

هاي كورة (رأي خاص بالصحفي إرنست فولتش – SPORT)
كصحفي يتابع يوميات برشلونة عن قرب، أجد أن المشهد الكتالوني اليوم لا يشبه ما كان عليه قبل أشهر قليلة.
فبعد صيف طويل وبداية موسم حملت معها ثلاث مباريات رسمية أقرب إلى التحضيرات، بدأ يظهر بوضوح أن البارسا لم يعد عنصر المفاجأة.
نعم، الفريق حافظ على الروح التنافسية التي ميّزته الموسم الماضي، لكن الخصوم درسوا أسلوبه جيدًا وصاروا يملكون مفاتيح لتعطيل خططه، خصوصًا في مصيدة التسلل.
برشلونة مطالب بالابتكار أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا في ظل وجود ريال مدريد أكثر صلابة بفضل مدربه الجديد الذي أعاد له اللمسة التكتيكية الغائبة منذ عقد.
صراع الليغا هذا الموسم سيكون شرسًا، وأي تعثر قد يُحدث فارقًا كبيرًا.
أما هانز فليك، فقد غيّر جلده، الرجل الهادئ والمبتسم الموسم الماضي صار أكثر حدة وصراحة، لا يخشى انتقاد لاعبيه أو إدارة النادي.
عبارته الشهيرة: “الأنا تقتل النجاح” تلخص فلسفته الجديدة، في وقت يحتاج فيه الفريق إلى ضبط مجموعة من النجوم الشباب الذين انتقلوا من خانة المواهب الواعدة إلى نجوم أثرياء، معرضين للوقوع في فخ الفردية والدلال.
لكن الأزمة لا تقف عند الملعب فقط، إدارة النادي، التي نجحت في التعاقد مع فليك، تبدو عاجزة عن حل لغز العودة إلى كامب نو، وسط فوضى مواعيد وغياب رؤية واضحة يثير قلق الجماهير واللاعبين على حد سواء.
برشلونة اليوم يقف عند مفترق طرق: هل ينتصر طموح الفريق وإبداعه، أم يواصل النادي دفع ثمن إدارة مرتبكة ووعود غير مُكتملة؟
الحقيقة المؤكدة أن نجاحات الأمس لن تحمي حاضر البارسا، والاستيقاظ على هذه الحقيقة قد يكون أول خطوة نحو المستقبل.