتهمين قيد التحقيق في تهمة “الاحتيال المشدد على الممتلكات”، في قضية قد تمتد إلى خمسين يومًا من التحقيقات التمهيدية.

بيرو تُحقق مع بطل العالم.. أندريس إنييستا أمام اختبار العدالة

من جانبه، أصدر فريق إنييستا بيانًا رسميًا نفى فيه كل الاتهامات، مؤكدًا أن ما نُشر “يتضمن مغالطات أُطلقت بسوء نية”، وأن اللاعب لم يشارك في أي أنشطة مالية أو إدارية في الفرع البيروفي.

وأضاف البيان: “نثق بأن القضاء البيروفي سيوضح هذا الوضع قريبًا، نحتفظ بحقنا في اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة للدفاع عن شرفنا وعملنا، ونطالب وسائل الإعلام بتوخي الدقة في ما يُنشر”.

وتزداد تعقيدات الملف مع ظهور تقارير تفيد بأن أحد مديري NSN Sudamérica، وهو كارلوس جوميز بينتور، اقترض أكثر من 81 ألف دولار أمريكي لتمويل مباراة ودية بين سبورتينج كريستال (بيرو) وبرشلونة (الإكوادور) في ميامي عام 2024، لكنه لم يسدد المبلغ حتى الآن.

بعد أشهر، دخلت الشركة في مرحلة تصفية، وأرسل الدائنون إنذارات رسمية إلى إسبانيا دون استجابة، وهكذا، يجد “الرسام” نفسه أمام لوحة داكنة لم يرسمها بيده، لكن اسمه وقع عليها بحروف ثقيلة.

في انتظار ما ستكشفه التحقيقات المقبلة، تبقى الحقيقة الوحيدة المؤكدة أن شهرة الماضي لا تحمي أحدًا من قسوة الواقع، وأن من كان يومًا أيقونة للشفافية داخل الملعب، يواجه الآن اختبارًا حقيقيًا خارج حدوده.