مهرجانات البترون 2025… مع زهور وبحر وموسيقى وأفلام بلا فشار

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


في البترون، لا تُعرض الأفلام على الشاشات فحسب، بل تُعاش في الشوارع، وتُحكى على الجدران، ويُحتفل بها على وقع البيرة وسمك البزري… لا مكان للفوشار هنا. هكذا تبدأ حكاية صيف يتكرّر كل عام، لكنه لا يشبه أي عام سبقه، لأن المدينة الصغيرة تعرف كيف تخترع فرحها بأسلوبها الخاص، من دون بهرجة أو دعم.

 

يقول سايد فيّاض، رئيس لجنة مهرجانات البترون الدولية لـ”النهار”: “لا أفضّل أن أنسب الفضل إلى نفسي، فهذا عمل جماعي بامتياز، ونتاج جهود لجنة متفانية. ما نقوم به نابع من محبّة صادقة لهذه المدينة، ومن شعور عميق بالمسؤولية حيالها”.

 

 

أجواء البترون (الصورة مصدرها المكتب الاعلامي للجنة مهرجانات البترون الدولية)

 

الحكاية تبدأ في الثامن عشر من تموز/يوليو، من ميناء الصيادين، حيث يُقام مهرجان “البيرة، النبيذ، والمأكولات البحرية” على مدى ثلاثة أيام. ماركات محلية تتنافس في تقديم الأفضل، وحفلات موسيقية تُقام كل ليلة. في اليوم الأول، تحضر السفارة الإسبانية، وتُحيي الفنانة حنين السهرة. يليها زاف، ثم تختتم فرقة “أيام الليرة” هذه الجولة في العشرين من تموز/يوليو. يوضح فيّاض: “اخترنا المرفأ لأنّه قلب البترون النابض. نريد للناس أن يدخلوا المدينة من بوابتها البحرية، أن يشعروا أنّهم جزء من نسيجها، لا زوّار عابرون فقط”.

في الخامس والعشرين من تموز/يوليو، يتحوّل الميناء إلى منصّة لحفل مختلف، يحييه نجم الراب العالمي سانت ليفانت. “نحن لا نركض خلف الكثرة، بل نفضّل حفلة واحدة محكمة التنظيم، تعبّر عن جيل جديد. وسانت لوفانت فنان عالمي، لكنّه يشبهنا، يحمل هوية مزدوجة، ويتكلّم لغة الشباب”، يضيف فيّاض.

 

 

نجم الراب العالمي سانت ليفانت (الصورة من حساب النجم في إنستغرام)

نجم الراب العالمي سانت ليفانت (الصورة من حساب النجم في إنستغرام)

 

 

ومع مطلع آب/أغسطس، تبدأ المدينة بالتبدّل، وتتسلّل الثقافة إلى زواياها بهدوء. يُفتتح معرض “صور البترون” في الأسواق القديمة، ويتناول هذا العام موضوع “الدرج”، كمكوّن بصريّ حاضر في هوية المدينة. مصوّرون من لبنان والعالم يشاركون، ويُطلق تحدّ بصري مفتوح للهواة والزوار على حد سواء. ويلفت فيّاض: “نحن لا نريد صوراً تُعلّق وتنتهي، بل نريدها أن تنتقل إلى المدارس والمستشفيات، لتبقى بين الناس وتُشبههم”.

 

منتصف آب يحمل لحظة استثنائية: أربعة وعشرون قارباً شراعياً في خليج البحصة، على شكل بوصلة، تتوسطها منصّة عائمة لحفلة موسيقية حيّة. “نريد أن يكون كل حدث في البترون مشهدياً. يقول فيّاض: “ندمج الفن بالرياضة، والبحر بالموسيقى، ونخلق مشهداً لا يُنسى”. ويستعيد تلك اللحظات المجنونة التي كُتب فيها اسم “البترون” بالحسكات، أو حين أبحرت ألواح شراعية من قبرص إلى الشاطئ اللبناني.

 

 

مهرجان صور البترون (الصورة من المكتب الاعلامي للجنة المهرجانات)

مهرجان صور البترون (الصورة من المكتب الاعلامي للجنة المهرجانات)

 

من الرابع إلى السابع من أيلول، يُقام مهرجان الأفلام القصيرة المتوسطية في قلعة تعود مقاعدها إلى عام 1965. المهرجان بلغ عامه التاسع، وكان هذا العام ضيف شرف في مهرجان كليرمون فيران الفرنسي، الأهم أوروبياً في مجاله. بالنسبة الى فيّاض “الأفلام تُشاهد في الشوارع، تُناقَش على الجدران، ويُحتفل بها على وقع البزري والبيرة، لا الفوشار. لا شيء متكلّفاً هنا، بل متعة خالصة وتجربة نابضة بالحياة”.

ويضيف بثقة: “نشتغل بصمت، لكننا نحب البترون علناً. كل من يزور المدينة يعيش حياة جزيرة. بالشورت والتيشيرت. لا قيود، ولا بهرجة. البترون اليوم صارت أول وجهة لكل لبناني عائد من السفر، ولكل زائر يبحث عن لبنان الحقيقي”.

 

من أجواء مهرجانات البترون الدولية العام الماضي (الصورة من المكتب الاعلامي للجنة المهرجانات)

من أجواء مهرجانات البترون الدولية العام الماضي (الصورة من المكتب الاعلامي للجنة المهرجانات)

 



‫0 تعليق

اترك تعليقاً