عمرو الديب يكتب: السادة نواب مجلس الشيوخ: ودعوا مقاعدكم

عزيزى القارئ، إذا كنت من المهتمين بالحياة السياسية على مستوى الأحزاب والبرلمان فهذا المقال فى نهايته معلومة لك، أما إذا لم تكن كذلك، فنصيحتى لا تضيع وقتك فيما لايفيدك.

لوغاريتمات السياسة أصبحت صعبة، ومعقدة، وسط توترات دولية تؤثر علينا فى الداخل، وتدفع صانع القرار للتفكير مئات المرات قبل أن يحدد شكل الحياة السياسية فى مصر.

لن أكون مبالغًا إذا قلت إن الظرف السياسى الحالى فى مصر لم يذكر فى كتاب العلوم السياسية بمفاهيمه التقليدية وحتى المعقدة، ما يحدث الآن يفرض على الجميع تسطير مفاهيم سياسية جديدة، بشرط تكون واقعية غير منفصلة عن واقع شديد التعقيد بالغ الصعوبة يحتاج لمشرط جراح يجرى عملية دقيقة فى مخ مريض حالته بالغة الخطورة مستعد للوفاة فى أى لحظة.

فترة قليلة جدًا تفصلنا عن أول استحقاق سياسى فى ٢٠٢٥ وهو انتخابات مجلس الشيوخ الذى انقضت مدته ومرت دون أن يشعر به أحد، جاء سريعًا وذهب فى صمت.

وبطبيعة الحال والمنطق وحساسية التوقيت ومقتضيات الأمن القومى ومصلحة الوطن، لا يجب أن يكون مجلس الشيوخ القادم مجرد برلمان ينعقد ثم ينفض، يجب علينا استغلاله وتعظيم دوره والاستفادة من كوادره، وعدم السماح لنواب “الكنبة” من الوصول لقاعة المجلس “والنوم” بين غرف اللجان والبهو والقاعة، والحصول على كارنيه الوجاهة الاجتماعية والحصانة البرلمانية ولقب سيادة النائب، وسيادة النائب راح وسيادة النائب جه.

مصادرى السياسية تقول، إنه لا مكان لمتخاذل وكسول وباحث عن منصب فى المجلس الجديد.

مصادرى التى أثق فيها تقول، إن مجلس الشيوخ القادم سيعبر عن حالة سياسية جديدة، لم تفرضها الظروف وحدها ولكن ساعده فيها رغبة التغيير، فالدولة بمفهومها الحكومى التنفيذى لا تريد ،(أن تشيل الشيلة لوحدها)، تحتاج لأبنائها المخلصين دون إقصاء (فى حدود).

ولمن يتحدث عن المثالية فى السياسة، أقول له المثالية فى الكتب وعلى الشاشات، أما الواقع فيفرض قوانينه وأعرافه، والسياسة لا تعرف ولا تعترف بالعدل، فهى لعبة المنطق واللامنطق، السياسة قادرة على كسر المعادلات الرياضية، بمنتهى البساطة ١+١ ممكن =٥ ( من غير ما تسأل ازاى.. هى كدة وخلاص).

ماهى مواصفات النائب فى مجلس الشيوخ القادم؟

أول مواصفاته لن أستطيع كتابتها، فهى خاصة بأهل السياسة ولا تهم العوام، لكنها ملح الشغلانة.

لكن ما يهمنى أن يكون نائبا قادرا على إحداث التوازن بين المتطلبات والمتاح، أن يكون على علم بتفسير المثل الشعبى (اطبخى ياجارية .. كلف ياسيدى)، لا نحتاج نائبا فضائيا من أصحاب النظريات الفلسفية المتفذلكة والنعرات الكاذبة والشعارات الواهية، فالمرحلة دقيقة والحدث جلل والوطن غال.

ما معلوماتك يا كاتب المقال عن المجلس القادم؟

معلوماتى من مصادرى، تؤكد أن التغيير جذرى، ورياحه العاتية ستطول الجميع، ولن ينجو إلا القليل.

ما نصيحتك يا كاتب المقال للنواب؟

أقول لـ”السادة نواب مجلس الشيوخ”: ودعوا مقاعدكم.

وفى الختام لدى معلومة تقول إن النائب أحمد قطب عضو مجلس الشيوخ عن الجيزة قد يكون خارج المجلس القادم، وتوقعى صواب يحتمل الخطأ.