«التقييمات المدرسية وتأخر مستحقات الحصة».. شكاوى المعلمين وإجراءات جديدة من «التعليم»

«التقييمات المدرسية وتأخر مستحقات الحصة».. شكاوى المعلمين وإجراءات جديدة من «التعليم»


ازدادت شكاوى المعلمين داخل المدارس مؤخرًا، مع بدء تطبيق نظام التقييمات المدرسية التي تُلزمهم برصد ومتابعة أداء الطلاب بشكل دوري.

ورغم ما تحمله الفكرة من أهداف تطويرية لتحسين جودة التعليم ورفع كفاءة التحصيل الدراسي، يرى عدد من المعلمين أنها أصبحت عبئًا إضافيًا في ظل العجز الكبير في أعداد المعلمين وتعدد المهام الإدارية المفروضة عليهم، فضلًا عن تأخر صرف المستحقات المالية وخاصة لمعلمي الحصة الذين لم يتقاضَ بعضهم رواتبهم حتى الآن.

وقال أحمد خالد، أحد معلمي الحصة، إن تأخر صرف المستحقات المالية تسبب في معاناة حقيقية للمعلمين، موضحًا: «أنا مقبضتش من بداية العام الدراسي، ومع ذلك بنلتزم بالشرح اليومي ومتابعة الطلاب، لكن الوضع بقى صعب جدًا».

وتابع محمود إبراهيم، أحد معلمي الحصة، أن نظام التقييمات الأسبوعية زاد من حجم الأعباء داخل الفصول، قائلاً: «التقييمات محتاجة وقت وجهد، وإحنا أصلاً عندنا ضغط كبير في الحصص ونقص في المعلمين، وكل يوم مطلوب مننا حاجة جديدة».

وأشارت مي رشاد، معلمة لغة عربية، إلى أن كثرة التكليفات الإدارية تُرهق المعلمين، مضيفة: «إحنا مش ضد التقييمات، لكن المفروض يكون في تنظيم أكتر ودعم حقيقي للمدرس داخل الفصل، علشان يقدر يوازن بين التدريس والمتابعة».

وفي هذا الصدد، قال الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، إن الوزارة أعلنت تسليم كتب التقييمات إلى جانب الكتب المدرسية لكل مادة، موضحًا أن الفكرة في أصلها تستحق التقدير لأنها تهدف إلى تدريب الطلاب على تطبيق ما تعلموه داخل الفصل، إلا أن آلية التنفيذ الحالية تفتقر إلى التنظيم وتفرض أعباء إضافية على المعلمين والطلاب على حد سواء.

وأضاف الخبير التربوي في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»: “فكرة التقييمات كويسة جدًا في بدايتها، لأنها بتعلّم الطالب والمدرس إزاي يطبّقوا المعلومات اللي اتشرحت، وده كان معمول بيه زمان في المدارس تحت مسمى (حصة التطبيق)، اللي كانت بتتعمل في آخر الأسبوع لمراجعة ما تم دراسته عمليًا، وكانت بتجيب نتيجة ممتازة”.

وتابع حمزة: «المشكلة بدأت لما التقييمات تحولت من فكرة أسبوعية إلى تقييمات يومية، إزاي هقيم طالب كل يوم على حاجة لسه ما خلصش شرحها؟ الحصة أصلًا 35 إلى 45 دقيقة، فهل المدرس هيشرح ولا هيصحح ولا هيعمل التقييم؟».

وأشار الخبير التربوي إلى أن العام الماضي شهد شكاوى واسعة من المعلمين وأولياء الأمور بسبب الضغط الناتج عن التقييمات اليومية، إذ ضاع وقت الحصة بين الشرح والتصحيح دون فائدة حقيقية.

وأوضح أن إدراج التقييمات داخل الكتب هذا العام جاء بهدف تقليل الضغط وتوفير الوقت، إلا أن التطبيق كشف عن مشكلات عديدة، أبرزها إمكانية قيام الطالب بحل التقييمات في المنزل أو الاعتماد على الإنترنت وأدوات الذكاء الاصطناعي، مما يفقد التقييم هدفه التربوي والتعليمي الأساسي.

ومن جانبه، كشف مصدر مسؤول بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة تتابع باهتمام شكاوى المعلمين، مؤكدًا أن الهدف من النظام هو قياس مستوى الفهم وتنمية مهارات التفكير لدى الطلاب وليس زيادة الأعباء على المعلمين.

وأضاف المصدر لـ «أهل مصر»، أن التقييمات الجديدة جزء من منظومة تطوير التعليم، وتهدف إلى تحسين جودة العملية التعليمية وتحويلها من الحفظ والتلقين إلى الفهم والتطبيق، مشيرًا إلى أن الوزارة تُجري تدريبات دورية للمعلمين لمساعدتهم على تطبيق التقييمات بطرق مبسطة تراعي الفروق الفردية بين الطلاب.

وأكد أن الوزارة أصدرت توجيهات مشددة بعدم تأخير صرف مستحقات معلمي الحصة، مع التأكيد على سرعة الانتهاء من الإجراءات المالية لضمان استقرار أوضاعهم.

وأشار إلى أن معلمي الحصة جزءًا أساسيًا من المنظومة التعليمية، والوزارة حريصة على دعمهم ماديًا ومعنويًا.

وأكد المصدر أن الوزارة تعمل حاليًا على تفعيل قنوات تواصل مباشرة مع المعلمين عبر كود (QR) لتلقي الشكاوى والاستفسارات إلكترونيًا، بما يضمن الاستجابة الفورية وحل المشكلات دون تأخير.