استراتيجيات إسرائيلية غير معلنة تجاه إيران: أساليب جديدة للتصعيد

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


كشف تقرير حديث، نقلًا عن مصادر موثوقة، عن خطط إسرائيلية سرية جديدة تستهدف إيران، بعد فشل محاولات سابقة لزعزعة استقرارها الداخلي أو تقويض وحدتها الإقليمية خلال الحرب التي استمرت اثني عشر يومًا. 

ووفقًا للتقرير، أصدرت إسرائيل تعليمات إلى شبكاتها وعملائها لتكثيف ثلاث عمليات نفسية وسياسية تستهدف الجمهورية الإسلامية. تتركز العملية الأولى على توجيه اللوم إلى إيران، وبشكل خاص سياسات قائد الثورة  الإسلامية، فيما يتعلق بالهجوم الأخير على البلاد. 

وقد تبنت وسائل إعلام خارجية، مثل قناة “إيران إنترناشونال”، هذا الخط الدعائي بسرعة، بدعم من بعض العناصر الداخلية المرتبطة بتلك الشبكات، والتي تعمل كمكبرات للروايات الإسرائيلية. 

ويأتي هذا التصعيد في سياق توترات إقليمية متزايدة، حيث بدأت الحرب بين إيران وإسرائيل في الثالث عشر من يونيو، عندما شنت إسرائيل هجمات غير قانونية على مبانٍ سكنية ومنشآت نووية وعسكرية إيرانية، قبل أن تتدخل الولايات المتحدة لاحقًا، وتنتهي الأعمال العدائية في الرابع والعشرين من يونيو بعد مفاوضات توسطت فيها قطر، وفقًا لصحيفة طهران تايمز.

المحور الثاني في الاستراتيجية الإسرائيلية يتمحور حول محاولة جديدة بقيادة رضا بهلوي، نجل الشاه المخلوع، لتشكيل ما يُسمى بـ”الجمعية التأسيسية في المنفى”، بعد فشل محاولته السابقة لإنشاء “حكومة في المنفى”. وتشير المصادر إلى أن بهلوي يخطط لعقد حدث في عاصمة أوروبية الشهر المقبل، يتضمن دعوات سرية لجماعات إرهابية معادية لإيران، خاصة الفصائل الانفصالية الكردية. الهدف هو إنشاء جمعية رمزية تهدف إلى تقويض الشرعية السياسية لإيران، من خلال تقديمها كبديل وهمي للنظام الحالي. ويُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من جهود إسرائيلية متواصلة لزعزعة الاستقرار الداخلي في إيران، مستغلة الانقسامات العرقية والسياسية داخل البلاد لخلق حالة من الفوضى والضعف.

المحور الثالث والأكثر إثارة للقلق في هذه الخطط هو تشكيل تحالف سياسي يضم بقايا من أحداث الاحتجاجات في عام ألفين وتسعة، والملكيين، والإرهابيين، والجماعات الانفصالية. ووفقًا للتقرير، يقود هذا المشروع أردشير أمير أرجمند، وهو شخصية مرتبطة بمنظمة مجاهدي خلق ومستشار سابق لأحد قادة احتجاجات ألفين وتسعة. يتركز المشروع حول صياغة “بيان استفتاء” يوقّعه تحالف من الأفراد المتطرفين المعادين لإيران داخل البلاد وخارجها، بقيادة شخصيات مثل رضا عليجاني، المعروف بسجله في الأنشطة التخريبية. وتشمل محتويات البيان دعوات لإجراء استفتاء، وتشكيل جمعية تأسيسية، وإنشاء حكومة في المنفى، وهي أهداف تتماشى مع الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة الأمد لزعزعة استقرار إيران من الداخل. وفي الداخل، يُشار إلى أفراد مثل “مصطفى ت.” و”عبد الله م.” كمسؤولين عن جمع التوقيعات لهذا البيان، مما يثير مخاوف جدية بشأن التدخلات الخارجية في الشؤون الإيرانية.

تأتي هذه الخطط في سياق إقليمي معقد، حيث تستمر المحادثات النووية بين إيران والقوى الغربية لإحياء الاتفاق النووي لعام ألفين وخمسة عشر، وسط ضغوط إسرائيلية وأمريكية لفرض قيود أكثر صرامة على البرنامج النووي الإيراني. وقد أثارت هذه الأنباء مخاوف من أن تؤدي هذه العمليات السرية إلى تصعيد عسكري قد يعرقل أي تقدم دبلوماسي. 

وفي المقابل، أكدت إيران التزامها بحماية سيادتها، مشيرة إلى استعدادها للرد بقوة على أي تهديدات. ويُعد هذا التصعيد جزءًا من “حرب الظل” المستمرة بين إيران وإسرائيل، التي تشمل هجمات سيبرانية، وعمليات استخباراتية، واستهداف شخصيات بارزة. ومع استمرار هذه التوترات، يظل الوضع الإقليمي هشًا، حيث يمكن أن تؤدي أي خطوة متهورة إلى عواقب وخيمة تهدد استقرار الشرق الأوسط لسنوات قادمة.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً