بعد صراع مع الاكتئاب وتأجيل الحلم.. أُنس جابر تُعلن انتظار مولودها الأول
بهدوء يشبه لحظات التأمل بعد العاصفة، اختارت التونسية أُنس جابر لاعبة كرة التنس أن تعود إلى الأضواء بخبر مختلف، خبرٍ لا يُقاس بعدد الألقاب ولا يُكتب في سجلات البطولات، بل في قلوب محبيها.
بعد عام من الصمت والابتعاد والبحث عن الذات، أعلنت نجمة التنس التونسية أنها وزوجها كريم كمّون ينتظران مولودهما الأول، المنتظر قدومه في أبريل 2026، في خطوةٍ غلب فيها الإنسان على البطلة، والحياة على المنافسة.
قالت أُنس في منشورٍ عبر حسابها الرسمي على إنستجرام: “أخذنا استراحة قصيرة لإعادة ضبط وشحن طاقتنا… واتضح أننا كنا نخطط لأجمل عودة على الإطلاق، سيتعين على الملعب الانتظار لفترة أطول قليلًا، لأنه قريبًا… سنرحب بأصغر زميل لدينا في الفريق، طفل صغير ينضم إلى الفريق في أبريل”.
كان المنشور مفعمًا بالحنين والسكينة، وكأنها تُعلن ميلاد مرحلة جديدة في حياتها، لا تتعلق بالمجد الرياضي هذه المرة، بل بالأمومة التي طال انتظارها.

أُنس جابر تُغلق صفحة الاكتئاب وتفتح فصل الأمومة بابتسامة
لم يكن الطريق إلى هذا الهدوء سهلًا. قبل فترة، تحدثت أُنس جابر بصراحة نادرة عن معاناتها النفسية بعد موسم مرهق من الخيبات والإصابات، مؤكدة أن المكان الذي أحبّته منذ طفولتها أصبح مصدرًا لحزنها.
قالت في تصريحات سابقة: “المكان الذي كان يسعدني أصبح المكان الذي يُحزنني. كنت خائفة أنني لن أجد الفرح في التنس مرة أخرى”، كانت كلماتها صادمة وصادقة في آن، تكشف عن هشاشة النفس البشرية مهما بلغت القوة في المظهر.
بعد أن لقّبها الجمهور بـ”وزيرة السعادة”، وجدت أُنس نفسها غارقة في الاكتئاب، تبحث عن الضوء وسط زحام الضغوط والتوقعات، ففي صيف 2024، قررت أُنس التوقف مؤقتًا عن ممارسة التنس، معلنة أنها بحاجة إلى وقت لتتعافى جسديًا ونفسيًا.
وأوضحت آنذاك أنها اختارت أخيرًا أن تضع نفسها في المقدمة بعد سنوات من اللهاث خلف البطولات، قائلة:
“أريد أن أتنفس، أن أشفى، وأن أستعيد متعة الحياة من جديد”.
تحدثت أُنس عن صعوبة التوقف بعد سنوات من التدريب اليومي والانضباط الصارم، وقالت إنها شعرت في البداية بالضياع، لكنها بمرور الوقت بدأت تجد السعادة في أبسط التفاصيل، وقت العائلة، الصمت، الراحة، والابتسامة التي لا ترتبط بالفوز أو الخسارة.
الأمومة.. بطولة من نوع آخر تخطط لها أُنس جابر
بعد عام من الغياب، لم تعد أُنس لتتحدث عن التنس، بل لتكشف عن أعظم انتصار في حياتها الشخصية، فالحلم الذي أجّلته طويلًا، خوفًا من أن يبعدها عن البطولات، صار اليوم هو بطولتها الجديدة.
الأمومة كانت دائمًا على قائمة أحلامها المؤجلة، وها هي الآن تفتح بابها في لحظة سلام داخلي نادرة، رغم أن خبر حملها يعني ابتعادها لفترة أطول عن الملاعب، فإن جماهيرها حول العالم لم تخف فرحتها، معتبرة أن عودتها القادمة ستكون مختلفة تمامًا.
أُنس جابر لم تفز بعد ببطولة ويمبلدون، لكنها فازت بما هو أسمى — فازت بنفسها… لقد علمتنا أن البطولة الحقيقية ليست دائمًا في الكؤوس، بل في القدرة على النهوض، والاختيار، والحب من جديد.

تعليقات